اعترفت وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، السيدة هدى إيمان فرعون، بفشل سلطة الضبط للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية في استقطاب المتعاملين الشباب للترويج لخدمة تسويق الانترنت بالمساحات الكبرى وفضاءات الترفيه، مرجعة الأمر إلى أحكام قانون البريد الذي لا يتيح اعتماد العديد من الوثائق والتراخيص للاستفادة من هذه المشاريع. وتحدثت فرعون عن التعديلات الأخيرة التي مست القانون، والتي تمنع ترشح متعاملي الهاتف النقال وكذا مجمع «اتصالات الجزائر» لسحب رخصة استغلال هذه الخدمة، مع اقتراح رخصة عامة موحدة، لتسهيل عملية تحضير الملفات من طرف المتعاملين الشباب من الخواص لتقديم خدمة التغطية بالانترنت عبر المساحات الترفيهية والشواطئ وكل وسائل النقل الجماعي. وسيتولى مجمع «اتصالات الجزائر»، كونه المورد الرئيسي للأنترنت، تكوين هؤلاء المتعاملين الجدد في مجال الترويج للخدمة واقتراح أرقام سرية لضمان أمن وسلامة المستخدمين، فيما تعمل سلطة الضبط حاليا على تحيين دفتر الشروط. فرعون أكدت، أمس، أن رسالة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، حملت العديد من التوجيهات تخص معادلة الثورة الرقمية مع المنظومة الصناعية، داعية الشباب الجزائري من حاملي المشاريع إلى استعمال البنى الاقتصادية التي أنجزتها الوزارة لتطوير اقتصاد يضاهي قطاع المحروقات من ناحية المداخيل. وعبرت الوزيرة، لدى نزولها ضيفة على فوروم الاذاعة الوطنية، عن أملها في أن يستجيب الشباب والمستثمرون لنداء رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن قطاعها أنجز أكثر من 123 ألف كيلومتر من الألياف البصرية، مع إرسال للفضاء أول قمر صناعي متخصص في الاتصالات «ألكوم سات 1» تنفيذا لبرنامج الرئيس الذي أطلق سنة 2003 مشروع «غزو الجزائر للفضاء» بهدف تأمين الاتصالات وضمان توفير خدمات الانترنت للمؤسسات الإستراتيجية في حالة حدوث أعطاب في الكابل البحري للانترنت، وهي البني التحتية التي تنتظر المستثمرين الخواص لتسويق خدمات جديدة وعصرنة الإنتاج الاقتصادي موازاة مع تطور التكنولوجيات الحديثة. أما فيما يخص التحضير للشروع في تسويق خدمات «ألكوم سات 1»، أشارت فرعون إلى أن الأشغال التي تتم حاليا تخص تدعيم شبكات الألياف البصرية لمقرات المؤسسات والإدارات الإستراتيجية، التي تقدم خدمة عمومية لتأمين استعمالها عبر خدمة الاتصالات الفضائية. دراسة تكاليف الربط بالساتل والبحث عن مصنعي الهوائيات وتوقعت الوزيرة الانتهاء من كل التجارب التقنية الخاصة بتجهيزات الاتصال بالساتل شهر جوان المقبل، حيث أشارت إلى أن التقنيين التابعين للوكالة الفضائية الجزائرية، يعدون حاليا دراسة تقنية تخص تكلفة ربط المؤسسات الاستشفائية والتربوية عبر كامل التراب الوطني بشبكة «ألكوم سات1»، وإيجاد أحسن السبل لتشجيع المؤسسات الصناعية على إنتاج معدات الاتصال بالقمر الصناعي، على غرار الهوائيات المقعرة، مضيفة بأن هذه الدراسة سيتم الانتهاء منها قبل نهاية الثلاثي الجاري. بالموازاة مع ذلك، تبحث الوكالة الفضائية الجزائرية، حسب الوزيرة، عن زبائن لتسويق عدة منتجات على غرار باقة القنوات التلفزيونية الرقمية، وخدمات الاتصال عبر الساتل بالمناطق التي تعرف ضعفا في التغطية بشبكة الأرضية، مؤكدة في المقابل بأن الوزارة لم تحدد بعد تاريخ ترويج خدمة الانترنت عبر الساتل، غير أن ذلك قد يكون حسبها، مع الدخول الاجتماعي المقبل ولفائدة فئة معينة من الزبائن، باعتبار أن تكاليف الخدمة ستكون مرتفعة. وفيما يخص مشروع مركز المعلومات المقرر إنجازه بالأخضرية، كشفت الوزيرة عن التعاقد مع مؤسسة «باتيميتال» لإنجاز المبنى بمرافقة من خبراء «اتصالات الجزائر» على أن تكون أول تجربة للشركة وللجزائر في مجال إنجاز مثل هذه المراكز، مع الإشارة إلى أن مركز الأخضرية مخصص لتخزين كل البيانات والمعطيات الخاصة بالحكومة، على أن يتم في مرحلة ثانية انجاز «أول مركز معلوماتي دولي» بعد اكتساب الخبرة. وبخصوص الاضطرابات في خدمة الانترنت بالعاصمة، تحدثت فرعون عن صعوبة إتمام أشغال تغيير الكوابل القديمة بشبكة عصرية للألياف البصرية بالنظر إلى المباني القديمة والورشات المفتوحة حاليا من طرف مديرية الأشغال العمومية، واعدة العاصميين باستكمال مد شبكات الألياف البصرية، التي انطلقت أشغالها سنة 2017 قبل نهاية السنة الجارية، ليتم الرفع بذلك من نسبة تدفق الانترنت. أما عن تصنيف الجزائر في ذيل ترتيب الدول في مجال خدمة الانترنت، فجددت الوزيرة التأكيد أن المكتب الدولي للاتصالات هو الهيئة الوحيدة التي لها صلاحيات تقييم نسبة تدفق الانترنت، مشيرة إلى أن المتعاملين الأجانب ممن تم رفض طلباتهم لتسويق خدمة الانترنت، يكونون وراء تشويه خدمة الانترنت بالجزائر، قبل أن تعلن عن الشروع نهاية السنة في استغلال ثلاثة كوابل بحرية لربط فالنسيا بوهران والجزائر العاصمة، و كابل أخر لربط الولاياتالمتحدةالامريكية بعنابة لتحسين نسبة التدفق. مراسيم جديدة لتأمين استخدام الانترنت وحول موضوع حماية الأطفال من أخطار الانترنت، تطرقت فرعون إلى إعداد وزارة العدل، بالتنسيق مع وزارتها، لجملة من المراسيم التنفيذية تتماشي وتطور استخدام الانترنت في يوميات المواطنين والأطفال خاصة، مشيرة إلى أن هذه المراسيم سيتم إصدارها مع نهاية السداسي الأول من السنة الجارية. على صعيد آخر، أشارت فرعون أن قانون التجارة الإلكترونية سيسمح لمؤسسة بريد الجزائر بفتح موقعها عبر الانترنت لتسويق عدة أنواع من المنتجات بما يسمح بتطوير الدفع الإلكتروني لبريد الجزائر، فيما كشفت عن التفكير في تطوير استثمارات مع الخواص في مجال إنتاج تجهيزات الدفع الإلكتروني المخصصة للتجار، تنفيذا لقانون المالية 2018، الذي تطرق إلى إجبارية توفير مثل هذه التجهيزات عبر كل المساحات التجارية، مشيرة إلى أن سبب تأخر تزويد التجار بهذه التجهيزات مرده ارتفاع الطلب عليها مقابل العرض، علما أنه يتم حاليا جلبها من الخارج. وبخصوص تأخر تعميم البطاقات الذهبية لبريد الجزائر، ذكرت فرعون بأن القطاع قام بتوزيع 3,5 ملايين بطاقة لغاية اليوم، مرجعة سبب تأخر تسليم البطاقات الجديدة إلى مشكل العناوين الخاطئة. وفيما يخص تغيير أنظمة الموزعات الآلية لقراءة البطاقات الجديدة، أشارت الوزيرة إلى صعوبة تغيير هذا النظام في الوقت الحالي بسبب استعماله من طرف 7 ملايين زبون، موضحة بأنه تم تقديم طلبية لاقتناء ألف موزع جديد سيخصص لحاملي البطاقات الذهبية، فيما يتوقع توزيع 5 ملايين بطاقة جديدة قبل نهاية جوان المقبل. أعلنت الوزيرة، في سياق متصل، عن التحضير لتغيير النظام المعلوماتي لشركة النقد الآلي والعلاقات التلقائية بين البنوك «ساتيم» بما يسمح بتوحيد النظام المستعمل من طرف كل المؤسسات المالية، مشيرة إلى أن التواصل ما بين كل البنوك عبر الموزعات الآلية سيتم في اقرب وقت. «سعاة البريد» الموقوفون مدعوون لتجديد ملفاتهم في ختام اللقاء، وجهت الوزيرة دعوة لكل سعاة البريد الذين تم توقيفهم عن العمل من طرف مؤسسة «بريد الجزائر» بسبب انتهاء مهلة عقود عملهم، بالتقدم إلى مصالح البريد لتجديد عقودهم، مشيرة إلى أن إدارة المؤسسة، أخطأت عندما قررت توظيف حاملي الشهادات الجامعية في مصلحة سعاة البريد، فيما يمكن تأدية هذه المهنة من قبل أي شخص له مستوى ثانوي.