ستوقع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، اليوم، اتفاقية تعاون مع وزير الاتصالات المالي لفتح المجال لكل من مجمع «اتصالات الجزائر» والجزائر للاتصالات الفضائية للاستثمار في مجال خدمات الانترنت والمشاركة في وضع شبكات الألياف البصرية في هذا البلد الذي سيتم ربطه بكابل الألياف البصرية الخاص بالأنترنت العابر للبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى استغلال خدمات الساتل «ألكوم سات 1» الذي سيتم وضعه في مداره قبل نهاية جوان المقبل. وستطلق خلال الأيام القليلة القادمة مناقصات دولية بكل من التشاد والنيجر، بدعم من البنك الإفريقي، لصالح المستثمرين الجزائريين لتعميم نشاطهم في خدمات الاتصالات عبر عدد من الدول الإفريقية. وبمناسبة احتضان الجزائر، اليوم، للمؤتمر الإفريقي حول حوكمة الانترنت، أشارت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيدة هدى إيمان فرعون، في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة، إلى أن اللقاء سيكون فرصة لتنفيذ توصيات الملتقى الإفريقي للاستثمار من خلال اقتراح مجموعة من الحلول لمشكلة «الفجوة الرقمية» التي تعاني منها عدة دول إفريقية بعد أن انخفضت نسبة الولوج إلى شبكة الانترنت، من منطلق أن 300 مليون ساكن بالقارة السمراء يستفيدون من خدمات الانترنت من أصل 1,5 مليار ساكن. وبالنظر إلى أن تكاليف الربط بالشريط المار للانترنت عبر البحر الأبيض المتوسط يعد أقل تكلفة من الانترنت التي يتم استغلالها من الشريط المار للمحيط، تقرر فتح المجال لمجمع اتصالات الجزائر لتوسيع استثماراته خارج الوطن، وهي نفس الاستثمارات المقترحة لكل المؤسسات الخاصة المتخصصة في مجال مد شبكات الألياف البصرية، مشيرة إلى أن دولة مالي ستكون أول زبون للمستثمرين الجزائريين لوضع أكثر من 100 كيلومتر من شبكات الألياف البصرية، مع تكوين العمال الماليين في مجال تسيير وصيانة الشبكة. وسيتم على هامش اللقاء التوقيع على اتفاقية شراكة للشروع في أقرب وقت في إرسال الفرق التقنية إلى مالي، في حين سيتكفل البنك الإفريقي للتنمية بدعم المجمع و باقي المستثمرين الخواص لمد شبكات الألياف البصرية. بريد الجزائر ثاني مستثمر عمومي بالقارة وردا على تخوفات المستثمرين حول عدم استقرار الأسواق الإفريقية وصعوبة الحصول على أموالهم، أعلنت فرعون عن التحضير لفتح مكاتب بريدية عبر عدد من الدول الإفريقية تكون تابعة لمؤسسة بريد الجزائر، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات البريدية الإفريقية، وهو ما يسمح بضمان مرافقة مصرفية للمستثمرين الجزائريين بإفريقيا. كما كشفت الوزيرة عن إبداء عدد من الحكومات الإفريقية اهتمامها بخدمة الانترنت المقترحة عبر الساتل، مشيرة إلى أن مشروع «ألكوم سات 1»، الذي يتم حاليا إنجازه بورشات الوكالة الجزائرية للفضاء والذي يتوقع أن يتم وضعه في المدار قبل نهاية جوان المقبل، أصبح محل اهتمام العديد من الدول الإفريقية التي بادرت إلى إرسال طلبات الاشتراك مع الجزائرية للاتصالات الفضائية لاستغلال خدمات الساتل في الاتصالات وبث مجموعة القنوات الفضائية. وفيما يخص فتح المجال للخواص لتسويق خدمات الانترنت، أشارت فرعون إلى أن قانون البريد الذي يتم حاليا إعداده تم التطرق إلى هذا المجال من خلال اقتراح آليات تسمح للخواص بالمشاركة في «الحلقة المحلية للانترنت» التي يسيرها حاليا مجمع اتصالات الجزائر، وهو المقترح الذي من شأنه تعميم خدمة الانترنت وتخفيض أسعارها تماشيا ومداخيل المواطنين. كما تعهدت الوزيرة بضمان تدفق يزيد عن 100 جيغا بايت قبل نهاية 2017، مؤكدة نجاح التجربة بمشروع المدينة الجديدة سيدي عبد الله التي تم ربطها بشبكة جديدة من الألياف البصرية، تسمح للسكان الجدد بالاشتراك بصفة آنية في خدمات اتصالات الجزائر، أما فيما يخص فشل مشروع فتح مراكز نداء عبر 48 ولاية بالمشاركة مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج»، أشارت الوزيرة إلى أن طلبات فتح المراكز فاق العدد المقترح، لذلك تقرر تحويل الفائض من المشاريع المقترحة إلى الاستثمار في وضع شبكات الألياف البصرية والصيانة التقنية، على أن تتكفل اتصالات الجزائر بتكوين الشباب بصفة مجانية.