يزخر الأدب الجزائري بالعديد من النصوص الشعرية والنثرية، سواء في مجال الرواية أو القصة أو غيرها، يستحق تحويلها إلى أعمال فنية سواء من خلال مسرحتها أو تحويلها إلى أفلام أو مسلسلات،على هامش الملتقى الوطني الأول حول مسرحة الأدب الذي احتضنته سكيكدة مؤخرا، اقتربت «المساء» من بعض الدكاترة والمختصين لتثير معهم إشكالية مسرحة الأعمال الإبداعية السردية. الدكتور بوبعايو بوجمعة عميد كلية الآداب واللغات بجامعة بسكيكدة ... مسرحة النصوص تساهم في زيادة المقروئية يرى الدكتور بوبعايو بوجمعة بأنّه عندما تمسرح النصوص السردية كالقصة أو الرواية، تصبح هذه الأخيرة أقرب إلى المقروئية، ومن ثمة تصبح في متناول كل من يشاهدها، إلا أنه يقر بأن مصطلح «مسْرحة الأدب» ما يزال مطاطيا لم يتفق بشأنه المختصون. يؤكد المتحدث بأن مسرحة الأدب من خلال الإشكالية المطروحة، هو العمل من أجل إدخال النص إلى الركح، بما في ذلك كل الأشكال الأدبية السّردية، من شعر أو قصة، أو رواية، سواء كانت من الأدب القديم أو الأدب الحديث، إضافة إلى الأعمال الأكاديمية الإبداعية، بالاستعانة بتقنيات مسرحية ضمن الأطر الفنية التي تجعل من تلك النصوص عبارة عن مسرحية قائمة بذاتها. الأستاذ الدكتور محمد العيد تاورتة من جامعة قسنطينة ... المسرح جزء من الأدب يعتبر الدكتور محمد تاورتة، أن المسرح باعتباره نصا، هو جزء أساسي من الأدب، خاصة في العصر الحديث، حيث أضحى يمثل نوعا من أنواعه، غير أنّ النصّ المسرحي كما أضاف له وجهان؛ وجه أدبي، والوجه الثاني الذي يقصد به العرض المقدّم للجمهور، وله خصائصه وأدواته في الإخراج، وفي المشاهد، وفي اللباس، وفي الديكور، لكن في نهاية المطاف، كما قال، يبقى يمثل نوعا من أنواع الأدب له علاقة بالرواية، يشترك معها في بعض القضايا ويتميز عنها بخاصية العرض. عن كيفية مسرحة الأدب، أشار الدكتور إلى أنه وقبل البحث عن مسْرحة الأدب، ينبغي أن نبحث جيدا عن النصوص المسرحية، من منطلق أن هناك فعلا نصوصا مسرحية، وبعدها يتم الشروع في مسرحة النصوص السردية والروائية. وعن افتقار الجامعة إلى كلية تختص فقط بالإنتاج المسرحي، أو كما يعرف بمسرحة الأدب، أرجع الدكتور الأمر إلى البرمجة الموضوعة من قبل الخبراء سواء في مجال المسرح أو في مجال الأدب، فالجامعة كما أشار، تخضع إلى ما يأتيها من قسم البرمجة. الدكتور رشيد بوشعير من الجزائر العاصمة... ليست كل الأعمال الأدبية قابلة للمسرحة يرى الدكتور رشيد بوالشعير بأنه لا يمكن مسْرحة كل الأعمال الأدبية، فالمهم كما أشار إليه هو جوهر النّص الأدبي، زيادة إلى مواصفات النص السردي سواء كان رواية أو قصّة، إلى جانب مواصفات أخرى للنص، يشير المتحدث إلى أنه من السهولة تحويل النص الروائي إلى نص مسرحي، أو تحويل النّص المسرحي إلى نص روائي، لكن الحقيقة أنه يوجد جوهر للنّص قد يصعب كثيرا تحويله إلى عمل آخر. الدكتور عبد الكريم بن عيسى مختص في الإيقاع المسرحي جامعة تلمسان ... غياب المختصين في الاقتباس يعترف الدكتور عبد الكريم بن عيسى بوجود عوائق حقيقية لا تجعلنا نستوعب تلك النصوص السردية، من خلال السفر بالنص المسرحي من القصّة أو من الرواية، أو من الأقصوصة، لهذا يرى بأنه من الضروري أن تكون هناك دراية وعلم وفكر مسرحي، حتّى نستطيع تحويل تلك النصوص السردية إلى عمل مسرحي، فمعظم الكتّاب الروائيين أو السرديين، كما قال، لا يملكون ناصية الإبداع المسرحي، من خلال افتقادهم للوسائل الدراماتولوجية التي تجعلنا نعيش إيقاع الكاتب، وإيقاع النص، وإيقاع الأدوات، وايقاع المفردة والمكونة المسرحية، لذا يرى بأن الإشكال المطروح في الجزائر فيما يخص إشكالية مسْرحة الأدب، يكمن في أنّنا لا نملك مختصين في الاقتباس، يوجد فقط مختصون في الكتابة المسرحية، مضيفا بأن عملية نقل النص السردي سواء قصة أو رواية أو غيرها، تستوجب شرطين اثنين؛ الأول أن نملك الوسائل الدراماتولوجية، والثاني أن نمتلك الوسائل الروائية، أو القصصية السردية. فبالنسبة لكاتب ياسين كنموذج، أشار الدكتور عبد الكريم بن عيسى إلى أن هذا الأخير متمكن في الابداع المسرحي كشخص عصامي، وكحالة شاذة مقارنة مع غيره من الروائيين، فمن خلال رواية «نجمة»، استطاع أن يَصيغ مسرحا خاصا به حتى أصبح يصطلح عليه بمسرح كاتب ياسين أو مسرح التشويق الياسيني. وعن دور الجامعة في هذا المجال، قال الدكتور بأنها مطالبة اليوم بأن تقوم بمهمة تكوين الأساتذة والدكاترة في نوع الاقتباس المسرحي، أو كما اصطلح عليها بالسفر بالمنتوج السردي إلى العرض. الأستاذ عبد المالك بن خلاف جامعة سكيكدة ... المسرح لا يعتمد على النص وحده أشار الأستاذ عبد المالك بن خلاف إلى أنه ومنذ القدم، تُطرح إشكالية علاقة الأدب بالفن المسرحي، خاصة أن هناك من اعتبر أن يكون المسرح أدبا بمعنى أن يكون نصا ولا شيء آخر، ومن هذا المنطلق، وبعد أن جاء مخرجون طرحوا إشكالية أن المسرح فن لا يعتمد فقط على النص، بل يعتمد كذلك على أدوات أخرى ليست بالضرورة الدلالة النصية اللغوية، بل هي كذلك دلالات أخرى موجودة في فن العرض كالديكور والحركة واللّباس والإنارة والألوان والموسيقى والرقص، مهما يكن من أمر يرى الأستاذ ابن خلاف عن وجود الكثير من الآراء والأقوال حول إشكالية مسْرحة النص السردي. ❊ بوجمعة ذيب