توج المؤتمر الاستثنائي الذي نظمته حركة البناء الوطني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بانتخاب قيادة جديدة يقودها عبد القادر بن قرينة، الذي تم تنصيبه أمس، رئيسا للحركة خلفا للشيخ مصطفى بلمهدي، الذي قاد حركة البناء منذ تأسيسها عام 2013. كما تم خلال المؤتمر انتخاب ثلاث نواب لرئيس الحركة، وهم أحمد الدان وعبد السلام قريمز ومربي ياسين، فيما انتخب نصر الدين سالم شريف رئيسا لمجلس الشورى الوطني للحركة وحظيت القيادة الجديدة لحركة البناء في ختام أشغال مؤتمرها الاستثنائي الذي عقد بالقاعة متعددة الرياضات بزرالدة تحت شعار «الوحدة والديمقراطية ضمن التنمية»، بتزكية غالبية المندوبين البالغ عددهم 1700 مندوب عن طريق رفع الأيدي. وفي أول تصريح له بعد تزكيته رئيسا للحركة أبدى السيد بن قرينة، الذي سبق له أن تقلد منصب وزير أسبق للسياحة عندما كان ينتمي لحركة مجتمع السلم، استعداد تشكيلته السياسية للوحدة مع الأحزاب الإسلامية والوطنية التي تتقاسم معها نفس الأفكار والرؤى، قائلا في تصريح صحفي على هامش جلسة اختتام المؤتمر «نحن في حركة البناء الوطني جاهزون من الغد لأي وحدة اندماجية مع الإخوة في حركتي النهضة والعدالة ومع الإخوة في حركة مجتمع السلم.. وجاهزون لوضع الترتيبات والتنازل من أجل تنفيذ ذلك». ودعا بن قرينة إلى تمتين وبعث الروح في الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء، والذي أقر بوجود بعض الصعوبات التي تعتريه، مؤكدا بأن المساعي جارية من أجل تذليل هذه الصعاب. وإذ أعلن مد يده لحركة «حمس» من أجل تحقيق الوحدة، أوضح بن قرينة أنه «إذا توفرت النية ستكون هناك فرصة لإيجاد طرق لتشكيل اتحاد مع «حمس» قبل أن يضيف بأن «ذلك ليس معناه العودة إلى أحضان «حمس» ولا مطالبة هذه الأخيرة بالانضمام إلى حركة البناء»، موضحا بأن حركة البناء «تريد أن تبني وحدة جديدة «في إطار المنهج الذي تركنا عليه الراحل محفوظ نحناح». وكشف الرئيس الجديد لحركة البناء عن اتفاق مبدئي بين الأحزاب المذكورة سابقا، «حول فكرة الاندماج في وعاء جديد بتسمية جديدة وبلوائح جديدة وقيادات جديدة»، مشيرا إلى أن الوعاء الجديد «مسموح له التوسع أمام باقي المكونات السياسية الأخرى، حيث قال في هذا الصدد «نحن مستعدون لتقديم التنازلات في إطار شراكة في أي وجود أو أي مكون في الساحة الوطنية من اجل المصلحة العليا للوطن». من جانبه كشف نائب رئيس الحركة أحمد الدان في تصريح ل»المساء» بأن «الحوار يبقى مفتوحا مع حركة «حمس» حول مستقبل العلاقة بين الحزبين، معلنا في هذا الصدد عن «فتح الحوار جديد لترقية الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء» وحول إمكانية خلق تشكيلة سياسية جديدة تضم الأحزاب الأربعة تحضيرا للرئاسيات القادمة، قال الدان «نحن نسميه إيجاد العائلة الإسلامية التي تتفق على الخيارات الكبرى التي تركها الشيخ نحناح»، غير أن اعتبر في المقابل، بأن «ملف الرئاسيات سابق لأوانه وبحاجة إلى فتح حوار حول بيئة الاستحقاقات القادمة وكيفية التعامل معها، كونها تتجاوز التيارات». للإشارة فقد عرفت جلسة تزكية القيادة الجديدة لحركة البناء حضور بعض رؤساء الأحزاب وممثليهم على غرار عبد الرزاق مقري رئيس حركة «حمس» وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات والأمين العام لجبهة العدالة والتنمية وممثل عن حركة النهضة إضافة إلى شخصيات وطنية أخرى على غرار أحمد بن بيتور وعبد العزيز رحابي.