اعتبرت حركة البناء الوطني أن المؤتمر السنوي الأول "على نهج الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني" الذي عقدته نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة، "أول تظاهرة إيذانا بالخروج للعمل السياسي" من بعد المؤتمر التأسيسي. خلف تزامن مؤتمر “البناء” مع ملتقى “الشيخ” نحناح، الذي نظم من طرف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير، حساسيات جديدة لوجود اعتقاد مفاده بأن تزامن التظاهرتين كان متعمدا، ما جعل القيادات الإسلامية الأجنبية التي لبت الدعوة، تحتار في أي لقاء تشارك. وفضلت حركة البناء الوطني في أول لقاء تعقده بعد المؤتمر التأسيسي، الانخراط مباشرة في مبادرة سياسية في اتجاه الرئاسيات المقبلة سمتها “مبادرة للأمن الاجتماعي”. وقالت إنها ستكون باتجاه المكونات السياسية والمجتمعية من أجل استحقاقات قادمة هادئة، وتمنى رئيس “البناء الوطني” مصطفى بلمهدي في كلمة افتتاح اللقاء، أن تكون “الاستحقاقات القادمة بداية عهد جديد وربيع مريح هادئ يتيح الفرصة أمام جزائر اجتماعية ديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية التي جعلها نداء الفاتح نوفمبر من الثوابت الوطنية”. وذكر بلمهدي أن “أهم أولوياتنا هي الحفاظ على الجزائر واحدة وموحدة”. وأضاف: “كما نحمي وحدة الجزائر بتقوية الأواصر مع الجوار وتقوية الأحزاب السياسية كممثل شرعي للمواطن وتأمين الحدود الجزائرية واستقلالية القرار، وضمان الأمن القومي لتحقيق السيادة الوطنية يحميها جدار وطني مؤطر بالمبادئ الإسلامية النوفمبرية”. وكشفت حركة البناء الوطني عن بعض مواقفها السياسية بأنه آن “الأوان لتخرج الجزائر من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية والديمقراطية الحقيقية النابعة من قيمنا، والتداول على السلطة لتعود السيادة للشعب، بالتوارث الآمن السلس”، ثم “التعاون على معالجة مظاهر الفساد والإفساد بكل أشكاله المالي السياسي، الإداري والاجتماعي والفردي للمساهمة الحقيقية في الأمن الاجتماعي للأمة”. وذكر قيادي “البناء” عبد القادر بن قرينة أن المؤتمر المنعقد الجمعة “أول خروج بعد المؤتمر التأسيسي بحضور عدد كبير من المناضلين والقيادات والمندوبين”، وقال إن الحاضرين كانوا الأمين العام لمكتب الإرشاد العالمي للإخوان وأحزاب إسلامية من الأردن وليبيا والمغرب ومن حركة علماء فلسطين”، وكشف أن “البناء الوطني” ستبدأ “عملية استكمال البناء التنظيمي والتوجه إلى الجماهير والتعريف أكثر بالحركة وما يميزها عن باقي الأحزاب الإسلامية”. وشرح بن قرينة أن هدف حزبه “تبصير الشباب بالخطورة التي تحدق بأمن البلاد، سيما في ظرف تغيب فيه السلطة قياسا لمرض رئيس الجمهورية وكثرة الإشاعات... الشباب بحاجة لتقدير الوحدة الوطنية بما يخدم استقرار الدولة وليس استمرار السلطة”. وفي سياق متصل علمت “الخبر” أن قياديين في “البناء الوطني” لم يتقبلوا تنظيم حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير لملتقى حول “الشيخ نحناح” في نفس التوقيت، ويشاع أن الحركة وجهت بدورها دعوة لرئيس النهضة التونسية راشد الغنوشي لكنه في النهاية فضل حضور ملتقى كل من حمس وجبهة التغيير.