تسلّم قطاع الشبيبة والرياضة بولاية بومرداس، مؤخرا، عدة منشآت وهياكل تهدف إلى ترقية الحياة الشبابية، بما يجلب اهتمامها ويحميها من خطر الانغماس في الآفات الاجتماعية، على اعتبار أنه من القطاعات التربوية المهتمة بفئة هامة وحساسة من المجتمع،غير أن انعدام التأطير بها يرهن فتحها أمام جمهورها المستهدف. وبالموازاة، عرف القطاع عمليات تهيئة وصيانة لعدد من الهياكل، فيما ستنطلق بالنسبة لعدد آخر في شهر ماي المقبل. يشمل برنامج تهيئة المنشآت الشبانية والهياكل الرياضية بولاية بومرداس الذي كان انطلق خلال 2017، تهيئة وصيانة خمس مركبات رياضية جوارية بكل من بلديات بني عمران، الناصرية، زموري، شعبة العامر وحمادي، وإلى جانبها قاعتان متعددتا الرياضات ببغلية ودلس وقاعة الملاكمة ببودواو والمسبح شبه الأولمبي بيسّر، وتهيئة ساحة لعب بالعشب الاصطناعي بحي «حمدي سليمان» ببلدية بودواو، وتهيئة ملعب كرة القدم بعليلقية ببلدية بومرداس، إضافة إلى تهيئة مخيم الشباب بدلس ودار للشباب بزموري. وخُصّص لهذه العملية مبلغ مالي إجمالي يقدّر ب 53 مليون دينار، حسبما كشف عنه مدير الشباب والرياضة جمال زبدي في لقاء مع «المساء» الخميس المنصرم. أما برنامج 2018 فيشمل تهيئة وصيانة القاعة متعددة الرياضات لبومرداس؛ في خطوة ستعرف ارتياحا كبيرا وسط الأندية الرياضية التي طالما نادت بذلك، لاسيما أن القاعة تشهد تدريبات عدة أندية للرياضات الفردية والجماعية، إلى جانب احتضانها العديد من البطولات الجهوية والوطنية والعديد من التظاهرات والفعاليات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي. وخُصص لهذه العملية خمسة ملايين دينار، وينتظر انطلاق الأشغال نهاية ماي القادم. وبالموازاة، ستنطلق نفس أشغال التهيئة والصيانة لتمس قاعة الملاكمة لقورصو، وتهيئة ملعبين جواريين بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس «لم يتم بعد تحديد موقعيهما، يدخلان ضمن تمويل مشترك (بلدية - ولاية)»، يقول المدير موضحا أن هذا البرنامج خُصص له غلاف مالي إجمالي ب 24 مليون دينار. من جهة أخرى، يسجل القطاع برامج في طور الإنجاز لمنشآت شبانية وهياكل رياضية، تتراوح نسبته ما بين 50 و80%، يُرتقب استلامها في غضون السنة الجارية بما يزيد في ترفيه الشباب، وتتعلق أهمها بإنجاز مسبح أولمبي ببلدية الناصرية ومسبح آخر ببلدية برج منايل، بينما لم تتعدّ نسبة إنجاز مسبح ببلدية شعبة العامر 5 %؛ حيث عرفت مقاولة الإنجاز متاعب مالية في انتظار إيجاد أرضية تفاهم مع الجهات المختصة، تسمح بفسخ الصفقة وتحويلها إلى مقاولة لا تسجل عجزا ماليا بغرض استكمال مشاريع حيوية، علما أن الفسخ يعني تجميد المشروع في الوقت الذي يتوفر الغلاف المالي لاستكمال أشغال هذا الصرح الرياضي الذي ينتظره أبناء المنطقة. غياب التأطير يرهن فتح الهياكل أمام روادها تحمل المنشآت الشبانية رسالة تربوية هامة، حيث تستقطب شريحة حساسة من المجتمع، ما يجعل الاهتمام بتأطيرها مطلبا يفرض نفسه، على اعتبار أن خمس منشآت شبانية بولاية بومرداس، أُنجزت واستلمت ولكنها تفتقر للكادر المؤطر والمسير، وهي، على التوالي، مخيم الشباب 120 سريرا وبيت الشباب 50 سريرا بزموري البحري، ودار الشباب ببوصبع ببلدية برج منايل، ومركّب جواري رياضي ببلدية قدارة بوزقزة، ومركّب آخر ببلدية لقاطة وبيت للشباب 50 سريرا ببلدية يسّر. هذه المنشآت التي كلفت الدولة عدة ملايين لترقية الحياة الرياضية والترفيهية للشبيبة بما يستشرف حظر وقوعها فريسة الآفات الاجتماعية، بقيت موصدة الأبواب بسبب تجميد التوظيف. وبما أن قطاع الشباب والرياضة ذو رسالة تربوية مجتمعية سامية، فإن إدراجه ضمن القطاعات ذات الأولوية في التوظيف على غرار التربية، الصحة والتعليم العالي حلٌّ يفرض نفسه، كما أن هناك حلا واقعيا آخر قد يكون مثاليا لهذا الإشكال، فالقطاع يعمل بالتنسيق مع حركة جمعوية ناشطة وفعالة، ويمكنه الاستعانة بقوة هذه المؤسسة المدنية من خلال السماح للجهتين بعقد اتفاقيات مسبقة تعنى بتسيير الهياكل الشبابية المستلمة، وتأطيرها بما يعود بالنفع على الجهتين، خاصة أن جل الجمعيات تفتقر إلى مقرات لممارسة أنشطتها، بينما تحتاج كل منشأة لستة أعوان منهم أربع حراس، ما يرفع العدد الإجمالي للتأطير على مستوى هذه الهياكل، إلى 66 عاملا، علما أن إعادة توزيع الموظفين على مستوى قطاع الشباب والرياضة ببومرداس التي انطلقت منذ 2015، بلغت حدودها. حنان. س