صدح صوتها بكل ما هو جميل، غنت للحب، للجمال، للوطن، فأبدعت، وأمتعت، اختارت درب الأغنية النظيفة، الملتزمة، ولازالت تسير فيه بخطى متأنية، وبمبدأ ثابت مفاده أنه لا يصح إلا الصحيح، اتجهت في السنوات الاخيرة الى التمثيل، حيث شاهدناها في الكاميرا المخفية بشخصية مغايرة لشخصيتها، فكانت عصبية ومستفزة؟ تحولت مؤخرا الى المسرح لتنشط فيه كممثلة تبرر قدراتها الفنية على الخشبة، فكانت لها جولة الى سوريا مع أعضاء فرقة »دار برناردألبا« وهذا في إطار الاسبوع الثقافي الذي أقيم هناك. عن صدى هذه المسرحية في سوريا، وكذا جديد اخبارها، وآفاق أعمالها المستقبلية حدثتنا فائزة آمل..
- المساء: من الطرب الأصيل الى عالم التمثيل ؟! هل وجدت في التمثيل الحل البديل؟ * فائزة أمل: للأسف الأغنية الطربية لم يعد مرغوبا فيها عندنا، وحلت محلها الأغنية التجارية بكل مساوئها، وأصبحت هي الطاغية على الساحة! وهذا ما جعل انسحاب أي فنان يحترم نفسه وفنه أمرا إجباريا، وأنا شخصيا فضلت اللجوء الى عالم التمثيل الذي وجدت فيه ضالتي. - من إنسانة هادئة رزينة الى شخصية ثائرة مستفزة !! هكذا شاهدناك في الكاميرا المخفية! فكيف حدث هذا الانقلاب الكلي في شخصية فائزة أمل المتزنة؟ * هي الكاميرا المخفية التي فرضت علي الانقلاب في الشخصية، فلكي أقوم بدور استفزازي يخرج ضيوفي عن وعيهم، ويعريهم على طبيعتهم، كان لا بد من أن أتحول الى انسانة مستفزة، عدوانية نوعا ما، وتجاوبي مع دوري جعل الجمهور العريض المشاهد يعتقد أني بالفعل شرسة! ومن يعرفني عن قرب يدرك جيدا أني لست بتلك الصفة، لكنه الدور، والممثل البارع هو من يتقن أداء كل الادوار. - كاميرتك المخفية اصطادت فنانين جزائريين، ومشارقة، فبحكم التجربة، أين يكمن الفرق في طبيعة الانسان الجزائري والمشرقي؟ * صادف تصوير هذه السلسلة مهرجان الفيلم العربي بوهران، وطبعا كان هناك فنانون مشارقة فاستغلت الكاميرا المخفية وجودهم لوضع مقالب لهم، وبحكم هذه التجربة خلصت الى نتيجة، وهي أن الفنان المشرقي يحاول دائما اخفاء عيوبه بامتصاص غضبه وتزيينه عكس الفنان الجزائري، فهو عفوي، وهذا ما يجعله سريع الغضب غير متماسك ويسهل استفزازه. - وماذا عن المسرح؟ * المسرح انقذني من الرداءة التي حلت بعالم الغناء، ولقد سافرت مؤخرا مع فرقة دار برناردا ألبا« الى سوريا، وكان التجاوب معها كبيرا! - السفر الى سوريا كان قطعا فرصة سانحة للاحتكاك بفنانين سوريين كبار، وفرصة أيضا لإقامة مشاريع فنية، فهل حدث هناك شيء من هذا القبيل؟ * بالفعل سفري الى سوريا جعلني أحتك بعمالقة الفن هناك، ومنهم جهاد سعد الذي نصحني بالقيام بأدوار تلائم شخصيتي ونهاني عن قبول أدوار ضعيفة لا تليق بي، كما رشحني الفنان نادر قية لدور »هند بنت عتبة« في مسلسل يروي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. - وهنا في الجزائر هل من مشاريع؟ * هناك مشروع سينمائي لمحمد خليدي في دور امرأة متشردة على عاتقها مسؤولية حماية طفليها. - وهل من مشاريع غنائية؟ * أبحث حاليا عن منتج لتقديم الجديد، هي أغان عصرية محظة (عاطفية اجتماعية) كما استقريت أخيرا على النوع الشاوي الذي يلائم صوتي كثيرا. - كلمة أخيرة ؟ * كل ما أتمناه هو أن نتعلم البناء بدل الهدم، وأن نحضر لأشياء جميلة وراقية، وأن يراني الجمهور في رمضان القادم على الشاشة بأعمال جيدة ترقى لمستوى أذواق الجميع هذا وشكرا لجريدة »المساء« على الالتفاتة الطيبة.