نفى أفراد عائلة الفنانة القبائلية القديرة شريفة مع عدد من المقربين منها في تصريح ل "الفجر"، خبر وفاتها الذي كانت قد نشرته بعض الصحف الوطنية متسائلين عن مصدر هذه الإشاعات الكاذبة الخطيرة التي تتنافى وأخلاقيات المهنة، مؤكدين أن عميدة الأغنية القبائلية النسوية حية ترزق وهي تستعد حاليا لزيارة بيت الله الحرام. وكانت "خالتي شريفة" البالغة من العمر82 سنة و التي أنجبتها بلدية الماين بدائرة الجعافرة بولاية برج بوعريريج سنة 1926 م قد كسبت قلوب الملايين من المعجبين من داخل الوطن و خارجه، فهي التي غنت عن الوطن وعن كل من هو مرتبط بعادات وتقاليد الجزائر عامة وأهل منطقة القبائل خاصة، فكانت بذلك المدرسة الأم التي سار على دربها فنانون من الجيل الجديد. اسمها الحقيقي بوشملات وردية.. اقتحمت ميدان الفن وعمرها لم يتعد الثماني سنوات، كانت أول امرأة تتقن استعمال البندير، وما زاد من شهرتها تلك الحفلات والأعراس التي تقيمها رفقة ثلة من النساء القبائليات على شكل فرقة صوتية بإمكانيات محدودة لكن شهرتهن سطعت في ظرف وجيز رغم تحفظ عائلتها ورفضها في بداية المطاف ولوج عالم الفن لكن حبها للغناء وتشبثها العميق بقضايا وطنها واهتمامها بانشغالات المجتمع، ولد في نفسها العزيمة و حب المغامرة فكانت المثال الذي سارت عليه أجيال كثيرة اقتدت بفنها الأصيل النظيف المجسد لواقع المجتمع الجزائري و كانت ناشريفة - أطال الله في عمرها - قد تركت في سن الثامنة عشرة بلدتها لتستقر بعده بالجزائر العاصمة هروبا من ضغوطات أهلها الذين منعوها من الغناء فكانت أول اسطوانة لها في سنة1952 بعنوان "ابقاو على خير" تعبيرا منها عن الحزن الذي ولد في نفسها و هي تغادر الأرض التي ترعرت فيها. ومن هنا بدأت خطواتها الفنية تذهب بعيدا لتنال نجاحا كبيرا بعد اسطوانتها الثانية التي رأت النورعام 1956م بعنوان ايازرزور وأخرى سنة 1972م بعنوان أزواو. و كانت مصادر موثوقة قد كشفت عن رغبة عودة الفنانة القديرة شريفة التي تملك رصيدا فنيا يزيدعن800 أغنية إلى الاستقرار بمسقط رأسها بعد أن ألزمتها ظروف خاصة الالتحاق بالعاصمة. فتحية تقدير لخالتي شريفة وأطال الله في عمرها. ونأمل أن لا تتكرر مثل هذه الهفوات التي كانت قد حدثت للراحل سليمان عازم الذي أنجبته اقني قغران بتيزي وزو بأعالي منطقة القبائل عندما نشر خبر وفاته فيما كان حيا يرزق.