أكد الدكتور جمال فورار، المدير العام للوقاية على مستوى مديرية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إيداع الجزائر ملفها الخاص بمكافحة داء الملاريا آو حمى المستنقعات على مستوى المنظمة العالمية للصحة للحصول على الإشهاد بالقضاء على الملاريا بالجزائر، مشيرا إلى عدم تسجيل أي حالة بالجزائر منذ 2014 وجاء هذا إحياء لليوم العالمي للملاريا الذي احتضنه أمس، المعهد الوطني للصحة العمومية لإظهار العمل الجبار الذي قامت به الجزائر ضمن برنامجها لمكافحة الداء الذي انطلق بعد الاستقلال مباشرة، حيث وضعت وزارة الصحة برنامج المكافحة سنة 1968 على مستوى الولايات. وأشار الدكتور فورار، إلى أن الجزائر لم تسجل أي حالة مستوطنة منذ 2014 وكل الحالات المسجلة مستوردة. وهو ما جعلها تحضّر الآن لتقديم ملف مكون من 16 جزء حسب طلب المنظمة العالمية للصحة، يظهر إستراتيجية الجزائر في مكافحة الداء، وهو ما يحرص على تأمينه أعضاء لجنة المديرية العامة للوقاية وترقية الصحة، لتظهر أن الجزائر قد قضت نهائيا على هذا المرض على مستوى القطر الوطني. وقدمت من جهتها الدكتورة جميلة حمادي، رئيسة اللجنة عرضا مفصلا عن مرض الملاريا، إذ أشارت إلى أن الداء كان موجودا 1000 سنة قبل ميلاد المسيح، مضيفة أن الجزائر كافحت الداء بقوة، إذ تم تسجيل 453 حالة مستوردة سنة 2017، 51 بالمائة منها جاءت من مالي و45 بالمائة من النيجر. مضيفة أن أكثر الولايات تضررا هي أدرار وتمنراست وخاصة منطقة قطعة الوادي، لكونهما ولايتين حدوديتين ومتاخمتين لهذين البلدين بسبب وجود بعوضة «انوفال» التي تتسبب في طفيلي «البلاسموديموم»، وأشارت إلى أن أكثر الإصابات تسجل ما بين شهري أوت وسبتمبر، مضيفة أنه لم تسجل أي حالة مستوطنة بالجزائر منذ ثلاث سنوات. ومن جهته أشار الدكتور عبد الرحمان خرشي، مكلف بمكافحة الملاريا على مستوى غرب إفريقيا، عضو منظمة الصحة العالمية، إلى أن الجزائر ضمن 17 دولة بإفريقيا التي تنسق مع منظمة الأممالمتحدة للقضاء على الداء ضمن الإستراتجية العالمية 2016 / 2030، بهدف خفض معدل الوفيات العالمي بالملاريا إلى 90 بالمائة في آخر سنة للمخطط والوصول إلى هدف «0» بالجزائر. وأضاف أن وجودهم بالجزائر لدعمها في مسعاها من خلال متابعة الإستراتيجية التي تبنّتها لمكافحة المرض خاصة أن برنامجها الكفاحي يعود للستينيات. من جهتها أكدت الدكتورة هونغ، مديرة مكتب جنيف لمكافحة الملاريا التي ستستلم الملف الجزائري لمكافحة الداء في تصريح ل»المساء» أنه لابد أن تكون للجزائر إستراتيجية وقائية للتحكم في الحالات التي تأتي من الدول الأخرى بعد القضاء على حالات المرض المستوردة. مضيفة أن الإستراتيجية الأساسية للدول هي مراقبة الوباء على مستوى الحدود لأن الحالات المسجلة بالجزائر تأتي من الحدود، مما يستوجب العمل على التكفّل بالحالات والمراقبة والإخطار بصفة مبكرة، مما يساعد في التحكم في المرض مع العمل التشاركي المنسّق مع البلدان الأخرى.