يستعد سكان قطاع غزة لتنظيم مسيرة مليونية منتصف الشهر الجاري في قطاع غزة إحياء لذكرى النكبة التي ألمت بالشعب الفلسطيني قبل سبعين عاما وأدت إلى إقامة كيان إسرائيلي في قلب فلسطين التاريخية. ودعت الهيئة الوطنية العليا ل«مسيرة العودة الكبرى" المتواصلة فعالياتها في قطاع غزة منذ نهاية شهر مارس الماضي، الشعب الفلسطيني بالتحضير لما أسمته ب«مليونية العودة 14 ماي" ليؤكد من خلالها للاحتلال الإسرائيلي وكل العالم أن حق الفلسطينيين في أرضهم قائم ولن يسقط بالتقادم مهما كانت محاولات المحتل الإسرائيلي طمس حقائق التاريخ، مستغلا صمت المجموعة الدولية وتواطئها لتكريس احتلال استيطاني ضد شعب يعاني ويلات القمع والعيش في الشتات. واستعدادا لهذا الموعد التاريخي، أطلق منظمو المسيرات الاحتجاجية الفلسطينية على طول السياج الحدودي لقطاع غزة مع الكيان المحتل على مسيرات الجمعة القادم اسم مسيرة "جمعة الإعداد والنذير"، حيث دعت الهيئة العليا لتنظيم هذه المسيرات كل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة ومخيمات الشتات وفلسطينيي 48 إلى جعل الجمعة القادم، "جمعة الإعداد والنذير" تحضيرا لمليونية العودة يوم 14 من هذا الشهر". وأكدت أن الهدف من هذه المسيرة الضخمة يبقى توجيه "رسالة قوية إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن "صفقة القرن" التي روج لها منذ بداية العام على أنها الحل الأمثل للنزاع في المنطقة العربية، لن تمر، وسيتم الدوس عليها تحت أقدام العائدين بالملايين إلى أرض الوطن المغتصب. كما وجهوا نداء للشعوب العربية والإسلامية، للاستنفار وتأكيد تعلقها بالقدس الشريف ومساندة الشعب الفلسطيني في مسيرته لتحقيق أهدافه في تحرير الأرض والمقدسات وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاما. يذكر أن مسيرات العودة أول أمس، أطلق عليها اسم "جمعة عمال فلسطين" وتم في ختامها اعتبار يوم الثلاثاء القادم يوما "لتكريم شهداء مسيرة العودة من الصحفيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال ضمن خطة لطمس تجاوزاتها وجرائمها ضد مواطنين مسالمين. وعرفت مسيرات أول أمس، مشاركة آلاف الفلسطينيين لم تتوان قوات الاحتلال في استعمال الرصاص الحي لقمعهم مما أدى الى إصابة 1143، بينهم 83 أصيبوا بالرصاص الحي و820 بالغاز المسيل للدموع الذي تسبب في اختناق العشرات منهم. يذكر أن 45 فلسطينيا استشهدوا في هذه المسيرات الاحتجاجية، غالبيتهم العظمى قتلوا رميا بالرصاص الحي وأصيب أكثر من سبعة آلاف آخرين بجروح متفاوتة عجزت مستشفيات مدن القطاع عن احتوائهم. ومن جهة أخرى، رحبت السلطة الفلسطينية بتراجع الاحتلال الإسرائيلي عن مسعاه في الترشح لعضوية مجلس الأمن الدولي، وقالت إن ذلك شكل "انتصارا للمبادئ والقيم الإنسانية وإعمالا للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن هذا الانسحاب يؤكد عدم أهلية الكيان الإسرائيلي للتنافس على عضوية مجلس الأمن الذي يسعى إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين. وأشارت إلى أنها عملت من خلال سفاراتها وبجهود متواصلة ومضنية مع كافة التجمعات السياسية والإقليمية، إضافة إلى الدول الصديقة في العالم، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول حركة عدم الانحياز لإحباط هذا التوجه الإسرائيلي للحصول على عضوية مجلس الأمن. وأكدت الخارجية الفلسطينية "نجاح" تلك الجهود في إفشال أي مساندة حقيقية لهذا الترشح "الباطل قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا" إلا من بعض الدول القليلة، التي تدعم الكيان الإسرائيلي وسياساته العنصرية. وكانت بعثة الكيان الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة أعلنت مساء الجمعة الانسحاب من سباق الترشح لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي تستمر عامين لضعف حظوظها في الفوز. وهو ما يبقي الباب مفتوحا أمام تنافس بين ألمانيا وبلجيكا لشغل المقعدين المخصصين ل«مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى".