نفذت الالية العسكرية الاسرائيلية حملات قمع مميتة ضد الفلسطينيين قضي خلالها عدد من أبناء هذا الشعب وأصيب عدد آخر بعد رفعوا صوتهم ضد قرار يمس بأقدس ما يملكونه وهو حقهم في الارض وكذا القدس التي جددت الجامعة العربية في اجتماع طارئ بشأنها التأكيد على عروبتها، وعزمها مخاطبة مجلس الامن من أجل رفض القرار الامريكي بشأنها. فقرار الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، باعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، والذي اهتز له العالم بالتنديد اطلق بالمقابل العنان لاسرائيل للتمادي في عنفها وفتح لها، وفق المتتبعين، الباب على مصراعيه من أجل ذلك حيث حاولت قمع أي تحرك فلسطيني يدين القرار في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، متناسية أن الغضب سيعم منذ اللحظة التي سيتخذ فيها مثل هذا القرار بشأن القدس. البحث عن بديل لواشنطن لدفع عملية السلام حذرت السلطة الفلسطينية التي رأت في اعلان الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل مكافأة للاستعمار، من أنها ستشرع في تحركات مستقبلا للبحث عن بديل عن واشنطن لدفع عملية السلام، هذا ما اعلنه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، والذي قال: سنزور عواصم مختلفة خاصة روسيا الإتحادية والصين والاتحاد الأوروبي لإيجاد بديل عن واشنطن لدعم عملية السلام . وعلى الرغم من عدم تحديد موعدا لهذه الزيارات، الا أن المالكي اكد أن الجانب الفلسطيني يريد عملية سلام بطريقة عادلة وانطلاقا من الاعتماد على كافة القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة التي تمثل الشرعية الدولية أساسا لها. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عقب على اعلان الرئيس الأمريكي الأربعاء الماضي الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل أنه قرار بمثابة انسحاب أمريكي من رعاية العملية ودورها الذي لعبته على مدار عقود. وآخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. في غضون ذلك، يعيش الفلسطينيون الذين خرجوا للتنديد بقرار الرئيس ترامب بين نيران السلاح والقصف الجوي والمواجهة مع قوات الجيش الإسرائيلي التي كان من بينها مواجهات وقعت شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين فيها بقنابل الغاز. وكان ثلاثة نشطاء من كتائب القسام قتلوا فجر السبت الماضي جراء قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة، كما قتل فلسطينيان بالجمعة وأصيب المئات خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة. حركة حماس اعتبرت على لسان الناطق باسمها، فوزي برهوم، أن استهداف الاحتلال وقصفه المدنيين والمؤسسات ومواقع المقاومة في الضفة الغربيةوغزة بشكل متعمد جريمة إضافية تضاف إلى جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطينية، واعتبر ذلك تجرؤاً على الدم الفلسطيني نتيجة الغطاء والدعم الأميركي اللامحدود لهذه الجرائم والانتهاكات. وشدد برهوم على أن هذا التصعيد لن ينقص من ارادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانتفاضته المباركة لنصرة القدس والدفاع عنها وإفشال كل المخططات التي تستهدف حقوقه ومقدساته. وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمساندة فرق الخيالة مسيرات عدة في مدنية القدسالمحتلة، استخدمت خلالها الرصاص وقنابل الغاز والهروات واعتقلت نحو 10 فلسطينيين، من بينهم نساء. وجاءت المواجهات في ظل دعوات فصائل فلسطينية، بينها فتح وحماس لتصعيد المواجهات الشعبية وتحويلها إلى انتفاضة. وتعبيرا عن ادانتها لقرار الرئيس الامريكي بشأن القدس، أكدت حركة فتح في بيان لها انها ترفض رفضاً قاطعاً استقبال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، وتعتبره شخصية غير مرغوب فيها، كما تعتبر كل الدبلوماسيين والموظفين الأميركيين غير مرحب بهم في أراضي الدولة الفلسطينية حتى العودة عن القرار الأميركي. كما دعت فتح الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى الخروج بمسيرات في المدن والعواصم العربية والإسلامية كافة يوم الأربعاء المقبل، تزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في إسطنبول، وطالبت الحركة المؤتمرين باتخاذ قرارات تستجيب لحجم التحديات والأخطار التي تحيط بالقضية الفلسطينية وبالقدس العاصمة.