أشاد رئيس الاتحاد الإفريقي للهوكي على العشب الاصطناعي وعضو الاتحاد الدولي أحمد سيف، بالتقدّم الملحوظ لمستوى المنتخب الجزائري الذي تبنى هذا الفرع بصفة رسمية منذ ثلاثة أشهر، متنبئا بتسجيل نتائج مشرّفة في أول منافسة له، تتمثل في الألعاب الإفريقية للشباب المقررة بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين 18 و28 جويلية القادم. قال المسؤول الأول عن الفرع قاريا في تصريح ل "المساء"، إنّ تواجده حاليا رفقة طاقم فني مصري بالجزائر، يدخل في إطار المعاينة الدورية لتدريبات "الخضر"، الذين يستعدون للمشاركة في الطبعة الثالثة لألعاب إفريقيا للشباب، مضيفا أنّ الجزائر التي تفتقر للتجربة ستدخل المنافسة بثوب منافس عنيد، بفضل الإرادة التي تحذو اللاعبين. وواصل أنّ الموعد القاري سيكون بمثابة حجر الأساس لهذه اللعبة بالجزائر؛ من أجل استقطاب أكبر عدد من الممارسين في المستقبل، مؤكدا في الوقت نفسه أن فكرة بعث رياضة الهوكي بهذا البلد ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عدة سنوات، لكن هذا الاقتراح فرض نفسه بقوة في الآونة الأخيرة باحتضانه الموعد القاري للشباب. وباعتبار أن الجزائر لا تملك خبرة في لعبة الهوكي على العشب، فإن الاتحاد الإفريقي كلّف تقنيين مصريين للقدوم إلى الجزائر من أجل تكوين منتخب تنافسي ونشر اللعبة عبر مختلف أنحاء الوطن، على حد قول أحمد سيف، الذي أشار إلى أن الجهاز المصري يتكون من أشرف يوسف مدرب عام لمنتخب الشباب في مصر الحائز على بطولة إفريقيا والمشارك في بطولة العالم في الهند عام 2016، وحسام محمد فوده المدير الفني لمنتخب مصر الحائز على المركز الأول في بطولة الدوري العالمي بكينيا سنة 2014 وخبير بالاتحاد الإفريقي للفرع. وواصل يقول: "قدوم هذا الجهاز التقني كان بعد اتصالات بين الاتحاد الإفريقي للهوكي والمسؤولين بالجزائر؛ من أجل إدراج الهوكي تحسبا للألعاب الإفريقية للشباب... إنها فرصة للجزائر لاسيما أنه متواجد في كل الرياضات التنافسية على الواجهة الإفريقية أو العالمية، ولهذا كان من الضروري إدخال هذه اللعبة". وتأسف أحمد سيف لتأخر قدوم الطاقم التكويني إلى الجزائر؛ حيث قال: "نشر هذه الرياضة يتطلّب عملا كبيرا، وليس من السهل تكوين منتخب وطني تنافسي في وقت وجيز في ظل غياب منافسة محلية تسمح باستقطاب أسماء من خلال التربصات المغلقة". وتابع: "باشر الطاقم الفني مهامه في وقت متأخر. وكما تعلمون فإن اللعبة صعبة نوعا ما من الناحية الفنية، لكن هذا الأخير يقوم بجهود كبيرة من أجل تكوين منتخب قادر على تشريف الألوان الجزائرية في الألعاب الإفريقية القادمة، والوصول إلى مستوى مشرف في البطولة الإفريقية رغم صعوبة المهمة". ولضمان نتائج مشرفة في الألعاب الإفريقية القادمة للشباب، قرر المسؤولون عن رياضة الهوكي فتح أبواب المشاركة للجزائريين المقيمين بالمهجر، والذين يكتسبون خبرة تسمح لهم بتقمص ألوان المنتخب. وعلّق في هذا الجانب قائلا: "الطاقم الفني يدرّب حاليا مجموعة من اللاعبين، ثم سيقوم باقتناء أفضلهم، حيث طالب بلاعبين بمواصفات معيّنة. قدم المسؤولون قائمة تضم 30 لاعبا، والمدربون اختاروا 20 منهم بدون نسيان فئة الإناث بوجود 20 لاعبة". ومن المعلوم أن تكوين منتخب وطني في بضعة أشهر سيقلّص حتما من حظوظ الجزائر في تسجيل نتيجة إيجابية خلال الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب، ولكن التقنيين المصريين يطمحون للوصول إلى المربع الذهبي وتشريف الراية الجزائرية في أول مشاركة رسمية. وفي هذا الصدد، قال عضو الاتحاد العالمي للهوكي: "علينا الاعتراف بأن الجزائر غير مرشحة باللقب بتواجد جنوب إفريقيا ومصر لدى الذكور وغانا لدى الإناث، لأنها فرق غالبا ما ضمت نفس الأسماء في السنوات الأربع الأخيرة على الأقل، ولكن الطاقم التكويني المصري يهدف إلى قلب المعطيات وقطع تأشيرة الدور نصف النهائي رغم صعوبة المنافسة؛ لأن المنتخبات التي ستنشط النهائي ستضمن المشاركة في الألعاب الأولمبية لذات الفئة بالأرجنتين شهر أكتوبر القادم". قواعد الهوكي تشبه كرة القدم وتجرى هذه اللعبة الجماعية بين فريقين، يضم كل واحد منهما 11 لاعبا، يحملون عصا معقوفة، ويركضون وراء كرة صغيرة بيضاء اللون، حجمها لا يختلف كثيرا عن حجم كرة التنس. ولا تختلف قوانين الهوكي على العشب كثيرا عن القواعد المعمول بها في كرة القدم، حيث إن صاحب أكبر عدد من الأهداف سيفوز باللقاء. كما تضم حارس مرمى، خط دفاع، وسط الميدان والهجوم، بالإضافة إلى سبعة عناصر أخرى احتياطية على ملعب طوله 100 متر وعرضه 60 مترا. وفيما يخص التوقيت فإن المباراة تجرى بأربعة أشواط، كل شوط 15 دقيقة. وغالبا ما اكتنف الغموض أصل هذه اللعبة التي اختلفت الآراء حولها؛ حيث لا توجد معطيات رسمية تؤكد مهد هذه الرياضة رغم وجود بعض المصادر التي تعتزم أن أصولها من مصر، استنادا إلى بعض الرسومات منذ 2000 سنة، لأشخاص يحملون العصى وقاذفة، بينما يرى البعض أنها لعبة إيرلندية بحتة، يرجع تاريخها إلى أكثر من 1272 سنة قبل الميلاد. وهنالك رسومات أخرى وُجدت في اليونان والصين وأمريكا اللاتينية تشير إلى ممارسة هذه اللعبة من قبل السكان القدامى لهذه البلدان. وإذا كان الهوكي على العشب يُلعب ب 11 لاعبا فإن البطولة الإفريقية للشباب ستقام بخمسة لاعبين لكل فريق (حارس مرمى وأربعة لاعبين) بالإضافة إلى أربعة احتياطيين، وهذا ما يسمى بالهوكي "فايف"، وهو يختلف عن الهوكي العادي كونه يجري في ميدان صغير. وعموما، ستكون المنافسة الإفريقية القادمة فرصة للشباب الراغبين في ممارسة هذا التخصص لتعلمة أكثر ونشره، لاسيما أنها ستعرف مشاركة دول لها باع طويل ومستوى عالمي في هذه اللعبة، على غرار مصر، جنوب إفريقيا وغانا، ولم لا تكون الانطلاقة الحقيقية للهوكي على العشب في الجزائر. فروجة. ن