عبّر وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد عبد القادر بوعزغي أمس، عن رفضه اشتراط بيع موزعي الحليب المدعم توزيع هذه المادة ببيع مشتقات الحليب، مشيرا إلى أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات للرفع من نسبة مسحوق الحليب الموزع على الملابن لمكافحة المضاربة، مع تخصيصها تحسبا لشهر رمضان الكريم لكمية مقدرة ب4500 طن من مسحوق الحليب لضمان إنتاج 4,5 مليون لتر من الحليب عبر كل الملابن البالغ عددها 177 ملبنة على المستوى الوطني، مع إلزامها بالامتثال لعقود الاتفاق مع الديوان المهني الحليب. وشدّد الوزير خلال زيارته لوحدة إنتاج الحليب تابعة لمجمع «جيبلي» بسعيدة، على وجوب توفير النوعية في إنتاج الحليب عبر الملابن التابعة لمجمع «جيبلي» وتنويع المنتجات تماشيا وطلبات المستهلكين، دون اللجوء إلى اشتراط تسويق الحليب بالمشتقات، مؤكدا بأن الوزارة قررت تحسبا لشهر رمضان المقبل تخصيص 3000 طن من مسحوق الحليب للملابن العمومية و2000 طن للملابن الخاصة. كما أكد في هذا الإطار بأن الرقابة ستكون صارمة من وزارتي الفلاحة والتجارة، للحرص على احترام توصيات رئيس الجمهورية بخصوص تسويق الحليب المدعم للعائلات، حيث سيتم فسخ العقود مع الملابن التي لا تحترم العقود. على صعيد آخر، جدّد الوزير دعوته لمهنيي قطاع الفلاحة لتنظيم أنفسهم، معرجا على رسالة رئيس الجمهورية خلال الجلسات الوطنية للفلاحة، والتي حملت العديد من التوجيهات لتطوير النشاط الفلاحي عبر عصرنة نشاط الشُعب والمجالس الفلاحية. وكشف في هذا الصدد عن إطلاق عمليات انتخاب المجالس الوطنية لكل الشُعب الفلاحية الإستراتيجية والتي تمس 17 شعبة فلاحية. وبالمحيط المسقي «لضاية زراقت» بعين السخونة، الممتد على مساحة 2500 هكتار والذي يستفيد منه 106 فلاحين، أعرب بوعزغي عن ارتياحه لتطور هذا المحيط خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بعد تجهيزه بعتاد السقي التكميلي، داعيا إلى تعميم التجربة على باقي المحيطات مع تشجيع الفلاحين على العمل في شكل تعاونيات للاستفادة من مزايا الإشتراك في العتاد والتقنيات الحديثة. وتعهد الوزير بتنسيق العمل مع وزارة الموارد المائية لتجهيز محيط ثاني بنفس المنطقة على مساحة ألف هكتار، ما سيرفع من قيمة الإنتاج الفلاحي بالولاية التي تعول عليها الدولة لتكون قطبا فلاحيا ينافس بسكرة التي تساهم في تغطية 15 بالمائة من طلبات السوق الوطنية. كما طالب الوزير من رؤساء مختلف الشُعب الفلاحية بالولاية تحديد محدودية نشاط كل شُعبة وقابليتها لتحسين وعصرنة النشاط الزراعي وتربية المواشي، مؤكدا إمكانية استصلاح الأراضي بالاعتماد على التقنيات الحديثة، حيث ضرب في هذا الصدد مثالا بعدد من المستثمرين الكبار الذين استصلحوا أراضي وجلبوا آلات حديثة للقضاء على عجز اليد العاملة، مشيرا إلى أن تطوير الفلاحة لا يمكن أن يكون بدون مكننة القطاع. من جهة أخرى، دعا بوعزغي القائمين على وحدة حماية المواشي لسلالة رأس الحمراء التقرب من الموالين لتكوينهم في مجال تكاثر هذه السلالة الآيلة للانقراض، مع توسيع عمل الوحدة لباقي سلالات الماشية والإبل، مؤكدا أن شعبة تربية المواشي ستعرف إعادة تنظيم، لعصرنة نشاطها تماشيا وإطلاق نشاط المذابح الصناعية بكل من الجلفة وأم البواقي والبيض. 25 بالمائة من عمليات الذبح تتم بعيدا عن الرقابة على صعيد آخر، اعترف الوزير بأن 25 بالمائة من اللحوم الحمراء يتم إنتاجها في مذابح لا تتماشي والمقاييس المعمول بها قانونا، ما جعل حسبه الإنتاج بعيدا عن المراقبة ومعرض للمضاربة خلال المناسبات والأعياد، حاثا في هذا السياق القائمين على مشروع المذابح الصناعية على تسريع أشغال إنجاز مذبح بوقطب بالبيض والمتوقع تسليمه شهر سبتمبر المقبل مع الشروع الأسبوع القادم في توظيف عدد من طالبي العمل بالاتفاق مع الوكالة الوطنية للتشغيل ليتم تكوينهم في مذابح الجلفة. كما توقع بوعزغي تنظيم نشاط إنتاج اللحوم الحمراء بعد إشراك كل الفاعلين وضبط عمل المذابح، بما يسمح بحماية صحة المستهلك وتحديد مسار الإنتاج انطلاقا من نشاط تربية المواشي إلى غاية نشاط المذابح والتصنيع.