بادر بعض الخيّرين وقدماء المصارعين الوهرانيين في صورة رئيس اللجنة الطبية برابطة وهران للجيدو سيد أحمد معزوزي، بتنظيم حفل تكريمي أول أمس، بمقر "دجو" الجهوي للجيدو، بمركب "شنيور الميلود" بكاسطور، في ذكرى رحيل بعض ألمع المدربين والناشطين في عالم هذه اللعبة المتوفين حديثا، ويتعلق الأمر بالحكم الدولي محمد درام، الشيخ حسني بن سالم (رئيس نادي الباهية)، تسوريا أحمد (مدرب بطيوة)، المدرب بن قورين محمد (جمعية وهران) وأوسعيدين يزيد (مدرب نادي سلوك وهران)، بحضور العديد من الوجوه الرياضية المرموقة، وعائلات وأصدقاء وتلاميذ المدربين المتوفين. حضرت أربعة أجيال للجيدو الوهراني مرتدية اللباس الخاص باللعبة، وشكلت دائرة فوق البساط بقيادة أقدم وألمع الأسماء عالميا؛ خبير الجيدو العالمي أحمد حيفري، الذي تكفل بتنشيط هذا الحفل التكريمي رفقة معزوزي، حيث تداول على أخذ الكلمة مصارعون ذاع صيتهم وطنيا وقاريا في العقود الماضية، أشادوا فيها بإسهامات هذه الأسماء التي رحلت عن عالمنا تباعا، وفي وقت وجيز بين الواحد والآخر، ومن بينهم قاقي محمد الرئيس السابق لرابطة مستغانم، بجاوي (تلمسان) مختار الجيلالي (رئيس رابطة معسكر) ويعقوب منور (المدرب الوطني السابق)، بالإضافة إلى المدرب الشيخ بوعزة، الذي ساهم بفعالية في حصول فريقه جمعية وهران على أكثر من 15 ميدالية في المنافسات التي شاركت فيها الجمعية موسم 2015 2016 قبل أن يندثر الفرع نهائيا. زاد الحفل التكريمي أهمية وزخما لما حضرت أسماء ممثلة لجيل ذهبي آخر للجيدو بغرب البلاد، أمثال بوعرفة صاحب ألقاب عديدة وطنيا شارك في بطولة العالم 1980 بالنمسا، وجابر محمد، والبطل الإفريقي بوبكر ميسوم، والمصارع الطيب محمد الأمين بطل العالم العسكري مرتين في وزن أكثر من 100 كلغ سنة 2013 بكازاخستان، و2015 بكوريا الجنوبية. وحرص المنظمون على توجيه شكر خاص للأستاذ أحمد حيفري (حزام أسود 7 دان)، الذي كان القاطرة التي جذبت وراءها الكثير من المصارعين على مدى سنوات طويلة. ويكفي أنه يرجع له الفضل في تأسيس أول منتخب وطني للجيدو سنة 1972 بالمعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة بعين الترك، حيث لم يكتف حيفري بالإشادة بمناقب الراحلين، بل أرفقها بنصائح قيّمة للمدربين والمصارعين الحاليين. وقال ل "المساء" وعيناه مغرورقتان بالدمع: "أشهد أن المدربين الراحلين لم يقصّروا ولم يتهاونوا، ودائما كانوا في الصفوف الأولى من أجل الوطن ومصارعيهم، ولم يتهربوا من المسؤولية على الإطلاق، وهذا الحفل التكريمي أقل ما يقدَّم لهم، وأدعو شبابنا إلى الاقتداء بهم". من جهته، قال سيد أحمد معزوزي بنبرة حزينة: "إن المنظمين استغلوا الاحتفالية من أجل تكريم هذه الأسماء التي رحلت عنا، بعدما تركت وراءها إرثا ذهبيا، وصنعت نجوما في اللعبة في ولاية وهران، ذاع صيتها دوليا بعد ذلك. من رحلوا عنا قدّموا الكثير للحركة الرياضية الوطنية عموما، ولمدينة وهران على وجه الخصوص". وأضاف: "من واجبنا الاعتراف بهذه الأسماء الكبيرة لتشريفها الوطن، سواء لما كانت تنشط فوق البساط أو بتكوينها خلَفا صالحا أدى واجبه كما ينبغي، ومصارعين لازالوا حاملين للمشعل باقتدار، وتكريمها أبسط شيء نقدمه لها من قبلنا، وكل الخيّرين الذين مازالوا يرفعون القبعة لإنجازاتها التي ستبقى خالدة". أما الحكم الدولي حساني عبد العزيز فذكّر بمناقب سلفه درام قائلا: "كان إنسانا طيبا جدا، ساعد جميع المصارعين بمن فيهم المتحدث، سواء كمدرب أو كرئيس للجنة التحكيم الوطنية. كان متواضعا، خلوقا، ورغم حرمانه من منصب المنسق الجهوي إلا أنه بقي إلى جانبنا، يوجهنا، ويؤطرنا، له كلمة مسموعة وطنيا، رحمه الله تعالى، وجزاه عنا كل خير". ❊ م. سعيد