يوم واحد فقط يفصلنا عن عيد الأضحى المبارك هذه المناسبة الدينية العزيزة على كل مسلم ولم تخل أجواء التحضير لها هذه السنة من مظاهر بشعة لا علاقة لها لا بديننا الحنيف ولا بتقاليد المجتمع الجزائري ولاقيم روح التضامن ومواساة الغير. ولم ينفع ما كتب وما قيل عن جشع وأطماع مقتنصي الفرص والمناسبات حتى الدينية منها الذين يشهرون "سيوف" أسعارهم في وجه المستهلكين لاستنزاف جيوبهم وشهر رمضان خير دليل على ذلك. وحتى الإجراءات الردعية التي تسلطها في كل مرة الجهات العمومية المعنية على هؤلاء "الطماعين" لم تأت بالنتائج المرجوة ولم تتمكن من وضع حد لأطماع التجار عديمي الضمير ومدمني جمع الأموال والأرباح في المواسم . وإذا كان المواطن البسيط بدأ يفكر في اقتناء الأضحية وفي أسعارها أسابيع قبل حلول العيد فإن الأسعار التي التهبت بسوق الخضر والفواكه وحتى بعض المواد الغذائية الأخرى التي كان من المفروض أن تنخفض أسعارها بعد تراجعها بالسوق الدولية أحدثت هذه الأيام ومع اقتراب العيد المفاجأة لتزيد من قلق المستهلكين سارقة منهم الفرحة ومتعة العيد . لهيب الأسعار طال تقريبا كل الأسواق وجميع المواد، فمن سعر الأضحية التي لا يمكن تفسير غلائها وعدد رؤوس الأغنام التي تتوفر عليه البلاد يفوق ال20 مليون رأس إلى سعر الخضر والفواكه والحبوب الجافة وحبة البيض التي بلغ سعرها ال13 دينار. فهل يدرك هؤلاء المستنزفون لجيوب المواطنين أنهم يتسببون في حرمان الآلاف من الأطفال والعائلات من الفرحة حتى يوم العيد؟