وُضع بالشلف مؤخرا، حجر أساس إنجاز وحدة لإنتاج شتلات الحمضيات ذات الجودة العالية بمنطقة أولاد فارس. وجرت مراسيم وضع حجر أساس هذا المشروع، الذي من شأنه توفير مليون شتلة من الحمضيات ذات الجودة العالية بحضور والي الشلف عبد الله بن منصور والفاعلين في المجال الفلاحي، حيث ثمّن، بالمناسبة، رئيس الغرفة الفلاحية عبد القادر حجوطي جميع الجهود المحلية والمركزية للظفر بهذا المشروع المدّعم من طرف تعاونية الدول الفرنكفونية للحمضيات (تضم الجزائر- تونس والمغرب). اعتبر السيد حجوطي أن هذا المشروع الوحيد من نوعه على المستوى الوطني والذي يعنى بإنتاج شتلات مصادق عليها، هو إضافة كبيرة لقطاع الحمضيات بالجزائر، حيث يُنتظر أن يتم إنتاج ستة أصناف جديدة من الحمضيات، فضلا على الأنواع الأخرى. وأبرز المتحدث أن مصالح الغرفة الفلاحية بالتنسيق مع السلطات الوصية والغرفة الوطنية للفلاحة، ستقوم بإنشاء بساتين توضيحية بكل من عنابة ووهران والشلف كمرحلة أولى، فيما يُنتظر أن تسلم الشتلات المصادق عليها لمختلف المشاتل عبر الوطن، التي تقوم كمرحلة ثانية بعملية التكثيف وبيعها للفلاحين، وفق المقاييس الصحية والعلمية. من جانبها، ثمّنت الأستاذة بكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة "حسيبة بن بوعلي" مليكة مزيان، هذا المشروع، الذي سيعطي، حسبها، "دفعا لقطاع الحمضيات"، ويقضي على مشكل جودة ونوعية الشتلات الذي يعاني منه، وهو ما يتسبب في قصر عمر الأشجار وعدم جودة الثمار. وأضافت الأخصائية أن جامعة "حسيبة بن بوعلي" كمؤسسة علمية، تُعدّ "شريكا مهمّا وفعالا" في نجاح هذه الوحدة، التي تندرج ضمن مشروع قطب الحمضيات الذي اختيرت ولاية الشلف لأن تكون مقرا له، فيما يقتصر دور الجامعة على تشخيص مختلف الأمراض، وتقديم التوجيهات للفلاحين وتخصيص بحوث الطلبة في هذه الشعبة. وعن القيمة المضافة التي سيقدمها هذا المشروع لقطاع الحمضيات، أوضح مدير المحطة الجهوية لوقاية النباتات بوعلام مخانق، أنّ عملية المصادقة على الشتلات ستضمن وصول للفلاح والمستثمرين، نوعية جيدة ومضمونة تراعي المقاييس الصحية والعلمية، مبرزا أن مصالحه على أتم الاستعداد لمرافقة الغرفة الفلاحية في تجسيد المشروع. ويُنتظر أن تضطلع المحطة الجهوية لوقاية النباتات بالمراقبة القبلية عبر معاينة البساتين التي سُتجلب منها الشتلات، وأثناء غرسها من خلال معالجة الأمراض التي قد تصيبها، ثم في الأخير المحافظة على حياة الأشجار لمدة طويلة. وتشرف على مشروع وحدة إنتاج شتلات الحمضيات الذي يمتد على مساحة تقدر ب 9.33 هكتارات ببلدية أولاد فارس، الغرفة الفلاحية بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والغرفة الوطنية للفلاحة، بالإضافة إلى مختلف الفاعلين كمعاهد البحث العلمي ومحطة وقاية النباتات. وفيما يخص تمويل المشروع بلغت قيمة مساهمة تعاونية الدول الفرنكفونية للحمضيات 720 ألف يورو، بالإضافة إلى مساهمة معتبرة للغرفة الوطنية للفلاحة. وحسب توقعات الغرفة الفلاحية فإن طاقة إنتاج هذه الوحدة بالاشتراك مع مختلف المشاتل عبر الوطن، ستصل إلى مليون شتلة حمضيات ذات جودة عالية ومصادق عليها سنويا، فيما يُنتظر أن يساهم هذا المشروع في توظيف، على الأقل، مائة موظف. ق.م