سرعة مسيري شباب بلوزداد في ترتيب أمور فريقهم وإعادته بنائه من جديد تحسبا للبطولة القادمة، توحي بأن أزمة النادي لم تكن منصبة على الجانب المالي فقط، بل كانت لدواع أخرى، منها انعدام الثقة داخل تركيبة المكتب المسير وغياب واضح في توزيع المهام بصفة واضحة على أعضائه، وقد انعكس هذا الوضع على لاعبي الفريق، منهم الأساسيون بشكل خاص الذين غادرت الأغلبية منهم صفوف الفريق، وهم على حق وعلى ثقة من أنفسهم ما دام أنهم لم يتلقوا لا اللوم ولا العتاب من أنصار الفريق، الذين كانوا على دراية بخلفيات الوضع الخطير الذي وقع فيه النادي، مباشرة بعد إسدال الستار على المنافسة بصفة رسمية. «الندم والحسرة لا يكفيان للحديث عن الحالة المزرية التي كانت سائدة داخل النادي، فلو جددت مجموعة اللاعبين الذين غادروا الفريق، لتوصل النادي إلى تشكيل النواة الأساسية للفريق وتفادي صرف أموال طائلة استنفذت في استقدام لاعبين جدد، واليوم تبيّن أن الاتحاد الذي حصل بين مسيري النادي يشكّل الخط الذي لا يجب أن يتجاوزه أي محب أو مناصر للفريق، سواء كان رئيس النادي أو المسير العادي. لقد أعطى التضامن والتفاهم اللذين حصلا بين المسيرين في الأيام الأخيرة، صورة جيدة عن الحب الذي يكنه هؤلاء لناديهم، فقد توصلوا في ظرف وجيز جدا إلى استبدال اللاعبين الذين انسحبوا من الفريق من خلال استقدام اثنى عشر لاعبا جديدا، وهذا لم يحدث من قبل في مسيرة النادي"، قال مناصر وفي لشباب بلوزداد، عبّر عن فرحته لتوصل المسيرين إلى توظيف هذا الكم الهائل من اللاعبين، لاسيما أن البعض منهم يجرون وراءهم تجربة كبيرة، على غرار بولخوة (مولودية الجزائر سابقا)، كنيش (وفاق سطيف سابقا)، نساخ (مولودية وهران سابقا) وشاوشي (مولودية الجزائر سابقا). وهناك من أنصار بلوزداد من يترقب أن يكون فريق الموسم القادم أحسن من فريق البطولة الفارطة، بالنظر إلى قيمة ومستوى اللاعبين الذين سيشكلون تعداد الموسم القادم. النقطة السوداء التي عكرت الأجواء داخل صفوف النادي، تتمثل في انسحاب المدرب عز الدين آيت جودي، الذي قرّر بالتفاهم مع مسيري النادي، ترك الفريق بعد ظهور خلافات بين الطرفين، فهناك من ردد أن المدرب السابق لشبيبة القبائل استاء كثيرا لعدم استشارته من طرف إدارة النادي في اختيار اللاعبين الجدد، وهناك من كشف عن أنّ المسيرين استشاطوا غضبا لتدخل أيت جودي في أمور إدارية لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وأكدت المصادر أنّ أيت جودي ورئيس النادي حاج محمد بوحفص كانت لهما مباحثات متوترة قبل وقوع الطلاق بين الرئيس والمدرب الذي لم يقم بتوجيه أية حصة تدريبية، وكان ينتظر ترسيم التعداد الجديد للفريق من أجل الانطلاق في مهمته. الحديث يدور الآن عن اسم المدرب الذي سيخلف أيت جودي، حيث توجد عدة أسماء في مفكرة الرئيس حاج بوحفص، إلا أن نفس المصادر قالت بأن ليامين بوغرارة أو الطاهر شريف الوزاني هما أوفر حظا لتولي العارضة الفنية لشباب بلوزداد، ولا يستبعد أن يلقى أحد منهما اتفاقا نهائيا مع مسيري النادي في الساعات القليلة القادمة، لاسيما أن إدارة النادي تسعى إلى برمجة أول حصة تدريبية للفريق غدا أو بعد غد.الشيء الوحيد الذي أصبح يعكر صفو الأجواء داخل النادي؛ قضية اللاعبين الذين رفعوا قضية مستحقاتهم المالية إلى لجنة القوانين والنزاعات التابعة للرابطة الاحترافية، حيث اضطر أمين عام النادي البلوزدادي إلى الاتصال بهم من أجل إقناعهم بسحب شكاويهم، والاتفاق مع إدارة النادي على استلام مستحقاتهم المالية على مراحل، لاسيما أن البعض منهم يريد مواصلة مسيرته الرياضية مع شباب بلوزداد، على غرار المدافع زناسني ووسط الميدان سالمي الذين وافقا على استلام مستحقاتهما المالية على مراحل، والاستمرار في اللعب مع الفريق لموسم آخر.