ينتظر أن يصل هورست كوهلر، المبعوث الاممي الخاص الى الصحراء الغربية اليوم، الى مدينة العيون ضمن جولة تشمل أيضا مدينتي السمارة والداخلة في إطار زيارة ميدانية للوقوف على حقيقة الوضع بالنسبة للسكان الصحراويين في المدن المحتلّة، والتأكد من مدى تمسكهم بحقهم في تقرير المصير رغم التعتيم الإعلامي والقهر الأمني المغربي. وكان المبعوث الاممي حل مساء أمس، بالعاصمة الرباط، حيث أجرى محادثات مع الوزير الأول المغربي سعد الدين العثماني، ووزيره الخارجية ناصر بوريطة، تناول معهما الموقف المغربي بخصوص تسوية النزاع في آخر المستعمرات بالقارة الإفريقية. وهي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المغربية للمبعوث الخاص للامين العام الاممي القيام بزيارة الى المدن المحتلة بعد أن رفضتها في عدة مرات لسابقيه في هذه المهمة كريستوفر روس أو جيمس بيكر. وزعمت الدعاية المغربية بأن السماح للرئيس الألماني الأسبق بزيارة المدن الصحراوية المحتلة الثلاث الهدف منها تمكينه من الوقوف على درجة النمو الاقتصادي الذي تعرفه هذه المدن ولكنها لم ترفض الإشارة الى من يستفيد من ذلك النمو هل المواطنين الصحراويين الذين يعيشون في «غيتوهات» محاصرة بمخافر الشرطة والأمن العسكري لمنع كل ثورة شعبية صحراوية ضد الحيف المغربي المسلّط عليهم أو المستوطنين الزاحفين من مدن شمال المغرب الى المدن المحتلة للانتفاع من خيراتها السمكية والفلاحية والمنجمية. يذكر أن السلطات المغربية شرعت منذ أكثر من أسبوعين في شن أكبر حملة اعتقالات في أوساط المواطنين الصحراويين في كبريات المدن المحتلة تحسبا لزيارة كوهلر وحتى لا يتم دحض الأكاذيب المغربية بمسيرات صحراوية مطالبة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير ووضع حد للاحتلال المغربي لبلدهم. وينتظر ان يختم المبعوث الاممي الخاص زيارة الى المغرب والتوجه الى اسبانيا الدولة المحتلة السابقة لهذا الإقليم بعد أن زار مخيمات اللاجئين الصحراويين قادما إليها من العاصمة الموريتانية ثاني محطة في جولته بعد محطة الجزائر العاصمة. وقال الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، بعد لقائه بالدبلوماسي الاممي في مقر الرئاسة الصحراوية بمخيم الشهيد الحافظ إن المحادثات «كانت صريحة بخصوص البحث عن آليات تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2414 الذي حث طرفي النزاع على استئناف مفاوضات مباشرة بينهما من أجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية وتقرير المصير. وقال موفد الأمين العام للأمم المتحدة من جهته إنه أجرى «محادثات جيدة مع الرئيس غالي، والوفد الصحراوي المفاوض مكنتني من التعمق في عديد الصعوبات التي حالت دون تحقيق بخصوص هذا النزاع. وأضاف أن الرئيس الصحراوي عبّر له عن «أمله في أن تلتزم الأممالمتحدة بالوعود المقطوعة وتطبيق كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء. واعتبر كوهلر، أن تقليص مدة مهمة بعثة «مينورسو» إلى ستة أشهر فقط بدلا من عام تعد «فرصة لخلق ديناميكية وطريقة تفكير جديدة ونقطة تحول قد تؤدي في نهاية المطاف بعد الكثير من المباحثات إلى إيجاد حل يرضي الطرفين ويزيل العراقيل عن عقبة التنمية في شمال إفريقيا. وكان كوهلر التقى قبل ذلك بأعضاء الوفد الصحراوي المفاوض الذي يرأسه، خاطري ادوه وامحمد خداد، منسق البوليزاريو مع بعثة «مينورسو» وفاطمة المهدي. وإذا كان الموفد الاممي وجد كل الاستعداد لدى الجانب الصحراوي للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث كل الخيارات المتاحة من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي، فإن كل المعطيات تتوقع أن ويواجه صعوبات جمة في محادثاته مع المسؤولين المغربيين بسبب المواقف المتصلبة التي تتمسك بها الرباط والتي ترفض كل مفاوضات خارج إطار الحكم الذاتي الذي يبقي الصحراء الغربية تحت الاحتلال المغربي.