ينهي، مساء اليوم، المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة المكلف بالصحراء الغربية، هورست كوهلر، زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد سلسلة لقاءات أجراها مع الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي وعدد من قيادات جبهة البوليزاريو خصصت لبحث الموقف العام وكيفية بعث المفاوضات الثنائية المتوقفة مع المغرب منذ خمس سنوات. وكان كوهلر وصل، صباح أمس، إلى مخيم اوسرد للاجئين قادما إليه من العاصمة المغربية الرباط التي كانت أول محطة له ضمن أول جولة يقوم بها إلى المنطقة منذ توليه مهامه نهاية شهر أوت الماضي. ولم يدل المبعوث الأممي بمجرد وصوله إلى مخيمات اللاجئين، حيث حظي باستقبال من طرف مسؤولين صحراويين، بأي تصريح للصحفيين الذين كانوا في انتظاره ضمن موقف أرجعه بعض المتتبعون إلى طريقته في التعاطي مع هذا الملف الشائك ولطبيعته الكتومة في معالجة مختلف القضايا الحساسة. والتقى الرئيس الألماني الأسبق في اليوم الأول من زيارته بممثلين عن جمعيات شبانية صحراوية وممثلين عن جمعية عائلات المفقودين الصحراويين ومسؤول الهلال الأحمر الصحراوي، حيث وقف على حقيقة المعاناة اليومية للاجئين في ظل شح المساعدات الدولية لسكان أقدم مخيمات اللاجئين في العالم. كما عقد المبعوث الخاص الأممي جلسات عمل مع أعضاء بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية «مينورسو» الملكفة بتحضير استفتاء تقرير المصير في آخر المستعمرات في القارة الافريقية. يذكر أن الدبلوماسي الاممي شرع يوم الاثنين في أول جولة إلى المنطقة المغاربية ضمن مهمة لاستقراء مواقف طرفي النزاع الصحراوي، المغرب وجبهة البوليزاريو قبل رفع تقرير إلى الأمين العام الاممي عن نتائج محادثاته التي سيعرضها أيضا على أعضاء مجلس الأمن الدولي الثلاثاء القادم في جلسة ستخصص لبحث الموقف في هذا الإقليم المحتل وذلك تنفيذا للديناميكية التي تعهد الأمين العام للأمم المتحدة الجديد انطونيو غوتيريس بانتهاجها لإعادة بعث المفاوضات المتوقفة بين الجانبين منذ عام 2012 بواقعية ومنطلقات جديدة. وسبق له أيضا قبل موعد هذه الجولة وأن عقد على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي لقاءات مع عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة وأحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الهيئة الأممية، حيث اطلع على مواقف الجانبين ونظرتهما لآليات إنهاء هذا النزاع بعد تعثر جولات المفاوضات السابقة بسبب مواقف الرفض المغربية لكل المساعي الرامية إلى حلحلة حالة الانسداد القائمة منذ أكثر من خمس سنوات. وأبدى أحمد بوخاري تشاؤمه بخصوص قدرة المبعوث الاممي في تحريك الوضع بسبب تمسك المغرب بمواقفه الرافضة لتقرير مصير الشعب الصحراوي وتمسكه بخيار «الحكم الذاتي» وبدليل الاستقبال الباهت والتعتيم الإعلامي الذي تعاملت وفقه السلطات المغربية مع زيارة الدبلوماسي الأممي إلى الرباط وقال بوخاري أن ذلك شكل رسالة ضمنية من المغرب بأنه شخص غير مرغوب فيه. وحظي كوهلر في محطة العاصمة المغربية الرباط باستقبال من طرف الملك محمد السادس في لقاء «مغلق» لم تتسرب عنه أية معلومات بخصوص ما دار فيه واكتفى بيان أصدره القصر الملكي بتأكيد انعقاد اللقاء دون أية توضيحات أخرى تماما كما كان الأمر في ختام لقاءاته بالوزير الأول سعد الدين العثماني ووزير الخارجية ناصر بوريطة. وكان أحمد بوخاري شدد التأكيد عشية بدء المبعوث الأممي زيارته إلى مخيمات اللاجئين بأن هذا الأخير مطالب بان يمارس ضغوطا أكبر على فرنسا إذا أراد تحقيق تقدم على طريق البحث عن تسوية نهائية لنزاع الصحراء الغربية كونها الدولة التي شجعت المغرب على تحدي المجموعة الدولية ورفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. ولكنه عاد ليؤكد أنه واثق من أن كوهلر وبالنظر إلى حنكته السياسية وتجربته صرامته لن يقبل الإستراتيجية التي طبقت ضد سلفه كريستوفر روس وخاصة وأنه لم يأت لتضييع الوقت.