اشتهر بأدائه الشعر الشعبي والغناء البدوي، هو خريج مدرسة ألحان وشباب في الثمانينات، ورغم مرور أكثر من 3 عقود على تخرجه إلا أنه لا يزال يقدم ما تجوب به قريحته الشعرية التي يتفاعل معها جمهوره، وهو ما لمسناه أثناء مشاركته في مهرجان المسرح المحترف في طبعته الحادية عشرة بقالمة، مؤخرا، كما شارك في عدة مهرجانات وطنية ونال العديد من الجوائز. إنه الشاعر الشعبي والمغني في الطابع البدوي الشيخ امحمد بلعورة الذي التقت به "المساء"، فكان هذا الحوار: لمن لا يعرف المطرب بلعورة امحمد، كيف تقدم نفسك؟ أنا مطرب، مؤلف ومؤدي أغاني شعبية بدوية من ولاية تيارت، متزوج وأب ل06 أبناء، وخريج مدرسة ألحان وشباب في الثمانينات. حدثناعنأعمالك؟وكيفكانتمسيرتكالفنية؟ أستطيع القول أن مدرسة ألحان وشباب جعلت مني فنانا موهوبا، وكان تخرجي من المدرسة فرحة كبيرة، والمدرسة بصفة عامة منذ إنشائها، فتحت أبوابا للكثير من الشباب الجزائري، ومنذ تخرجي من المدرسة ألفت أزيد من 220 قصيدة، وقمت بتسجيلها في 27 شريطا موسيقيا على مستوى 48 ولاية، وما قدمته كان حبا في الفن وليس من أجل المادة، ثم أن جمهوري قليل ولكن ذواق لما أقدمه، لأن أغاني وقصائدي هادفة وعبارة عن قصائد دينية، اجتماعية فكاهية، كما غنى قصائدي بعض الشيوخ مثل راسيم محمد من المهدية بتيارت، والشيخ إبراهيم تاخمارت من تيارت والشيخ إسماعيل من سعيدة. وماذا عن الجوائز التي فزت بها؟ كانت لي عدة مشاركات منذ 1992 إلى يومنا هذا في المهرجانات، وكذا في الإذاعات المحلية والتلفزيون، ونلت عدة جوائز في القصيدة الشعرية والأغنية البدوية، منها في 2004 بتيسمسيلت، كذلك الجائزة الأولى "السنبلة الذهبية" في سيدي بلعباس في إطار مهرجان "أغنية الحلقة" أي القوال، كما نلت الجائزة الأولى في إطار مهرجان "الحلقة" في سيدي بلعباس للمرة الثانية سنة 2011، وفي غليزان فزت بجائزة في الأغنية الفكاهية في سنة 2013. كيف تقيم المتخرجين من مدرسة ألحان وشباب، الحاليين منهم والسابقين ؟ هناك فرق شاسع بينهم، فالمتخرجين من مدرسة ألحان وشباب في السبعينات والثمانينات لهم بصمة خاصة، لأنهم بعد التخرج يجتهدون لإعطاء المزيد في الفن، نذكر منهم محمد محبوب، عبد القادر الخالدي، محمد لعراف والقائمة طويلة، أما المتخرجين الحاليين، يقتصرون على أداء الطرب والغناء، ومنهم من يعيد أغاني فنانين آخرين. كيف تقيّم الأغنية الجزائرية الحالية بصفة عامة؟ ولماذا تراجعت الأغنية الملتزمة؟ قديما تبقى الأغنية الجزائرية، متداولة ومطلوبة ومنسوبة إلى صاحبها، خاصة الأغنية الملتزمة، لكن في الوقت الحالي، تتداول من طرف العديد من المطربين، وبعد مرور عام تصبح في طي النسيان. الأغنية الملتزمة كلماتها نظيفة، مربيًة وهادفة، والجيل الحالي عندما يستمع إلى الأغنية لا تهمه الكلمات بقدر ما يهمه الإيقاع، وأذواق الجيل الحالي تختلف عن أذواق الجيل القديم، ثم الأغنية البدوية سابقا ليست مثل الأغنية البدوية الحالية، فهي تُؤدى في قالب عصري، ويجب أن تكون خفيفة في الإيقاع بما يعرف بالأغنية الرايوية التي أسميها أغنية السوق، فهذا الطابع طغى على الأغنية البدوية، وفي كل يوم، هناك إصدار جديد في الأغنية العصرية الرايوية. سابقا كان المطرب يجتهد لإصدار أغنية أو أغنيتين في المستوى سواء من حيث الكلمات أو الموسيقى، وهذا يتطلب وقتا طويلا قد يتجاوز عاما كاملا، وبالتالي تلقى الأغنية نجاحا كبيرا وتبقى راسخة في الأذهان، لكن حاليا المطرب يقدم أغنية في أقصر مدة. وما هو موقع المنتجين في هذه المعادلة؟ هناك إشكال يتعلق بالمنتجين، فهم لا يهتمون بالأغاني التي تهتم بالتراث حتى تبقى متوارثة للأجيال. حقيقة، الأغنية الملتزمة في تقهقر ومهمشة، نحن في دوامة وأغاني الشارع هي الناجحة، وأصبح الفن تجارة لا غير، لذلك أطالب بالرجوع إلى الأغنية الملتزمة الوطنية وكذا البدوية حتى نحافظ عليها، وكما يقول الأجداد "الجديد حبو فيه بنًة ولقديم لا تفرط فيه". وهل تظن أن الطابع البدوي سيبرز من جديد؟ لا أظن ذلك، لأن الجيل الحالي لا يشبه نظيره القديم، هذا الجيل يفضل الراي على القصبة والقلال. ❊ حاورته: وردة زرقين