ستمثل التلميذة ندى عنقال سعدي، وهي تلميذة بالصف الثاني بثانوية بن مدني بولاية سطيف، الجزائر في التصفيات النهائية لمسابقة «تحدي القراءة العربي» التي ستقام في دبي خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك بعد الإعلان عن فوزها بالمرتبة الأولى ضمن الفائزين ال10 من مختلف الأطوار التعليمية في الطبعة الثالثة للمسابقة. وأبرزت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط خلال إشرافها أمس، على حفل تكريم التلاميذ المتفوقين، بقاعة الاجتماعات لولاية الجزائر، المجهودات المبذولة من طرف الوزارة لتنمية القراءة لدى التلاميذ، بهدف تعزيز التحكم في التعلمات الأساسية، لا سيما اللغة العربية. كما أكدت أن مبادرة بناء شبكة من القراء العرب الناشئين، لخلق التواصل فيما بينهم، تدخل في نفس توجه البرنامج القطاعي، مشيرة إلى أن وزارة التربية كان لها في وقت سابق مشروع لترقية القراءة لدى التلاميذ، قبل أن تضيف بأن مشروع «تحدي القراءة العربي» يعطي امتدادا لبرنامج عمل الوزارة في هذا المجال، ويتماشى مع السياسة القطاعية التي تهدف إلى تعزيز التحكم في التعلمات الأساسية لاسيما اللغة العربية، التي هي لغة التدريس في الجزائر ومادة قائمة بذاتها، إلى جانب اللغة الأمازيغية التي كرست دستوريا كلغة وطنية ورسمية. على صعيد آخر، كشفت الوزيرة عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل رفع مردود التلاميذ عن طريق إعداد دلائل منهجية في مجال تعليم اللغات وكيفية معالجة الأخطاء المسجلة، مع إثراء المكتبات المدرسية وتجديد رصيدها، فضلا عن ترقية مختلف الأنشطة الداعمة لتعلم التلاميذ، خاصة الترفيهية منها. كما تحدثت الوزيرة عن مقترح تشجيع التلاميذ على قراءة مؤلفات من التراث الأدبي الوطني، بكل اللغات، وتنمية القدرات الكتابية الإبداعية لدى التلاميذ، مع ترسيخ الخيال الأدبي لدى الأطفال، مشيرة إلى وضع تحت تصرف التلاميذ نصوصا لمؤلفين جزائريين بعدة لغات، منها العربية والأمازيغية وكذا اللغات الأجنبية، لتنشيط ورشات الكتابة والقراءة، بما يسمح للتلاميذ بإظهار استعدادات عالية في القراءة والتعبير عن وطنيتهم. من جهة أخرى، عرجت الوزيرة على مختلف التظاهرات الثقافية التي يشارك فيها التلاميذ، داخل الوطن وخارجه، على غرار مسابقة «فن التراسل» المنظمة من طرف الاتحاد الدولي للبريد والمسابقات، بالتنسيق مع المجلس البريطاني والمعهد الألماني «كوذر»، إلى جانب البرنامج الوطني لترقية القراءة والنشاطات الثقافية. من جهتها، كشفت الأمينة العامة لمشروع «تحدي القراءة العربي» السيدة نجلاء سيف الشامسي، عن مشاركة 10 ملايين تلميذ من مختلف الدول العربية خلال الطبعتين، الأولى والثانية لمسابقة «تحدي القراءة العربي»، فيما سجل خلال الطبعة الثالثة لوحدها مشاركة 10 ملايين طالب، ما يؤكد حسبها الاهتمام المتزايد الذي توليه الدول العربية لهذا المشروع. وعن مشاركة الجزائر في هذه المسابقة، فقد وصفتها السيدة نجلاء سيف الشامسي ب»القيادية» والمشرفة، خاصة أنها كانت ممثلة ب30 بالمائة من المؤسسات التربوية عبر الأطوار التعليمة الثلاثة، معربة عن أملها في أن يرتفع تعداد التلاميذ الجزائريين المشاركين في هذه المسابقة خلال الطبعات المقبلة. للإشارة، فقد تم خلال حفل التكريم، توزيع مجموعة من الميداليات والشهادات على التلاميذ المتفوقين في القراءة خلال الطبعات السابقة، كما تم تكريم المشرفين المتميزين والمدرسة المتميزة، بالإضافة إلى تكريم الفائزين العشرة الأوائل في الطبعة الثالثة ل»تحدي القراءة العربي»، الذين استفادوا من تذاكر سفر رفقة أهاليهم لزيارة مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، لحضور فعاليات التصفيات النهائية المتوقع تنظيمها شهر أكتوبر المقبل، على أن تمثل الفائزة بالمرتبة الأولى الجزائر في هذه النهائيات.