أكد مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامينائي، أمس، أن بلاده « لن تخوض حربا ضد أمريكا وهي أيضا لن تتفاوض معها» بخصوص التوصل إلى اتفاق نووي جديد، في نفس الوقت الذي أرجع فيه مشاكل بلاده الاقتصادية والاجتماعية إلى عجز الحكومة عن أداء مهامها كاملة وليس إلى العقوبات التي توعد الرئيس الأمريكي فرضها عليها. وخرج آية الله علي خامينائي، عن صمته في سياق الجدل الحاد الذي تشهده إيران هذه الأيام على خلفية العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي على بلاده، وكان من نتائجها انهيار العملة المحلية وازدياد البطالة وانكماش الاقتصاد وارتفاع نسبة التضخم. وهي كلها عوامل زرعت الشك في أوساط الإيرانيين الذين سئموا العيش في ظل العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم منذ قرابة العقدين. وعلى عكس المسؤولين الإيرانيين الذين راحوا يصبون على الإدارة الأمريكية سيل الاتهامات بمحاولة زعزعة النظام الإيراني، شذ مرشد الجمهورية الإسلامية هذه المرة عن القاعدة، وأكد أن مشاكل بلاده الداخلية إنما تتحملها الحكومة الإيرانية التي لم تتمكن من القضاء على الرشوة وكل مظاهر الفساد التي تضرب الاقتصاد الإيراني، وجعلت المواطنين يفقدون الأمل في إمكانية تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي ضمن شعور زادته العقوبات الأمريكية الأخيرة تشاؤما أكبر. وقال خامينائي، إن المشاكل التي تواجهها بلاده ليست متأتية من الخارج بقدر ما هي مشاكل داخلية، حتى وان اعترف بأن هذه العقوبات لها وقع على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد ويكفي فقط معرفة كيفية مواجهتها». ولكن علي خامينائي، رفض الانسياق وراء الداعين إلى رحيل روحاني، وحكومته وقال إن المطلبين بذلك إنما انساقوا وراء رغبة أعداء إيران، مضيفا أن الحكومة يجب أن تبقى وأن تمارس مهامها بحزم لتسوية المشاكل التي يواجهها البلد. وهي نفس الانتقادات التي سبق لقيادة حرس الثورة، القوة الضاربة في الجيش الإيراني أن وجهتها للرئيس حسن روحاني، الذي حمّلته مسؤولية التوقيع على اتفاق نووي مع دول غربية لا يؤتمن جانبها. ودعته إلى اتخاذ إجراءات ردعية لوقف انهيار قيمة الريال ووقف التضخم وارتفاع الأسعار بقرارات «ثورية». ووجد الرئيس الإيراني حسن روحاني، نفسه في سياق تصريحات آية الله خامينائي، في قفص الاتهام على اعتبار أن الكلام كان موجها لحكومته وبطريقة متعدية إلى شخصه كونه لم يتمكن من إعادة الروح إلى اقتصاد منهار وصعوبات في التخفيف من حدة البطالة وانهيار قيمة عملة الريال الإيراني. وعاد علي خامينائي، إلى مسألة المفاوضات التي اقترحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعوى التوصل إلى اتفاق نووي جديد قبل أن يرفقها بحزمة عقوبات جديدة دخلت حيز التطبيق قبل أسبوع. وقال إن «مسؤولين أمريكيين يتكلمون عنّا بكثير من الاحتقار فهم من جهة يفرضون علينا عقوبات ويلوحون بالحرب، وفي نفس الوقت يعرضون فكرة الدخول في مفاوضات معهم «ونحن نقول لهم إنه «لن تكون هناك لا حرب ولا مفاوضات مع الولاياتالمتحدة». وحملت تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية تحديا غير معلن تجاه الرئيس الأمريكي الذي توعد بحرب مدمرة ضد إيران التي تريد أن تظهر عدم اكتراثها بتلك التهديدات بعد أن أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، عن القيام بتجربة ناجحة لصاروخ باليستي جديد. وأكدت مصادر إيرانية أن صاروخ «الفتح البين» تمت تجربته بنجاح وهو قادر على ضرب أهدافه بدقة عالية سواء في البحر أو في البر.