تُستأنف اليوم بالعاصمة النمساوية فيينا، جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "الخمسة زائد واحد"، ضمن مساعي الطرفين، للتوصل إلى اتفاق نهائي وشامل لتسوية الملف النووي الإيراني المستمر منذ عقد من الزمن. ووصل أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وأعضاء الوفد المفاوض، إلى العاصمة فيينا، للمشاركة في هذا الاجتماع الذي يعوّل عليه الطرفان؛ للتوصل إلى تسوية نهائية لملف طالما عكّر صفو العلاقات بين طهران والغرب. وتأتي هذه الجولة من المفاوضات في سياق الاتفاق النووي الموقَّع بين الجانبين شهر نوفمبر الماضي، والذي تم بموجبه رفع جزء من العقوبات على طهران، مقابل أن تلتزم هذه الأخيرة بوقف أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم. ولكن مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامينائي، اختار عشية انطلاق هذه المفاوضات ليحكم عليها بالفشل المسبق، بعد أن أكد أنها لن تقود إلى أي نتيجة، وهو الذي سبق وأكد دعمه للرئيس المنتخب حسن روحاني في سياسته المنفتحة على الغرب، والتي مهّدت لإعادة العلاقة بين طهران والغرب، وخاصة مع الولاياتالمتحدة بعد عقود من القطيعة. وقال خامينائي إن "بعض المسؤولين السابقين والحاليين في الحكومة، يعتقدون أنهم إذا ما تفاوضوا في المسألة النووية فإنه يمكن تسوية المشكل، ولكن كما قلت دائما، لست متفائلا بخصوص هذه المفاوضات ولن تقود إلى أي نتيجة". ورغم أن خامينائي عاد وأكد في خطاب ألقاه أمام آلاف الأشخاص في طهران أنه لا يعارض العملية التفاوضية فإنه بقي متمسكا بموقفه المتشائم؛ حيث قال: "لنبدأ بوزارة الخارجية التي ستواصل مفاوضاتها، وإيران لن تقوم بخرق التزاماتها، ولكن أقول من الآن لن تقود إلى نتيجة". يُذكر أن إيران التزمت بمضمون الاتفاق النووي الموقَّع بجنيف في نوفمبر الماضي، الذي ينص على وقف طهران لعمليات تخصيب اليوارنيوم بنسبة 20 بالمائة، والتوقف عن إنتاج مزيد من أجهزة الطرد المركزية، وذلك لمدة ستة أشهر، للتأكد من نواياها مقابل رفع الغرب عن جزء من العقوبات المفروضة عليها.