دخلت إيران ومجموعة “5+1” (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا زائد ألمانيا) منذ انتخاب حسن روحاني، في الجولة الثالثة من المفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا قصد التوصل إلى اتفاق نهائي قبل نهاية الاتفاق المرحلي في 20 جويلية الذي وقع بين الطرفين في نوفمبر الماضي. وبارك المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامينائي المفاوضين الإيرانيين، معلنا في نفس الوقت عن عدم التخلي عن البرنامج النووي، في حين أعلنت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاثرين آشتون أمس بعد يومين من المفاوضات، عن المرور إلى المرحلة النهائية في 13 ماي المقبل، في جولة قد تتوج بالتوقيع على اتفاق نهائي. وبالرغم من التفاؤل الذي طبع هذه الجولة،بعد اللقاء الثنائي الأمريكي الإيراني أول أمس، عبرت واشنطن عن انزعاجها من الصفقة بقيمة 20 مليار دولار التي أبرمت بين روسياوإيران منذ 2010 لتزويد هذه الأخيرة بصواريخ “أس300” مقابل النفط. وهددت بفرض عقوبات جديدة إضافة إلى إعادة العقوبات التي تم تخفيفها بموجب الاتفاق المرحلي الموقع في نهاية السنة الماضية. ففي رسالة وجهها عضوان من مجلس الشيوخ للرئيس باراك أوباما وقعها الديمقراطي روبرت متذير والجمهوري مارك كيرك، دعاه إلى تحذير إيران من اقتناء أسلحة روسية مقابل النفط. فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام الكونغرس إن إيران بحاجة إلى شهرين فقط للتمكن من صنع السلاح النووي. يشار إلى أن “الحرب الباردة” الناجمة عن الأزمة الأوكرانية جعلت واشنطن تتخوف من موسكو التي قد لا تحترم مبدئيا العقوبات المفروضة على طهران، خاصة تلك المتعلقة بمنعها من بيع النفط. ويقضي الاتفاق المبرم في نوفمبر بتخفيف القيود على مبيعات النفط لتصدير مليون برميل في اليوم ورفع التجميد على بعض الحسابات، مقابل وقف البرنامج النووي والسماح للمفتشين الدوليين بالقيام بعمل المراقبة المفاجئ. ليبقى هذا الاتفاق امتحانا أمام الطرفين قبل التوصل إلى اتفاق شامل ومتكامل. وفي ملف مشابه، دعت واشنطن بيونغ يانغ إلى الاقتداء بإيران، حيث قال مساعد كيري وليام بيرنز “لقد أكدنا دوما أننا راغبون في الالتزام بمفاوضات عندما تظهر الدول مصداقية وجدية في احترام واجباتها، لقد حصل هذا مع ميانمار وحصل مع إيران ويمكن أن يحصل أيضا مع كوريا الشمالية”.