أكدت محاضرة حول موضوع الآليات الدولية والعربية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب أمس ببسكرة على أهمية التنسيق الدولي للتصدي لتلك الآفات العابرة للبلدان ذات التأثير السلبي على المجتمعات الإنسانية. وقد تم إلقاء هذه المحاضرة من طرف محافظ الشرطة عبد الحميد هاشمي الذي يشغل منصب رئيس مكتب التكوين لدى الأمن الولائي ببسكرة بمناسبة الاحتفال باليوم العربي للشرطة حيث أوضح المحاضر أن الكثير من البلدان عبر العالم بما فيها دول عربية وضعت ترسانة من القوانين والتدابير العملية لمعالجة الإشكالية لكن الأمر يستوجب -مثلما أضاف- بذل مزيد من الجهود وتكثيف التعاون لمكافحة الوباء بفعالية. وسجل المحاضر بأن الدولة الجزائرية لم تدخر أدنى جهد على مختلف المستويات في محاربة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب مشيرا إلى أن هناك علاقة كبيرة بين جريمة تبييض الأموال وجريمة الإرهاب. وبعد أن أظهر للحضور من أعضاء سلك الأمن وممثلي مؤسسات مالية أن "هناك حالة ارتباط لاشك فيها بين آفة تبييض الأموال وآفة الإرهاب" أضاف أنه "لا مفر من التعاون الدولي" بحكم أن الجريمة أصبحت عابرة للحدود الوطنية. واستغل المتحدث الفرصة لإبراز أن آفة تبييض الأموال تمر بثلاث مراحل أساسية مفصلة أولا في مرحلة الإيداع أو التوظيف أو التبديل وهي المرحلة التي يتم فيها إدخال الأموال غير المشروعة في مؤسسات مالية واستثمار تلك الأموال في الدورة المالية المشروعة في حين أن المرحلة الثانية تسمى مرحلة التنصل أو التمويه بحيث يتم فيها فصل الأموال غير المشروعة عن مصدرها غير القانوني عن طريق سلسلة من العمليات المعقدة. أما المرحلة الثالثة فإنها تتمثل في مرحلة الإدماج أو المزج التي يتم فيها إكساب الأموال غير المشروعة صفة الأموال المشروعة وإظهارها على أنها ذات صفة قانونية. ولفت الانتباه في السياق إلى أن تبييض الأموال مصدره الرئيسي المخدرات قائلا أن المنظمات الإرهابية لا تتوانى في اقتحام ميدان التعامل في حقل المخدرات للحصول على الأموال غير النظيفة. (وأج )