احتفلت الجزائر أمس على غرار الدول العربية الشقيقة باليوم العربي للشرطة، الموافق للسابع عشر ديسمبر من كل سنة، حيث سطرت مصالح أمن ولاية الجزائر برنامجاً للاحتفاء بهذا اليوم، حيث تم إلقاء محاضرة من طرف عميد الشرطة رشيد بوعلام الله حول "التعاون الدولي والعربي في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب" حضرها عدد من إطارات الأمن الوطني وممثلي السفارات وطلبة مدارس ضباط الشرطة. وذكر عميد الشرطة بوعلام الله وهو رئيس مكتب التكوين بأمن ولاية الجزائر في محاضرته بقاعة الموقار في بالعاصمة " أن الجزائر قطعت أشواطاً متقدمة في تطويق الجرائم المنظمة، وحرصت على تكييف قوانينها مع الاتفاقيات الدولية لمكافحة الجرائم المنظمة العابرة للأوطان، كتوسيع صلاحيات ضباط الشرطة في التفتيش وحجز الأموال ثلاث مرات لمدة 72ساعة، وتحيين النصوص التشريعية ومنها اعتبار تبييض الأموال جريمة يعاقب عليها القانون من 5 إلى 10 سنوات سجناً، واستحداث أقطاب قضائية خاصة بمحاكمة المتورطين في هذه الجرائم، وأبرزها استحداث جهاز خاص بالوقاية من هذه الظاهرة ومكافحتها يسمى" خلية المعالجة والاستعلام المالي" في 2002، التي عالجت العديد من قضايا المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة. وتضمنت محاضرة العميد بوعلام الله مراحل تبييض الأموال، وهي مرحلة الإيداع أو التوظيف، مرحلة التغطية والتسوية وأخيراً مرحلة الإدماج، قائلاً أن غسيل الأموال صارت آفة العصر، خاصة وأنها نتاج جرائم أخرى كتهريب الأسلحة، الدعارة، الاتجار بالآثار والتراث الثقافي وغيرها، و لها علاقة مباشرة بتمويل الإرهاب الذي لم يعد أي بلد من العالم في منأى عنه، مشيراً إلى مصادقة الجزائر على عديد الاتفاقيات الدولية المبرمة مثل اتفاقية " مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان"، "مكافحة الفساد" فضلاً عن الاتفاقيات العربية التي يعود تاريخ بعضها إلى 1963 . وأشار العميد المحاضر أن الجزائر لم تتأخر في التعاون دولياً وعربياً في صد مثل هذه الآفات التي تهدد الاقتصاد الوطني، وتساهم في تفشي مختلف الجرائم الأخرى وأخطرها الإرهاب، داعياً الدول المجاورة تحيين الاتفاقيات فيما يخص التعاون من أجل مكافحة التهريب وأخطره ما تعلق بالمخدرات التي صارت تقلق الجزائر وتشكل هاجساً كبيراً لدى عدة قطاعات.