شكلت الأيام الدراسية الأولى حول الشراكة بين الجامعة والمحيط فرصة وإطارا لانفتاح قطاع التعليم العالي على المحيط الاقتصادي. وجاءت التوصيات التي خرج بها المشاركون في فعاليات الطبعة الأولى من هذه المبادرة التي احتضنتها جامعة الحاج لخضر يومي 14 و15 من الشهر الجاري لتأكيد هذا الطرح، حيث أخذت في الحسبان أهمية هذه الشراكة وتفعيل آليات بعثها بإيجاد ميكانيزمات تتماشى ومتطلبات العصرنة في ظل التحولات الاقتصادية وفق المعطيات العالمية والتطورات التكنولوجية الحديثة. وإثراء لموضوع الملتقى تميزت أشغال اليوم الأول بتقديم17محاضرة مست جميع جوانب الموضوع تناول فيها المحاضرون عدة نماذج لتجارب سابقة لإبراز دور الجامعة في التنمية المحلية في ظل التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم في عصر العولمة. ويعد البحث الذي قدمه الدكتور عايشي كمال من كلية العلوم الاقتصادية بجامعة باتنة إحدى النماذج التي تناولت إشكالية دور الجامعة في التنمية المحلية في ظل هذه التحولات ومدى قدرة الجامعة على تلبية حاجات المجتمع المحلي خاصة المؤسسات الاقتصادية والشركات الصناعية في مجالات تكوين الكفاءات العلمية والتقنية من خلال محاضرة تحت عنوان " دور الجامعة في التنمية المحلية في ظل التحولات الجديدة مع دراسة للإستراتيجية المستقبلية لجامعة باتنة لتفعيل الشراكة مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي" ركز فيها على دور الجامعة كطرف مؤثر في المجتمع المحلي عن طريق إنشاء فضاءات التواصل بين الجامعة والمحيط الاقتصادي وتثمين نتائج البحث العلمي والتعريف بالمنتوج العلمي ووضع استراتيجية ورؤية مستقبلية للجامعة لتفعيل الشراكة مع المحيط الاقتصادي. وقد أثرت المناقشة الموضوع خصوصا عندما أثيرت العوائق التي تحول دون بلوغ الأهداف المرجوة من شراكة فعلية بين الجامعة والمحيط الاجتماعي والاقتصادي. في هذا الصدد سلط البروفيسور فلازي سمير من جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران الأضواء على جوانب مهمة في سبل تطوير العلاقة في محاضرة تناول فيها التطور الموضوعي والتطوير الذاتي بين الجامعة ومحيطها. حيث أبرز المشاكل التي أسهمت في عزل الجامعة عن محيطها الصناعي والاجتماعي والثقافي والبيئي، كما بحث البروفيسور في خصوصيات المشكلة التي تؤدي إلى إعادة إنتاج العزلة. كما تناولت الدراسة خصوصيات العوامل الذاتية أو القوى القادرة على فك العزلة. وركز المحاضر في دراسته على ست نقاط منها الإشكالية في العلاقة بين الجامعة ومحيطها في الدول المتطورة ونموذج آخر لتلك العلاقة في الدول النامية، إضافة للأسباب التاريخية التي نجمت عنها العزلة في نشأة كل من الجامعة والصناعة. وخصص المبحث الرابع لدراسة اتجاه الحركة والتطور الموضوعيين لهذه العزلة. كما تم بالمناسبة التي عقدت على هامشها ندوة تهدف للشراكة الجديدة بين الجامعة ومختلف القطاعات الاقتصادية إبرام عدة عقود شراكة مع المؤسسات العارضة. واعتبر الدكتور عايشي كمال أن هذه الأيام الدراسية العلمية أدركت غاياتها بالنظر لحجم المشاركة وأهمية الموضوع ذي الطابع الآني، وأوضح بأنه لا يمكن أن يكون للجامعة دور ما لم تسهم في تنمية المجتمع المحلي وتأصيله بالمحيط. هذا وقد أبدى ممثلو عدة مؤسسات وشركات اقتصادية في القطاعين العام والخاص رغبتهم في تفعيل آليات الشراكة الحقيقية وفق متطلبات الوضع الاقتصادي الجديد الذي يفرض هذا النمط من الشراكة والاستثمار العلمي بين الجامعة والمسار التنموي الذي تعرف الجامعة.