أسدل الستار الخميس على فعاليات الملتقى العلمي "المسرح والمحيط الاجتماعي... تأثيرا وتأثرا" بعد ثلاثة أيام من النقاش أصابت في جزء منه عندما عرض المداخلون تجارب واقعية جسدت في إطار الوصول إلى إدماج حقيقي للمسرح في المنظومة التربوية والمؤسسات الثقافية والشبابية بشكل عام، في حين ابتعد بعض الأكاديميين عن هذا الطرح وغرقوا في التنظير ليبتعدوا بذلك عن استراتيجية الملتقى. * عرف اليوم الأخير نقاشا واسعا حول مصير المسرح الجامعي ومستوى المتخرج من المعاهد ميدانيا أين أثارت العراقية إقبال نعيم إشكالية الفجوة بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي على الركح خاصة فيما يتعلق بثالوث قتل المسرح "الدين والجنس والسياسة" حيث أكدت أن المسرح في العراق محظور عليه التعاطي مع الطائفية أو الوضع السياسي الداخلي فكانت جرأة الدكتورة محطة مهمة للتعرف على حدود التجربة العراقية، فيما أكد الباحثان الجزائريان لخضر منصوري ومحمد شرقي أن جامعة وهران تنتج أكفأ الإطارات على الأقل على المستوى الأكاديمي وتخطط لإنشاء مسرح جامعي أو مخبر مسرحي رائد، مقدمان إحصاءات إيجابية عن الوضع البحثي. * وجاءت توصيات الملتقى هذه السنة أكثر جرأة وميدانية، ذلك أن اللجنة أصرت على إرسال نسخة منها إلى وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة، وهي الخطوة التي أكدها المشرف على الملتقى عبد الناصر خلاف في حديثه إلى "الشروق" حيث بارك النتائج، مؤكدا أن التنفيذ مهمة السلطات المحلية والوزارات المعنية، خاصة المنظومة التربوية التي تحتاج إلى إعادة النظر في إدراج المسرح كمادة تعليمية أساسية في كل الأطوار، إضافة إلى إشراك المسرح الجامعي في الطبعة القادمة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. * هذا وأهم ما جاء من مطالب إحصاء الفضاءات الجوارية وتسجيلها لدى المؤسسات الرسمية لاستغلالها مسرحيا، إعداد مشروع مهرجان مسرح جماهيري دوريا يعقد كل سنة في مدينة عربية، برمجة عروض مسرحية مدرسية وجامعية بالموازاة مع المهرجان لتكون نماذج ضمن ورشة، إنشاء بنك النصوص المسرحية الإبداعية والمترجمة وتصنيفها بحسب المراحل العمرية. فتح موقع خاص بالمسرح المدرسي وتدويله، طبع الدراسات الأكاديمية والأبحاث المتخصصة لنشرها ووضعها في متناول الباحثين.