شرعت 42 تعاونية للحبوب والبقول الجافة، تابعة للديوان الجزائري المهني للحبوب في تسويق 4,7 مليون قنطار من البذور المحسنة للفلاحين، تحسبا لحملة الحرث التي ستنطلق نهاية الشهر الجاري عبر عدد من الولايات. وحسب تصريح مدير الديوان، محمد بلعبدي ل»المساء»، فإن التعاونيات تطمح إلى حل كل المشاكل التقنية التي قد تعيق حملة إنتاج الحبوب للموسم الفلاحي القادم، وذلك من خلال توفير البذور والمدخلات في وقت مبكر للتحكم في عمليات التسويق والرد على كل الطلبات. وقد شرع المركز الوطني للمصادقة على البذور والشتلات منذ بداية الشهر الجاري في ترخيص أولى حصص البذور المحسنة التابعة للديوان الجزائري المهني للحبوب، التي تم تسويقها مباشرة بعد وصول التقارير عبر كل الشبابيك الموحدة التابعة للتعاونيات الفلاحية. وحسب محمد بلعبدي، فإن الديوان يسعى إلى الرفع من عدد العقود الموقعة مع الفلاحين للحفاظ على نفس قيمة إنتاج القمح، والذي بلغ هذه السنة 60,500 مليون قنطار، منها 27 مليون قنطار تم تجميعها عبر تعاونيات الديوان بزيادة مقدرة ب67 بالمائة عن نفس الفترة من السنة الفارطة، وذلك في مبادرة منه لتقليص فاتورة الواردات، مع ربح ثقة الفلاحين الذين تم دفع كل مستحقاتهم في ظرف 72 ساعة بعد عملية بيع منتوجهم للديوان. وقصد الرد على طلبات الفلاحين يقول محدثنا تقرر الرفع من خصوصيات البذور للتأقلم مع المتغيرات المناخية وضمان مردود أكبر، وذلك من خلال العودة إلى مخابر البحث التابعة للمعاهد التقنية المتخصصة في الإنتاج الفلاحي، لاستغلال بحوثهم العلمية في تطوير الإنتاج وضمان النوعية والكمية. أما فيما يخص انشغالهم المرتبط بتأخر استلام البذور وتعطل حملة البذر، فقد قرر الديوان المهني للحبوب توزيع البذور 50 يوما قبل موعد البذر، وهو ما يسمح للفلاح بالتكفل بانشغالات أخرى، على غرار تهيئة المستثمرات الفلاحية واقتناء عتاد السقي التكميلي، مع تأجير العتاد لحرث الحقول. وعن بذور البقول الجافة، أشار بلعبدي إلى أن الديوان خصص للموسم الفلاحي المقبل 20 ألف قنطار من البذور، منها 1650 تخص العدس و4500 تخص الحمص، مؤكدا تسجيل عودة قوية لهاذين المنتوجين في السنوات الأخيرة، ما يدفع الديوان للتفكير في مضاعفة إنتاج البذور خلال السنوات المقبلة، مع العلم أن السوق المحلية تحصي اليوم 4 متعاملين خواص تخصصوا في إنتاج بذور البقوليات والقمح بنوعيه. وتضمن عودة إنتاج العدس والحمص للجزائر وقف استيراد البقوليات بعد سنتين أو ثلاث على أكثر تقدير، مع العلم أن إنتاج البقوليات بلغ هذه السنة 1,3 مليون قنطار، حيث جمعت التعاونيات 79 ألف قنطار من الحمص و94 ألف قنطار من العدس. تقليص فاتورة الواردات ب200 مليون دولار على صعيد آخر، كشف مدير الديوان الجزائري المهني للحبوب أن قيمة إنتاج القمح لهذه السنة، سمحت بتقليص واردات الجزائر من القمح ب22 باخرة، وهو ما يمثل مبلغ 200 مليون دولار، وذلك بعد ارتفاع أسعار القمح هذه السنة، بسبب الجفاف الذي مس أستراليا وروسيا. بالمقابل، توقع السيد بلعبدي ارتفاع فاتورة واردات الفرينة، بسبب انخفاض إنتاج القمح اللين، مشيرا إلى أن الفلاحين يجدون صعوبات كبيرة في رفع إنتاج القمح اللين بسبب الظروف المناخية شبه الجافة، ولذلك يسعى الديوان حسبه إلى تحسيس المواطنين والخبازين، على وجه الخصوص، بضرورة العودة إلى العادات القديمة واستعمال منتوج السميد في صناعة الخبز، عوض الفرينة التي تبقى منتوجا خاصا بصناعة الحلويات، مع العلم أن إنتاج القمح اللين لهذه السنة بلغ 7,9 مليون قنطار.