كشف مدير الاستغلال بشركة المياه والتطهير للعاصمة «سيال»، السيد محمد رضا بوداب، عن مشروع ضخم لإنجاز 11 محطة معالجة للمياه المستعملة بولاية تيبازة في إطار برنامج خاص تتكفل به الشركة في تسييرها لعملية توزيع وتطهير المياه، في وقت سيتم فيه إنجاز أكبر محطة على المستوى الوطني تعد الأولى من نوعها لإتلاف المخلفات البيولوجية بما يتماشى والمعايير الدولية المعمول بها. وأوضح السيد بوداب في تصريح ل»المساء» أمس أن ولاية تيبازة ستعرف إنجاز 11 محطة تصفية للمياه المستعملة من خلال البرنامج، حيث سيتم استلام أول محطة قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة المقبلة بمنطقة بوسماعيل تصل طاقتها إلى 240 متر مكعب يوميا. وأشار المسؤول إلى أنه سيتم بفضل دخول المحطات الأخرى حيز الخدمة تحقيق استغلال 40 بالمائة من المياه المستعملة بولاية تيبازة، وهو ما سيخفف من حجم التلوث البيئي بالولاية التي عرفت منذ سنة 2012 الشروع في التكفل بعملية توزيع الماء والتطهير بها، حيث تم تنفيذ المخطط الرئيسي للولاية والذي سيسمح للشركة برؤية تسيير لغاية سنة 2030، علما أنه تم تسطير مشاريع هامة لاستخدام المياه المعالجة مستقبلا في الفلاحة. كما ستعرف ولاية تيبازة العام المقبل قفزة نوعية من خلال استحداث محطات تصفية أخرى تعمل طبيعيا بالأراضي الفلاحية دون استغلال القنوات والشبكات، مع تحويل المخلفات المسترجعة للاستخدام الفلاحي ضمن مشروع التنمية المستدامة. وأعلن المتحدث عن إنجاز أول وأكبر محطة على المستوى الوطني توجه لإتلاف المخلفات البيولوجية الناتجة عن معالجة المياه المستعملة، وهي محطة ستتكفل بانجازها شركة «جيكا» ستسلم بعد 3 سنوات بمنطقة براقي، تقوم بإتلاف 200 طن من هذه المخلفات يوميا. حيث تقوم شركة «سيال» بفضل محطات المعالجة بالعاصمة باسترجاع 120 طن من النفايات البيولوجية يوميا، وهي كمية ضخمة كانت تتجه من قبل للبيئة. مضيفا بأن الشركة تتوجه لاستغلال المخلفات البيولوجية بعد معالجتها بالاستعانة بخبراء في المجال، غير أنه قال إن معظم الفلاحين بالجزائر لم يقتنعوا بعد بفكرة استخدام المخلفات البيولوجية في الفلاحة بالرغم من أهميتها ومساعدتها في الإنتاج الفلاحي النوعي. وبولاية العاصمة، ذكر المتحدث بأنه سيتم إنجاز مشروع ضخم أخر ببني مسوس سيتم من خلاله تدشين محطة للتنقية خلال السداسي الأول من العام المقبل، حيث سيتم استعمال المياه المعالجة في الفلاحة وبكمية تصل إلى 80 ألف متر مكعب يوميا. علما أنه يتم حاليا بالعاصمة معالجة ما يقدر ب86 مليون متر مكعب من المياه المستعملة سنويا 20 بالمائة منها فقط توجه للري الفلاحي. ومن المنتظر التوجه مستقبلا نحو استغلال المياه المعالجة للشرب بعد تنصيب محطات التنقية حيث ستكون أول تجربة بالجهة الغربية للعاصمة إذ تم انجاز محطة وقنوات وخزان رئيسي سيتم تم تدشينهم في انتظار استكمال الشبكات بمنطقة دالي ابراهيم. وللإشارة، فإن حجم شبكة التطهير بالعاصمة يبلغ 3800 كلم إلى جانب 170 كلم من القنوات الكبرى لصرف مياه الأمطار بالعاصمة. وقد تم تشخيص كامل الشبكة بفضل مخطط أنجز لترميم الشبكة يضم 15 كلم كنقاط سوداء، حيث تم ترميم منطقة عين الله ببن عكنون مع إنجاز 1.5 كلم. وسيتم متابعة المشروع في ظل صعوبة العملية والتضرر الكبير للقنوات الضخمة. وبخصوص ما شهدته العاصمة من فيضانات أكد المتحدث بأنه تم تسطير برنامج استعجالي من خلال تدعيم محطات الرفع وتدعيم قنوات صرف مياه الأمطار والتي سيتم توسعتها من خلال الرفع من حجم قطر الشبكات ب 4 أمتار بعد أن كانت القنوات لا تتجاوز قطر 2 متر بمنطقة باب الوادي. موضحا بأن ما حدث بالعاصمة راجع إلى مشكل النظافة ما يستوجب التوعية ومشاركة المواطن من خلال تجنب رمي القاذورات والمخلفات في الشبكات وقنوات الصرف بالطرقات الرئيسية.