يسجل الموقع الأثري للمدينة الرومانية هيبون بعنابة، تزايدا "ملحوظا" في عدد الزوار الأجانب منذ بداية السنة الجارية، من خلال إقبال 1058 سائحا أجنبيا، مقابل 600 سائح في نفس الفترة من سنة 2017، حسبما أفاد به مدير متحف هيبون، عمارة نوارة، أول أمس. يعكس هذا المستوى من الإقبال "قفزة نوعية" للسياحة الثقافية والدينية في الموقع الأثري لهيبون القديمة، وفقا لنفس المسؤول الذي أوضح أن عدد السياح الأجانب، وأغلبهم من دول أوروبية، على غرار فرنسا وإيطاليا، الذين زاروا هذا الموقع "لم يتعد خلال سنة 2016 المائتي سائح". يعود التوجّه "الإيجابي" للسياحة الثقافية والدينية عبر موقع هيبون، إلى تفعيل الشراكة مع متعاملي السياحة الثقافية الدولية، وتنشيط دور الوكالات السياحية الوطنية والمحلية في ترقية الوجهة السياحية للموقع الأثري هيبون بعنابة، كما أوضح المسؤول. فأكثر من 13 وكالة سياحة وأسفار أجنبية و20 وكالة أسفار وطنية، تعمل على ترقية الوجهة السياحية لهيبون الأثرية، ليسجل الموقع حاليا بصفة منتظمة، زيارات دورية لوفود سياحية أجنبية في إطار مسار "على خطى القديس أوغستين" قرطاج (تونس) - هيبون، بالإضافة إلى المسارات الثقافية والإيكولوجية التي استحدثت، على غرار مسار "على خطى ألبار كامو"، كما أضاف السيد نوارة. توفر هذه المسارات زيارات ثقافية موجهة للمهتمين بحياة ومسار الفيلسوف والكاتب البار كامو، ومحطات حياته بمنطقة عنابة، وأخرى إيكولوجية تتنقل بالوفود السياحية عبر مواقع مصنفة بكل من سرايدي وقالمة والقالة (الطارف). بالموازاة مع البرامج الثقافية الموجهة في سبيل ترقية الوجهة السياحة للموقع الأثري هيبون بعنابة، يشهد هذا الأخير العديد من عمليات التهيئة والتأهيل لاستقبال وفود السياح، شملت تسييج الموقع وتنصيب كاميرات مراقبة، بالإضافة إلى تهيئة مداخل جديدة واستحداث منشآت خدماتية خاصة بالسياح داخل الموقع. يتربع الموقع الأثري للمدينة الرومانية هيبون بعنابة على 28 هكتارا، ويضم كنيسة القديس "أوغستين"، إلى جانب معالم أثرية مصنفة، على غرار الحمامات الشمالية والمسرح الروماني والفوروم، وآثار رومانية أخرى تضرب في عمق تاريخ المنطقة. ❊ق.ث