اعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بخميسة (سوق أهراس) بأنه سيتم قريبا بالتنسيق مع وزارة السياحة إعداد مخطط وطني لترقية السياحة الثقافية والذي أملته المؤهلات التي تمثلها عديد المواقع الأثرية المتواجدة عبر الوطن. وأكد الوزير خلال زيارة للموقع العتيق لخميسة، امس بأن وزارة الثقافة تعمل في هذا الإطار على وضع "سياسة ثقافية وطنية لتثمين المواقع الأثرية وجعلها أقطابا ثقافية وسياحية من الطراز الأول قادرة على المساهمة في تنمية الولايات التي تتواجد بها والبلاد بشكل عام". وبعد أن دعا في ذات الصدد وسائل الإعلام الوطنية على المشاركة بشكل فعال في ترقية هذه المواقع أكد ميهوبي على عزم قطاعه الوزاري على مواصلة البحوث الأثرية وعمليات التنقيب وذلك على اعتبار أن منطقة سوق أهراس ذات المؤهلات الاستثنائية لا تزال -حسب ما أعرب عنه الوزير- "عذراء" نسبيا و تتطلب في هذا الصدد "جهدا استثنائيا". وبعد أن أكد بأن قطاعه الوزاري يسعى لتصنيف عديد المواقع غير المصنفة أعرب وزير الثقافة عن استعداده للمساهمة في تأسيس بموقع خميسة "مهرجان وطني للمسرح أو لموسيقى المالوف" على غرار مهرجاني تيمقاد (باتنة) أو جميلة (سطيف) من أجل –حسب ما أردفه ميهوبي- تمكين خميسة من استعادة بريقها و التعريف بنفسها أكثر من خلال المشاركة في الإشعاع الثقافي بالجزائر. و أضاف ميهوبي بأنه بسوق أهراس يتعين إدراج مواقع خميسة ومادور وحتى مسار القديس أوغستين ضمن مشاريع استثمارية ليتم تثمينها بشكل أفضل قبل أن يدعو إلى السهر على تأمين الموقع الأثري لخميسة. و تعد خميسة (توبورسيكو نوميداروم العتيقة) التي تقع على هضبة تربط ميناء هيبون (عنابة) بتيفاست (تبسة) على مسافة 37 كلم من سوق أهراس مدينة نوميدية أصبحت ملحقة رومانية تحت حكم تراجان في القرن الثاني حيث تتربع على 65 هكتار توجد بها عدة آثار من بينها على وجه الخصوص منتدى و مسرح.