الركح الروماني يحتضن عروضا مسرحية وموسيقية في 12 ماي في مبادرة هي الأولى من نوعها أطلقت مديرة الخدمات الجامعية لناحية سيدي عمار في عنابة حملة تطهير واسعة لاعادة تأهيل المسرح الروماني في الهواء الطلق المتواجد بالمدينة الأثرية هيبون. وتوقف المسرح عن تقديم العروض منذ فترة كبيرة بسبب الإهمال الذي طاله قبل سنوات لكن الحياة بدأت تدب من حوله من خلال عملية تنظيف و تهيئة واسعة حاليا تحسبا لاحتضانه أول تظاهرة ثقافية طلابية يوم 12 ماي الجاري بمناسبة شهر الثراث العالمي. وأكدت مديرة الخدمات الجامعية لناحية سيدي عمار، قحام ياسة في حديث ل "البلاد"، أن هذه عملية إعادة التأهيل مقسمة إلى مرحلتين مكنت الأولى إلى حد الآن من نزع الحشائش والشوائب وجمع القمامة التي تراكمت في الموقع على مر السنين قصد السماح باستلام الحظيرة الأثرية الخارجية المرشحة لتصبح متحفا في الهواء الطلق بجوار المسرح الروماني الذي سيستضيف عروضا مسرحية وموسيقية يقدمها طلبة جامعيون من مختلف التخصصات وفرقة إنشادية طلابية، إضافة إلى طلبة معهد الفنون الجميلة الذين ستتاح لهم فرصة ثمينة لعرض إبداعاتهم، وذلك ابتداء من الساعة الرابعة والنصف مساء إلى السابعة. وتتمثل المرحلة الثانية في برمجة مكثفة لنشاطات وفعاليات فنية وثقافية بالتنسيق مع مختلف الفعاليات المحلية والجهوية والوطنية للتعريف بالموروث الحضاري لمدينة عنابة. وعلمت "البلاد" أن عدّة هيئات مهتمة بحماية التراث الثقافي القديم عبرت عن انخراطها في هذا المشروع من خلال التحضير لإنجاز غرف للفنانين وفضاءات للضيوف وكذا تهيئة الركح ومدخل هذا المعلم الكبير الذي شهد عن الهندسة المعمارية الرومانية في شمال إفريقيا. ويسعى القائمون على التظاهرة التي ترعاها مديرية الخدمات الجامعية بسيدي عمار أن يرفعوا شعار "عرفانا لبونة"، اعترافا منهم بالدور الذي لعبته ولاية عنابة وجامعتها في استقبال الآلاف من الطلبة من خارج الولاية سنويا، ومدى أهمية أن ينفتحوا على تاريخ وحاضر المدينة التي يدرسون بها. وتجري حاليا أشغال إعادة تهيئة وحملة تطهير وتنقية الموقع الأثري من الحشائش والأعشاب بمشاركة طلبة وعمال الإقامات الجامعية ومساهمة شركات مقاولة تابعة للخواص بإشراف مباشر من مديرية الخدمات الجامعية. وشددت مديرة الخدمات الجامعية لناحية سيدي عمار على أن الهدف الرئيسي للمبادرة يكمن في إخراج الطالب من قوقعة الإقامات الجامعية من خلال زيارة المواقع التراثية والسياحية وتعريف الطلبة الجامعيين بالموقع الأثري هيبون، وتقريبهم من الحياة الثقافية والأدبية بالمدينة، إضافة إلى منحهم فرصة للترفيه والتسلية المفيدة، تفعيلا لدور الجامعة في تنمية مواهب الطلبة وتشجيع إبداعاتهم ومنحهم جانبا من الحياة الجامعية التي تصقل تجاربهم ومعارفهم إلى جانب التعليم الأكاديمي. من ناحية أخرى، استفاد الموقع الأثري لهيبون القديمة من مخطط حماية وصيانة تجري بشأنه الدراسة قصد تحديد أوليات التدخل لحماية الموقع والمحافظة على الآثار المتواجدة به. ويشمل هذا المخطط مرحلة أولى تتضمن إشغال مستعجلة تخص تحديد حدود الموقع وتأمينها وتهيئة مسالك داخلية لتنقل الزوار وتوفير شروط الأمن والإنارة بما يمكن من حماية الاحتياطات الأثرية لمدينة هيبون المصنفة ضمن التراث العالمي المحمي. ويهدف هذا المخطط إلى المحافظة على الموقع الأثري لهيبون الرومانية وصيانته الذي يغطي مساحة ب 28 هكتارا تحتضن آثار المدينة الرومانية بالإضافة إلى كنيسة القديس أوغستين إلى إعادة تأهيل وتثمين الرصيد الثقافي والحضاري لبونة التي تضرب بجذورها في أعماق الحضارات القديمة التي تعاقبت على المنطقة.