من مواليد 1978، درس الهندسة المعمارية لكن السينما والفن اجتذباه، بدأ التمثيل في "المنارة" لبلقاسم حجاج و"دوار النساء" لمحمد شويخ، ثم توجّه للإخراج فأخرج سنة 2006 "خوف خيالي" و "بابل" ثم فيلمه "اسكتوا" الذي شارك به في مهرجان "التاغيت الذهبي" وحاز به على جائزتي الكاميرا الذهبية والتاغيت الذهبي، "المساء" التقته ورصدت آراءه.. - أوّلا ماذا تقول وأنت تحوز على أهم جائزتين في مهرجان التاغيت الذهبي؟ * هذه أوّل جائزة أحصل عليها وأنا سعيد جدّا، سعيد بهذا المهرجان الذي أعطانا حافزا قويا من أجل العمل، ها نحن قد أثبتنا قدراتنا ونرجو المزيد من الدعم والاهتمام من أجل الرقي بالسينما الجزائرية..لم أكن أتوقّع هذا النجاح، لكنّني أعتقد أنّه ثمرة جهد طويل وأهديه خاصة لعائلة صديقي سمير مسعودي. - الكثير من المختصين في السينما يتّهمون جيل الشباب من المخرجين باستسهال مهنة الإخراج والقفز على مختلف المراحل الضرورية لاكتمال تكوينهم وتنمية قدراتهم، ما رأيك ؟ * أعتقد أنّه لابدّ على أيّ مخرج مبتدئ أن يقوم بدراسات وتكوين وتربّصات والاحتكاك بأصحاب المهنة والاندماج معهم والعمل كمساعد مخرج من أجل اكتساب خبرة، وكانت لي الفرصة من خلال مشاركتي مع العديد من المخرجين كممثل في عدد من الأفلام ك "المنارة" و"دوار النساء"، وهذا سمح لي باكتساب خبرة، إلى جانب مشاركتي كمساعد مخرج في عدد من الومضات الإشهارية ومع المخرج محمد سويداني في فيلمه المطوّل الذي صوّرناه هنا في تاغيت حيث اشتغلت كمساعد مخرج ثان. ليس هناك تعويذة سحرية في العمل السينمائي لابدّ على كلّ من أراد أن يلج عالم الإخراج أن يقوم بتربّصات، أن يشاهد الكثير من الأفلام ويسافر كثيرا وأن يقرأ أكثر. ليس من السهل أن تجد الفرصة لتشتغل كمساعد مخرج، لكن إذا كان لديك كاميرا إصنع صورا وقدّم شيئا، لأنّ ذلك سيجعل الآخر يكوّن فكرة عن عملك ويثق بك ثم يستدعيك كمساعد مخرج أوّل أو ثان فليس هناك قاعدة عامة في العمل السينمائي وإن وجدت فتكون حتما التكوين في معاهد مختصة. - لكن العديد من الشباب المخرجين يتعاملون مع مهنة الإخراج كموضة أو طريق للوصول إلى الشهرة بغض النظر عن قدراتهم واستعداداتهم لذلك؟ * حتى وإن كان هناك من يتّخذ هذه المهنة للتباهي أو سعيا وراء الشهرة فهذا ليس مهما. ليس مهما كيف بدأنا ولماذا بدأنا وما هي دوافعنا من وراء ذلك؟ المهم هو ما يقدّمه للسينما وما ننجزه من أعمال، هناك مخرجون جاؤوا للمهنة لا أقول بالصدفة ولكن بطريقتهم الخاصة، ربما حضروا يوما عملية تصوير فيلم في حيّهم فاستهواهم العمل وأرادوا أن يعرفوا عنه أكثر فأصبحوا ممثلين ومخرجين مهمين. ورغم ذلك لابدّ من الحذر خاصة مع وجود تقنيات حديثة سهّلت عملية إنجاز الأفلام، لكن هذا لا يعني أيضا أنّ إنجاز فيلم هو بنفس السهولة التي يظهر بها، فجمع 60 شخصا في بلاطو تصوير ثم جمع مئات المتفرّجين من أجل مشاهدة العمل ليس بالأمر السهل أبدا، فأنا أعتبر هذه مسؤولية وليست مجرد لعبة من أجل التباهي، كما أنّ السينما تعرف جيّدا ما تريد فإذا دخلناها من هذا الباب فإقامتنا فيها لن تطول. - حضرت الطبعة الأولى للتاغيت الذهبي والآن الطبعة الثانية، ما رأيك؟ * الطبعة الأولى كانت وطنية وهذه اكتست الطابع الدولي وأتمنى أن تكون الثالثة أحسن، وهذا يعني أنّها تتطور، وبما أنّ السينما الجزائرية بحاجة لمهرجان خاص بالأفلام القصيرة فهناك تعطش كبير لمثل هذه التظاهرات. - وماذا عن مستوى الأفلام الجزائرية المشاركة في الطبعة الثانية للمهرجان؟ * أنا اعتقد أنّ المستوى كان إيجابيا جدا، فمن السهل على أيّ كان أن يشاهد مباراة في كرة القدم ويقول أنّ اللاعبين لا يجيدون اللعب، لكن من الصعب عليه أن يكون مكانهم، بمعنى أنّ إصدار الأحكام شيء سهل وكذلك القول أنّ هذا الفيلم ضعيف أو متوسط، لكن هذا المتوسط بالنسبة لي هو ثروة، لأنّه موجود في وقت غابت فيه معاهد التكوين والمؤسسات والجمعيات مازالت في مرحلة النشأة. المعروف أنّ السينما تحتاج إلى مجموعة شروط مجتمعة حتى تستطيع السير وأنا متفائل جدّا لأنّ هناك قاعات بدأت تفتح وقانون يحضّر له ومؤسسة بدأت تنظّم القطاع تشرف عليه، هذا مهم جدا، وأعتبر نفسي محظوظا لأنّني موجود في هذه الفترة حيث كلّ شيء مازال في مرحلة البناء والتشييد وهذا يجعلنا نشعر بمسؤولية أكبر. مبعوث المساء إلى تاغيت : شفيقة جوباني