وقّع مجمعا سوناطراك وأسميدال-منال والمجمعات الصينية المسيرة من طرف شركة «سيتيك» على اتفاق شراكة لإنجاز مشروع مندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات والغاز الطبيعي لمناجم منطقة بلاد الحدبة بتبسة، وذلك خلال حفل أشرف عليه الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي وصف المشروع بالكبير، كونه سيسمح بإعادة بعث الاقتصاد عبر كامل منطقة شرق البلاد، فضلا عن كونه «أكبر وأهم مشروع صناعي تطلقه الجزائر منذ ما يقارب العشرية». ووقّع على الاتفاق الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، والرئيس المدير العام لشركة «سيتيك شان كسياويجيا» بمديرية تحويل الغاز بمنطقة عقلة أحمد على بعد 22 كلم عن بئر العاتر جنوب عاصمة الولاية. وفي كلمته أشار الوزير الأول، إلى أنه يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في مراسم التوقيع على الاتفاق، مضيفا أن المشروع الذي يشكل قفزة نوعية في العلاقات الجزائرية الصينية يشمل 4 ولايات بشرق البلاد. كما تحدث الوزير الأول، عن ورشات هذا المشروع التي تشمل على وجه الخصوص عمليات التهيئة وإنجاز ازدواجية خط السكة الحديدية وكهربتها، مؤكدا أنه بدخول هذا المشروع الضخم حيز الاستغلال سيرتفع إنتاج الجزائر من الفوسفات الذي يقارب حاليا 1 مليون سنويا إلى 10 ملايين طن سنويا. وإذ أوضح بأن الجزائر هي البلد الثالث على المستوى العالمي في مجال احتياطي الفوسفات أكد أويحيى، بأنه «سيتم تسخير جميع الإمكانيات من أجل تجسيد مشروع تحويل الفوسفات». 2 مليار دولار عائدات من العملة الصعبة خارج المحروقات وفي معرض حديثه عن مزايا المشروع على الاقتصاد الوطني أوضح السيد أويحيى، أن دخوله حيز الاستغلال بحلول 2022، سيضمن عائدات من العملة الصعبة «تقارب 2 مليار دولار خارج المحروقات». كما ذكر بأن «الحوكمة الجيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مكنت الجزائر من تسيير ظرف اقتصادي صعب وضمان الاستمرارية ورفع التحدي من أجل بلوغ مرحلة تبشر بمستقبل واعد للبلاد». من جهته أكد الرئيس المدير العام للشركة الصينية «سيتيك السيد شان كسياويجيا، أن تجسيد المشروع يعكس «رغبة السلطات الصينية في مرافقة التنمية بإفريقيا وبالجزائر على وجه الخصوص». وبعد أن نوّه بالتوقيع على الاتفاق الذي توج بعقد سلسلة من اللقاءات بين ممثلي البلدين والمجمعين الصناعيين، أكد بأن «هذه النتيجة المحققة مشجعة وأن انعكاسات المشروع ستعزز العلاقات الجزائرية الصينية». ويعد هذا المشروع المندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات والغاز الطبيعي الذي يمتلك الطرف الجزائري فيه 51 بالمائة مقابل 49 بالمائة بالنسبة للطرف الصيني، مقسما بين منجم بلاد الحدبة بتبسة على 2045 هكتارا وأرضية وادي الكبريت بسوق أهراس المتربعة على 1484 هكتارا وأرضية حجار السود بسكيكدة على 149 هكتارا وميناء عنابة على 42 هكتارا حسب البطاقة التقنية لهذا المشروع. وسيسمح مركّب الفوسفات الذي سخر له مبلغ استثمار يقدر ب6 ملايير دولار باستحداث 3 آلاف منصب شغل مباشر، في حين أن ورشات الإنجاز الخاصة به عبر الولايات الأربع المذكورة آنفا، ستضمن 14 ألف منصب شغل حسب وثيقة المشروع. وحضر مراسم التوقيع علاوة على السلطات المحلية المدنية والعسكرية للولايات المعنية بهذا المشروع وزراء كل من الداخلية والجماعات المحلية التهيئة العمرانية نور الدين بدوي، و الطاقة مصطفى قيطوني، والصناعة والمناجم يوسف يوسفي. للإشارة شرع في التجسيد الميداني للمشروع المندمج لاستخراج وتحويل فوسفات منجم بلاد الحدبة ببلدية بئر العاتر، قبل التوقيع على اتفاق الشراكة بين الشركات الجزائرية والصينية. واستنادا لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبئر العاتر محمد زرقي، فقد تم من أجل تحقيق المنفعة العامة نزع ملكية 139 عائلة بمنطقة بلاد الحدبة شهر أكتوبر المنصرم، مضيفا في هذا السياق بأنه تم منح ما مجموعه 250 إعانة مالية للسكن الريفي للمعنيين، مع التحضير لإنجاز السكنات «على شكل تجمعات حضرية مزودة بجميع وسائل الراحة اللازمة». ومنذ شهر أكتوبر المنصرم، أعيد إسكان 12 عائلة من مجموع العائلات المعنية بإجراء نزع الملكية والتي كانت تقطن في سكنات هشة حيث تم تهديم سكناتهم، في حين تتواصل عملية تحرير منطقة بلاد الحدبة في أحسن الظروف. كما أوضح المنتخب ذاته بأن شركة مناجم الفوسفات «سوميفوس» بتبسة، وهي شركة فرعية لشركة «فيرفوس» خصصت 92 مليون دينار لتعويض هذه العائلات. ويشكل هذا المشروع الضخم بالنسبة لسكان هذه البلدية الحدودية «مشروع كل الآمال»، كونه لا يضمن مناصب عمل فحسب، بل ستكون له أيضا خاصية إنعاش التنمية المحلية للمنطقة كلها.