مرت سنة كاملة من العمر و هاهي تلفظ أنفاسها الأخيرة على خط الزمن لتترك مكانها لميلاد سنة جديدة حبلى بالأمنيات والآمال، يستقبلها البشر على وجه البسيطة بابتسامة عريضة واحتفالات فاصلة بين الميلاد والرحيل، خصوصا أن الكثير من الناس يتفاءلون بالسنة الجديدة التي يرون ويكادوا يجزموا أنها بوابة تحقيق الأمنيات، وفرصة لتخطي العقبات. فماذا ينتظر الجزائري من العام الجديد ؟ وما هي أمنياته فيه؟ وكيف كانت السنة الفارطة ؟أسئلة طرحناها على المواطنين من كل المستويات الثقافية والاجتماعية وكانت الردود متنوعة إلا أنها اجتمعت عند نقطة التفاؤل والابتسامة التي تحدد معاني الإقبال على سنة جديدة بكوكبة من الأمنيات والعزم على تعدي العقبات... واجتمعت الأماني في الحصول على عمل ، سكن، الحب وشريك العمر المناسب وأمور أخرى تابعوها معنا. مرت سنة حاملة الكثير من المسرات والمآسي ،الأفراح والأحزان ونحن بصدد استقبال سنة جديدة فتية، استطاع قدومها أن يحتل حيزا هاما من اهتمامات الشباب والكهول والرجال والنساء وحتى الأطفال، فميلاد سنة جديدة يقتضي التخطيط لها والتماشي معها لخدمة الفرد وصالحه، تقول لامية 30 سنة ماجستير محاسبة" إننا نودع عاماً كاملاً عشناه بحلوه ومره فالحياة لا تخفي المفاجآت السارة فقط ونستقبل عاماً جديدا أنا شخصيا أتمناه أن يكون عام خير وجد وكد فقد أتممت دراستي وارى أن دخولي عالم الشغل سيكون مع مطلع السنة الجديدة التي أراها فاتحة خير علي وربما ستكون سنة 2009 هي الدرج الأول لصعودي عالم المال والأعمال خصوصا انني اطمح لتأسيس شركة خاصة وهي طريقتي لشكر والداي على اهتمامهما المتواصل بي وحرصهما الدائم على تدريسي وبلوغي مستويات علمية راقية، كما أتمنى أن تكون سنة حب وسلام وان ينعم الوطن العربي بالطمأنينة والأمان فهما عنصران أساسيان لاستمرار الحياة". أما السيدة حفيظة 54سنة أم لأربعة أبناء مرشدة، فترى أن رحيل سنة من العمر يقتضي التفكير الجدي فيما مضى وفات والتخطيط الجيد لما هو قادم تقول " لقد تعودنا على غياب سنة واستقبال أخرى ،طبعا كل سنة لها خصوصياتها فهناك سنوات تأتي حاملة المسرات وأخرى تشهد رحيل الأعزاء ، أنا شخصيا تعودت في نهاية كل سنة على التحليل والمناقشة وهو الأمر الذي تعلمه أبنائي .. حيث نقف مع ذاتنا ونراجع ضمائرنا لنحاسب أنفسنا و نراقب سلوكنا و تصرفاتنا مع الآخرين ... يجب أن نطرح الكثير من الأسئلة على ذاتنا وان نجيب عنها بصراحة ومنها هل كنا سبباً في تعاسة البعض أم كنا سبباً في سعادتهم؟ ومساعدتهم ما الذي أنجزناه في العام الماضي و ماذا حققنا من آمال وطموحات حلمنا بها؟ وإذا لم تتحقق نبحث عن الأسباب ونراجعها بعقل سليم .. أنا شخصيا قد حققت الكثير من المكاسب الأسرية في السنة الماضية فقد زوجت ابنتاي وهما سعيدتان في بيت الزوجية إحداهما ستستقبل مولودها خلال الأشهر القليلة القادمة والأخرى أرجأت الأمر كونها تستعد لشهادة الليسانس في هذه السنة وقد لقيت المساعدة من شريك حياتها وهذا الأمر يسعدني كثيرا فزواجها لم يكن عقبة في مشوارها الجامعي وهذا أمر يفرح كثيرا، أمنياتي للعام الجديد هو أن يشفى زوجي من مرض عضال أصابه مند سنة وان يسترجع صحته لأنه يتعذب بصمت ... حقيقة هو شجاع ومكافح لكن المرض جعله عصبيا جدا وهو الأمر الذي يؤثر على أجواء البيت، كما أتمنى أن يحصل ابني على عمل ، فقد تجاوز عتبة الثلاثين ولم يستقر مهنيا بعد". من جهتها فايزة أمل ممثلة ومطربة، أم لثلاثة أطفال تتمنى أن تكون السنة الجديدة فال خير عليها وان ترحل من البيت القصديري الذي تسكنه رفقة أبنائها وان يصبح لديها باب من خشب يستدير مفتاحه تقول" أمنياتي وطموحاتي للعام الجديد كلها تجتمع في الحصول على بيت دافئ اجتمع تحت سقفه مع أبنائي ،فقد تعبت من الإقامة هناك، إلا انني متفائلة جدا بالعام الجديد واشعر انه سيكون فاتحة خير علي، كما أن سنة 2009 تحمل الكثير ممن المفاجآت حيث سأطير إلى سوريا لتصوير المشاهد الخاصة بي في مسلسل هند بنت عتبة، وآنا شخصيا أراهن كثيرا على هذا المسلسل الذي سأظهر فيه مهارات تمثيلية كامنة لم يحررها المخرجون بعد". ويقول مطرب الشعبي محمد راوي "لقد شهدت السنة الفارطة ميلاد ألبومي الجديد " الجزائر الغالية" الذي لقي نجاحا كبيرا، وأتمنى أن تكون السنة الجديدة استمرار لنجاحي على كل الأصعدة الحياتية سواء الشخصية آو المهنية، وبهذه المناسبة السعيدة أتمنى دوام الصحة والعافية للجميع، وان تكون السنة الجديدة مفتاحا للنجاحات وتحقيق الأمنيات". على العكس بدت راضية 24 سنة- حلاقة- متشائمة نسبيا بسبب خروجها من علاقة عاطفية فاشلة بمعنويات محبطة جدا إذ تقول " لقد مرت السنة الماضية علي عاصفة حاملة الكثير من الأحزان والدموع بسبب انفصالي عن خطيبي ، وما ضاعف همي وحزني وأسفي هو إقدامه على خطبة صديقتي المفضلة التي كانت بمثابة الأخت بالنسبة لي، لقد عانيت من هذا التصرف القدر الذي أدخلني متاهات الحزن والضياع .." لقد أصبحت أتناول المهدئات بعد تعرضي لانهيار عصبي... كل ما أتمناه في السنة الجديدة هو أن أكون قادرة على النسيان وان يلتئم جرحي الغائر في الأعماق فالخيانة من جهتين أمر صعب جدا... " أما إيمان 20 سنة والتي لا تفارق الابتسامة محياها رغم مسحة الحزن التي تكتسي وجهها تقول " لقد مررت بسنة عصيبة جدا فقد اضطررت للعقد والطلاق في نفس السنة رغم انني لم ادخل لبيت الرجل الذي اختاره أهلي ظننا منهم انه الرجل المناسب الذي سيغدق علي بالأموال والهدايا خصوصا انه مغترب... لقد عانيت الأمرين بعدما فصلوني على من أحب وأبعدونا بفعل العقد الذي ألزمني أن أكون لذلك المغترب الذي لم اشعر يوما بالحب تجاهه، دافعت عن حريتي وها أنا اليوم مطلقة غير مدخول بها... ضاع الرجل الذي أحبه بعدما تعرض لمختلف أنواع الاهانة من عائلتي ، كل ما أتمناه في العام الجديد هو أن أجد الرجل الذي يحبني ويحترمني لأعيش في أجواء من الود والحب والصفاء". أما منير 35 سنة فكل أمنياته هو الحصول على عمل قار وسكن اجتماعي للزواج في السنة الجديدة يقول " لقد مرت سنتين على خطبتي لفتاة أحلامي وهي في انتظار اليوم الذي نجتمع فيه سويا تحت سقف بيت واحد، إلا أن ظروفي الاجتماعية والمهنية تحول دون ذلك ... أتمنى أن احصل على عمل قار في 2009 وأتزوج فتاة أحلامي" .