تحتضن الجزائر ابتداء من العشرين مارس الجاري تظاهرة "بانوراما السينما الجزائرية" التي ستشهد عرض الأغلبية الكبرى من الأفلام المنتجة في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية والبالغ عددها 75 عملا سينمائيا ما بين طويل، تلفزيوني ووثائقي· ويأتي تنظيم البانوراما هذا بعد سلسلة من التأجيلات بدأت منذ أواخر ديسمبر الماضي الذي كان من المفترض أن تختتم الفعاليات السينمائية المرافقة لتظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، ليجري الحديث بعد ذلك عن أواخر يناير فأواخر فبراير، لتستقر دائرة السينما على تاريخ 20 مارس، وعن أسباب هذه التأجيلات أشار السيد عبد الكريم آيت اومزيان إلى أنّ التأجيل سببه انتظار تسلّم جميع الأعمال السينمائية، وقال ل"المساء": "أردنا "بانوراما" بأغلبية الأفلام المنجزة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، كما نحضّر لكتالوج خاص بالسينما"، لكن للأسف -يضيف مدير المركز الوطني للسينما-لم يلعب المنتجون دورهم كاملا بعدم استجابتهم السريعة مع المعلومات التي طلبتها دائرة السينما بتنسيقية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"· وأوضح آيت أومزيان أنّ البانوراما أجّل أيضا بسبب كثافة الاتصالات التي أجرتها الدائرة مع سينمائيين عالميين معروفين لتشكيل لجنة تحكيم تشرف على انتقاء الأعمال الأكثر تميّزا من بين الأعمال المنجزة والمدعّمة من طرف تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وعن الدعم أشار المتحدّث أنّ هناك23 فيلما طويلا، وكلّ فيلم تلقى دعما ب 20 مليون دج بين دائرة السينما وصندوق دعم الإنتاج السمعي البصري والسينما، وتلقّت الأفلام التلفزيونية ما بين 6 و7 ملايين دج، فيما دعّمت الوثائقية بمبلغ من 4 و5،1 مليون دج، وقال في هذا الصدد "أظنّ أنّ الدعم المقدّم كان كافيا للغاية، كما زرنا 48 ولاية من خلال الحافلات السينمائية المتنقّلة، ورافقنا مختلف المهرجانات السينمائية المقامة عبر الوطن كالمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، ومهرجان الفيلم الأمازيغي، وكذا مهرجان الفيلم القصير ببشار"· وعن سؤال حول الأفلام التي لم تحترم آجال الإنتاج، أكّد آيت أومزيان بأنّ الدائرة تسلّمت جلّ الأعمال المدعّمة، مشيرا إلى إلغاء العقد مع المنتج الأوّل لفيلم "الساحة" وأوضح بالقول: "لم نرد حرمان الشباب من هذه الكوميديا الموسيقية، فبحثنا عن منتج جديد هو بشير درايس، لدينا أيضا "رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول و"أرخبيل الرمل" للغوتي بن ددّوش وكذا "مسخرة" لالياس سالم، و"أسروف" لأمين قيس حديقيوي التي ستسلّم قبل البانوراما"، فيما سيتمّ عرض الكوميديا الغنائية "الساحة" لدحمان أوزيد -الذي لم ينطلق بعد تصوير مشاهده لكنّه في مرحلة التحضير- بمناسبة عيد الشباب شهر جويلية المقبل، وذلك بعد حلّ جميع المشاكل حيث تدخّلت دائرة السينما لإيجاد منتج يتكفّل بالعمل· وقدّم رئيس دائرة السينما أسبابا يرى أنّها موضوعية لتأخّر تسليم الأفلام، حيث استطرد بالتأكيد على أنّ الفيلمان الأوّلان "رحلة إلى الجزائر" و"أرخبيل الرمل" هما لمنتج واحد تكفّل بإنتاج عدد معتبر من الأعمال السينمائية هي "موريتوري"، "10 ملايين سنتيم" و"أرواح المنفى" هو بشير درايس، إذ أنّ المخرج الغوتي بن ددّوش وإن كانت له شركة إنتاج إلاّ أنّه لم يستطع انجاز الفيلم فاستنجدنا بدرايس أيضا، رغبة منّا في أن يقدّم الفيلم للجمهور··التأخّر عندما يسمح بتقديم أعمال جيّدة نستطيع التغاضي عنه لأنّه سيقدّم لنا الجودة على حساب الوقت، أمّا "مسخرة" و"أسروف" فسيكونان حاضرين في "بانوراما" إلى جان فيلم "حسني" التلفزيوني وعدد من الأفلام الوثائقية، ليصل العدد إلى 75 فيلما، وأظنّ أنّ هذا شيء كبير ولم يسبق أن حقّقنا هذا العدد"· وأشار آيت أومزيان في المقابل إلى أنّ لجنة للقراءة والمصادقة قرأت ما يفوق 180 مشروع فيلم وصادقت على 80 فيلما، وانتهجنا مبدأ المتابعة الميدانية لكلّ مراحل انجاز كلّ فيلم، موضّحا بأنّ وزارة الثقافة قامت بدورها على أكمل وجه لأنّها دعّمت الأفلام بنسبة كبيرة وآخر دعم قد يصل إلى 80 بالمائة في كلّ فيلم، وهناك بعض الأفلام دعّمت بنسبة 100 بالمائة من قبل صندوق دعم الأعمال السمعية البصرية والسينمائية "فداتيك" وكذا من قبل دائرة السينما بتنسيقية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، إضافة إلى تدعيم العمل بالعتاد السينمائي الخاص بالمركز الوطني للسينما··، وقال: "2007 كانت مدرسة بحقّ لأنّها مكّنتنا من الاقتراب أكثر من المنتجين والمخرجين، أعطيناهم عام 2007 الفرصة للظهور لتأتي بعد ذلك غربلتهم"· عام 2008 سيكون العمل فيه بطريقة مختلفة، -حسب آيت أومزيان- وذلك بعد استخلاص الدروس من تجربة 2007، وقال : "سنأخذ الجانب الايجابي ونبحث عن الجودة والمستوى الرفيع··صحيح هناك أعمال سينمائية تباينت مستوياتها ونحن نتعلّم دائما، وحقيقة ظهرت العديد من المواهب وقدّمت أعمالا بجودة عالية··أتحدى أيّا كان أن يقول بأنّ وزارة الثقافة بكلّ مديرياتها والمؤسّسات الثقافية التابعة لها وكذا دائرة السينما لم تقدّم الدعم والمساعدة اللازمتين لم نغلق الأبواب يوما··"· وتوقّف المتحدّث عند آفاق 2008 السينمائية، وأكّد أنّ الشيء الجيّد هو أنّ الميزانية تمّ تجديدها لعام2008، لكن بإمكانيات مغايرة، والمجال الآن مفسوح للنوعية، وكشف بأنّ المركز الوطني للسينما سيباشر اتصالات مع بمختلف الجمعيات السينمائية لتنظيم القطاع ووضع بطاقات مهنية لأصحاب الاختصاص لتحسين ظروف العمل ومضامين المنتوجات السينمائية·