أكد والي تبسة السيد مولاتي عطالله في تصريح صحفي، أوّل أمس، أنّ قطاع الفلاحة بالولاية يستفيد من الحصص الكاملة من لقاحات الماشية ضد مختلف الأمراض، بما فيها داء الحمى المالطية وطاعون المجترات الصغيرة، مضيفا في السياق أنّ تبسة تتطلع للحصول على 400 ألف جرعة ضد طاعون المجترات الصغيرة، في حين تحصلت على حصة أولى منها وتجرى حاليا الاتصالات بالوزارة المعنية لاستكمال بقية الجرعات وبالتالي سوف "يتم التحكم في هذا الداء المميت والقضاء عليه". في هذا الشأن، عقد مدير المصالح الفلاحية السيد مخلوف حرمي ندوة صحفية، أوّل أمس، تضمنت شروحا وافية عن انطلاق الحملة الولائية المتعلقة بجرعات اللقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة، حيث أعلن عن إحصاء نفوق أزيد من 2500 رأس من الماشية، موضّحا أنّ مصالحه قامت بتجنيد أكثر من 70 طبيبا بيطريا خاصا وبياطرة من القطاع العمومي، لتغطية كافة مناطق الولاية، كما تمّ تشكيل لجنة ولائية مهمتها متابعة مجريات عملية تلقيح رؤوس الماشية. وانطلقت حملة مكثّفة لتلقيح المواشي ضد طاعون المجترات الصغيرة، حسب نفس المصالح، بعد وصول حصة أولية تضم 250 ألف جرعة لقاح موجّهة في مرحلتها الأولى للمناطق التي تضم أعدادا كبيرة من رؤوس الماشية، في انتظار تعميمها لاحقا على كامل بلديات الولاية. وستمتد هذه الحملة إلى غاية ماي المقبل، ويكمن الهدف الأساسي لها في المحافظة على الصحة الحيوانية ومنع انتشار الداء والحدّ من نفوق رؤوس الماشية الذي يعدّ بمثابة كارثة حقيقية في أوساط الموالين خاصة بالنسبة لولاية تبسة التي تعد رعوية فلاحية بالدرجة الأولى. نفس المصادر أكّدت إحصاء منذ أكتوبر إلى غاية الآن، 100 بؤرة متفرّقة عبر بلديات الولاية، مع تسجيل نفوق 2500 رأس من الماشية، 85 % منها لا يتعدى عمرها 3 أشهر. ولضمان سير الحملة وتلقيح المواشي في ظروف حسنة، قرر الوالي تمديد غلق أسواق الماشية ومنع تنقّل الحيوانات من دون شهادة صحية ومراقبة حركة تنقلها نحو المذابح، مع العلم أنّ هذه الحملة سبقتها حملة أولى تمّ خلالها تلقيح المواشي ضد مرض الحمى القلاعية، وتوفير أزيد من 200 ألف جرعة من اللقاح ضد الحمى القلاعية وتم فيها إحصاء أزيد من 150 بؤرة للوباء، حسب نفس المصالح. مدير المصالح الفلاحية مخلوف حرمي أكّد أنّ مصالحه شرعت في عملية إحصاء الفلاحين المتضررين من نفوق الماشية التي أصيبت بدائي الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة، قبل عملية التعويض، بإشراف أطباء بياطرة قاموا بمعاينة قطعان المواشي وإعداد محاضر المعاينة التي تضمّ عدد رؤوس الماشية المتضررة والميتة لدى كلّ موال ليتم تعويضه، مشيرا إلى أنّ هذه التعليمات صادرة عن الوزارة الوصية. وتنفيذا لها، قامت مصالح الفلاحة بتعيين أطباء بياطرة يتنقلون للموالين الذين أعلنوا عن تضررهم من دائي الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة، ومن ثمة معاينة المواشي وتحرير محضر يضم عدد الرؤوس المتضرّرة حسب العمر وعدد الرؤوس النافقة، وبالتالي حصر عدد الموالين المتضررين ليتم تعويضهم ماديا عن طريق البنك، وقد سارت العملية حسب المصادر بطريقة جيدة. للإشارة، تعتبر ولاية تبسة رعوية فلاحية بالنظر لما تتوفّر عليه من ثروة حيوانية هامة قدّرت بحوالي 1.5 مليون رأس من الماشية وتعرف بجودة خرافها خاصة خروف الدرمون المصنف وطنيا وعالميا، ما يتطلّب تظافر الجهود للقضاء على الداء والسعي بكلّ الوسائل لحماية هذه الثروة من الهلاك.