كشف الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، محمد عرقاب، أن معدل خسارة الكهرباء الناجم عن رداءة التجهيزات المستخدمة في الشبكات الكهربائية، يبلغ حاليا بالجزائر حوالي 13 بالمائة (12.8 بالمائة)، في حين أن المعدل العالمي يتراوح بين 6 و8 بالمائة. ورغم أن النسبة انخفضت هذه السنة، بعد أن كانت تقدر بين 18 و20 بالمائة، فإن مسؤول سونلغاز أكد أنه سيتم العمل على الوصول إلى المعدل العالمي في غضون 2023، وذلك بالاعتماد على سياسة تشجيع المنتج المحلي الذي يتميز ب«النوعية والتنافسية". واعتبر السيد عرقاب خلال افتتاحه أمس للطبعة الثانية لصالون الكهرباء والطاقات المتجددة، ممثلا لوزير الطاقة مصطفى قيطوني، أن رسالة هذا الأخير إلى المشاركين في الصالون تدعو إلى "إنتاج محلي أكثر ونسبة اندماج أكبر في الصناعات الكهربائية"، موضحا في تصريحات على الهامش، أن المجمع عمل منذ سنوات في إطار مخطط وضع لهذا الغرض، من أجل الاعتماد أكثر فأكثر على الصناعات والكفاءات المحلية في سبيل خفض تكاليف الإنتاج، لكن مع ضمان النوعية. وقال عرقاب في هذا الخصوص "منذ 2011 وضعنا خطة عمل في سونلغاز، والآن نحن نقطف ثمارها". وتمثلت هذه الخطة في بدء إنتاج خطوط التوتر العالي والعالي جدا على المستوى المحلي"، مضيفا بأن "الأمر يتعلق بشبكة تمتد على مسافة 30 ألف كلم وتتضمن 370 محطة عالية التوتر. وحاليا يتم إنتاج 60 بالمائة من هذه الشبكة عن طريق مواد ومعدات وإكسسوارات كهربائية جزائرية الصنع وكذا بيد عاملة محلية بصفة كلية". ويتواصل هذا الطموح، حسب السيد عرقاب، بإنجاز 16 ألف ميغاواط و16 ألف كلم من الشبكات ذات التوتر العالي من هنا إلى 2025، وذلك بقدرات وطنية عمومية وخاصة وبكفاءات جزائرية يمكنها أن تقوم بالتدخل السريع خلال الأزمات، مثلما حصل في الأيام الماضية بسبب سوء الأحوال الجوية. وإذا كانت سونلغاز قد حققت تطورا هاما في الاعتماد على الإنتاج الوطني بمجال توزيع الكهرباء، فإن الأمر لم يتم بعد بالنسبة لإنتاجها. وهو ما ستركز عليه في السنوات المقبلة، وفقا لتصريحات الرئيس المدير العام، الذي قال "الآن في إطار مخططنا الممتد حتى 2023 سنذهب نحو تطوير إنتاج الكهرباء عن طريق إنجاز محطات توليد الكهرباء محليا. اليوم ننجز بعض الأعمال بمواد أولية ويد عاملة جزائرية، وانتقلنا كذلك إلى، سواء التركيب الصناعي، حيث يتم تركيب محطات توليد الكهرباء من طرف يد عاملة جزائرية. لكن يجب بعدها أن ننتقل إلى التصنيع واستعمال المعدات المصنوعة في الجزائر، سواء بالنسبة لمحطات التوليد أو تحويل أو نقل الكهرباء". من جانب آخر، كشف السيد عرقاب عن التوجه أكثر فأكثر نحو استخدام محطات توليد كهرباء بتقنية تدمج بين الإنتاج عن طريق الغاز الطبيعي الذي يمثل حاليا نسبة 98 بالمائة، والإنتاج عبر بخار الماء. وهو ما سيسمح بتوفير 30 بالمائة من الغاز. في هذا الصدد، أكد وجود 5 محطات توليد كهرباء تعمل حاليا بهذه التقنية المزدوجة، فيماسيتم انجاز 6 محطات أخرى في آفاق 2022. وبخصوص مناقصة 150 ميغاواط التي تم إطلاقها، مؤخرا، ذكر عرقاب بعدد الشركات التي قدمت عروضا والذي يتجاوز الستين شركة، مشيرا إلى أن نتائج المناقصة وتوقيع العقود مع الشركات التي سيتم اختيارها لإنجاز هذا المشروع، في إطار أول مناقصة من هذا النوع، سيكون خلال فترة مارس- أفريل المقبلين، فيما ستشرع سونلغاز في تنفيذ هذا البرنامج قبل الصائفة. للإشارة، يشارك في الطبعة الثانية لصالون الكهرباء والطاقات المتجددة، أكثر من 120 شركة متخصصة من الجزائر و7 دول هي ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا والصين والسعودية وتونس. وفي إطار هذه التظاهرة التي تمتد إلى غاية 13 من الشهر الجاري، يتم تنظيم ورشات ومحاضرات لمختصين وخبراء في المجال، حول مواضيع تتعلق خصوصا ب«الطاقات المتجددة في الجزائر"،"العداد الذكي"،الإنارة العمومية الاقتصادية والفعالية الطاقوية في البناء"، إضافة إلى "تحسين فعالية اللوحات الكهروضوئية".