انتقد والي سطيف سير وتيرة البرامج التنموية عبر العديد من بلديات الولاية، بسبب الخلافات الحاصلة داخل المجالس الشعبية البلدية المنتخبة، مما انعكس سلبا على التنمية المحلية بهذه البلديات، مهددا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد جميع "أميار" البلديات التي تشهد تأخرا في تجسيد برامجها التنموية في حال استمرار الأوضاع على حالها، بالإضافة إلى منع البلديات المعنية من برامج جديدة في إطار مخططات البلديات للتنمية. كشفت خرجات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بولاية سطيف ناصر معسكري، إلى بلديات الولاية في إطار جلسات التحكيم الخاصة ببرامج مخططات التنمية للبلديات، كشفت عن الكثير من التردي والإهمال المسجل بالعديد من البلديات بسبب حالات الانسداد والصراعات التي تشهدها المجالس المنتخبة، والتي انعكست سلبا على التنمية المحلية ومصالح المواطنين. وأكد الوالي أنه لن يبقى في موقع المتفرج تجاه ما تشهده البلديات التي تعرف ركودا وتأخرا في تجسيد المشاريع التنموية، مهددا باتخاذ جميع الإجراءات القانونية حتى لو تطلّب الأمر تجميد مهام رئيس البلدية؛ خدمة للمواطنين والتنمية، كما هي الحال ببلدية الدهامشة الواقعة بالجهة الشمالية للولاية، التي أبدى الوالي بشأنها غضبا شديدا، لما تشهده من ركود وجمود جراء شبه الانسداد والخلافات الكبيرة الموجودة بين رئيس البلدية وأعضاء مجلسه، بسبب المآرب الشخصية التي طغت على المصلحة العامة. ووجّه الوالي في لقائه الأخير أمام رؤساء بلديات المنطقة الشمالية في إطار جلسات التحكيم، انتقادات لاذعة لرئيس بلدية الدهامشة، مؤكدا أنه لا يحق له التكلم في تسيير مخططات التنمية والتكفل بالمشاريع وإنجازها في آجالها القانونية، في وقت تعيش البلدية حالة انسداد، حسب التقارير المتواجدة على مكتب الوالي، التي تؤكد أن سبب ما يحدث داخل البلدية من تأخر في تجسيد المشاريع وانسداد بين الأعضاء المنتخبين، هو سياسة رئيس البلدية في تسيير شؤون هذه الأخيرة؛ باتخاذه إجراءات ارتجالية على انفراد بدون العودة إلى أعضاء المجلس ومشاركتهم في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى أمور أخرى لا تخدم الصالح العام، تمخّض عنها انقطاع شعرة معاوية بين "المير" وأعضاء مجلسه. تهديدات الوالي شملت أيضا رئيس بلدية عين الكبيرة، الذي أخذ نصيبه من انتقادات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، الذي أبدى عدم رضاه عن سير وتيرة التنمية بهذه البلدية، خصوصا ببعض المشاريع الهامة التي تشهد بطءا في وتيرة الإنجاز، حيث عبّر الوالي عن استيائه من ذلك، مؤكدا أنه كان يعتقد أن عين الكبيرة من أهم وأكبر بلديات الولاية، تتوفر على إمكانيات وطاقات بشرية هائلة، وأن المشاريع التي استفادت منها البلدية في وقت سابق، لا تتطلب هذه التأخيرات، موجها اللوم إلى رئيس البلدية الذي أنذره شفويا بإمهاله إلى غاية شهر أفريل المقبل، لإتمام المشاريع التي استفادت منها في إطار برنامج السنة الماضية 2018، منها ما لم ينطلق إلى حد الساعة، على غرار مشروع التهيئة وشبكة الصرف الصحي للجزء المتبقي من حي عين الطويلة، الذي خُصص له غلاف مالي يفوق 1.7 مليار سنتيم. وعكس بلديتي الدهامشة وعين الكبيرة اللتين كانتا محل سخط الوالي، فإن سير وتيرة الأشغال بالبرامج التنموية لبلديات أولاد عدوان وبابور وسرج الغول بشكل عادي، جعل الوالي يبدي رضاه وارتياحه، ويمنحهم أغلفة مالية إضافية معتبرة استفادت منها بلدية أولاد عدوان بعمليات إضافية بقيمة 5.2 ملايير سنتيم خُصصت للتهيئة الحضرية وشبكات الصرف الصحي، وإنجاز طريق شعبة بولحية على مسافة 800م، وطريق مشتة الصيودة على مسافة 1.5 كلم. أما بلدية بابور فقد استفادت من 3 مشاريع جديدة، أبرزها تزويد قرية إيعريشن بشبكة ماء الشرب مع خزان مائي سعته 350 متر مكعب والتهيئة الحضرية، بالإضافة إلى تهيئة الطريق الرابط بين الضعفة والقراقرة على مسافة 1.5 كم، والأمر نفسه بالنسبة لبلدية سرج الغول، التي استفادت من 3 عمليات جديدة تتعلق بتزويد قريتي كوكلاس والصراوية بماء الشرب، وتهيئة شبكة الصرف الصحي لقرية السوالمة.