تعد بلدية بابور 60كلم شمال شرق ولاية سطيف من المناطق التي عاشت أحلك السنوات في العشرية السوداء، والتي أثرت بشكل سلبي على استقرار السكان وتنمية المنطقة عموما.ولم تعرف هذه المنطقة عودة إلى الحياة إلا نهاية 2003بعد الضربة الموجعة التي تلقاها الإرهابيون على يد قوات الجيش الوطني الذي أعاد الاستقرار والأمن. وهو الأمر الذي شجع السلطات المحلية والولائية على تسطير برنامج تنموي تسعى من خلاله إلى خلق هجرة عكسية بعد أن شهدت الجهة فرارا واسعا للمواطنين سنوات الإرهاب من بطش الآلة الجهنمية للدمويين. كما استفادت مؤخرا دائرة بابور، الواقعة بأقصى المنطقة الشمالية الشرقية لولاية سطيف، من العديد من المشاريع التنموية رصدت لها السلطات المحلية غلاف مالي يفوق 58مليار سنتيم، حسب ما أفاد به مصدر من ديوان والي الولاية. البرنامج المذكور يدخل في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تحسين المستوى المعيشي لسكان المناطق النائية، لاسيما القرى والمداشر التي عانت طوال العشرية السوداء من ويلات الإرهاب، على غرار منطقة بابور التي شهدت نزوح أكبر نسبة من سكانها نحو المدن المجاورة. ويأتي مشروع إنجاز الطريق الولائي رقم 137وترقيته الى طريق وطني رقم 90 وهو الذي يربط بلديتي بابور والعين الكبيرة بولاية جيجل، من بين أهم النقاط المدرجة ضمن البرنامج، باعتباره عاملا بارزا في إحداث نقلة تنموية هامة، سيسمح بفك العزلة عن منطقة بابور من جهة، وفتح جسر تواصل بين الولايتين من جهة أخرى، هذا المشروع خصص له غلاف مالي قدر ب 24مليار سنتيم. وبهدف ضمان السير الحسن للأشغال الجارية ومتابعة المشاريع التي استفادت منها الدائرة عن قرب، قام الأمين العام للولاية في وقت سابق بزيارة إلى المنطقة وقف فيها على أهم المشاريع الجارية، وكانت المناسبة فرصة لوضع حجر الأساس لمشروع تزويد بلديتي بابور وسرج الغول بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من منبع الماء الأبيض، رصد له غلاف مالي يقارب 28مليار سنتيم، وهو المشروع الذي يضع حدا لمعاناة طال أمدها لقرابة 50ألف ساكن بالبلديتين الذين وتزداد متاعبهم خلال فصل الصيف، حيث تجف مختلف المنابع والآبار التي تعد المصدر الوحيد لسكان بابور. من جهته فإن قطاع التربية أخذ حيزا معتبرا في البرنامج الذي استفادت منه دائرة بابور، حيث تم تخصيص مبلغ 6 ملايير سنتيم لإنجاز إكمالية جديدة ببابور مركز. هذا المشروع الذي لقي ارتياحا كبيرا وسط السكان من شأنه فك الاختناق والاكتظاظ الذي تشهده الأقسام والتقليل من معاناة التلاميذ الذين يجبرون على قطع مسافات طويلة يوميا مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء المعروف بقساوته في هذا المنطقة الجبلية، وساهم بنسبة كبيرة في انقطاع العديد منهم عن الدراسة لاسيما البنات.