* email * facebook * twitter * google+ ينظم مخبر دراسات الفكر الإسلامي في الجزائر، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية (جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس)، ملتقى وطنيا حول: (المنهج العلمي وضوابط العمل في تحقيق المخطوط ونشر التراث)، يومي 24 و25 أفريل المقبل، بقاعة المحاضرات "المرحوم بن عون بن عتو". جاء في ديباجة الملتقى حول المنهج العلمي وضوابط العمل في تحقيق المخطوط ونشر التراث، أنه يشاع في دوائر العامة وأروقة الخاصة، من أن تحقيق المخطوطات ونشر التراث من الأمور التي يسهل قطف ثمارها، وجني محصولها بين ظهر وعصر، غير أن العامة قد تلتمس لهم المغفرة في بعض ما ذهبوا إليه من شطط القول والحقيقة التي لا شك فيها، من أن تحقيق المخطوطات من الأمور الصعبة التي تحتاج من المحقق الكثير من الجهد، والممارسة والحذق والصبر، فضلا عن المنهج العلمي الذي يجب أن يكون متسلحا به. لقد اعتنى المتقدمون من العرب والمسلمين بالتحقيق، وعرفوا بالضبط والتدقيق وعنايتهم بالقرآن الكريم وقراءته وبالحديث الشريف وأسانيده ورواته، جعلتهم يحملون أنفسهم بالصعب من المسالك، خدمة لهم. جاء في الديباجة أيضا، أنه لا ننكر فضل المستشرقين في ترقية المنهج العلمي للتحقيق، إلا أن فضل العرب والمسلمين في ريادة هذا المنهج، ووضع اللبنات الأساسية له، أمر بارز، وباعتراف المستشرقين أنفسهم، فقد ذكر القاضي عياض في كتابه (الإلماع ضوابط تحري الرواية واللفظ). كما أجمع ابن صلاح في مقدمته ما يتوجب فيه الدقة في الرواية، وما يؤخذ بالوجادة، كما أن ابن جماعة والعلموي عالج كل منهما آداب البحث، والباحث وخصصا فصولا وأبوابا من كتابيهما لذلك. كما انبرى الزبيدي الأندلسي لفحص كتاب العين المنسوب لخليل بن أحمد الفراهيدي، وتوصل بعد البحث والتحقيق والتدقيق إلى أن مكان الكتاب هو خرسان، وليس البصرة، كما أن الكتاب متأخرا عن زمن الخليل بنحو ثمانين عاما، وتوصل إلى أن مؤلفه يروي عن الأصمعي، وهو من الجيل الثاني للخليل، وهو ما جعله يغرب الشك باليقين أخيرا من أن كتاب العين ليس للخليل. والأمثلة على سبق العرب والمسلمين أكثر من أن تذكر وتعد، وكل هذا دعما لجزمنا في حكم سبق العرب والمسلمين إلى هذا المنهج. من أجل ذلك، يأتي هذا الملتقى الوطني حول تحقيق المخطوطات، ليميط اللثام عن مناهج التحقيق، ويخرج النصوص التراثية سواء من ناحية المنهج، أو من ناحية ضوابط العمل، وما لها من دور في تعليم وتوجيه العامل في حقل التحقيق، وأهم المدارس المتعددة التي عينت بتحقيق التراث المخطوط، ما تلعبه عملية التحقيق بالارتقاء وتطور البحث العلمي. أما عن محاور الملتقى فهي؛ تحقيق المخطوطات، الماهية والنشأة والتطور، أصول وقواعد تحقيق المخطوطات، تحقيق النصوص عند القدامى، تحقيق النصوص عند المحدثين، دور المستشرقين في تحقيق المخطوطات، المكتبات وخزائن المخطوطات ودورها في نشر التراث العربي المخطوط، تجارب شخصية في جمع ودراسة وتحقيق المخطوطات وأهمية تحقيق المخطوطات في تطوير البحث العلمي. في المقابل، يهدف تنظيم هذا الملتقى إلى تبيين طرق التحقيق العلمي والمنهج الكفيل بنشر المخطوط على الوجه الذي أراه مؤلفه، تأصيل التراث العربي للمخطوط الجزائري والإسلامي، التعرف على مختلف التجارب الوطنية والدولية في مجال تحقيق المخطوطات، دفع البحث العلمي نحو المزيد من العناية بمجال تحقيق التراث المخطوط، والتعرف على مكتبات وخزائن المخطوطات في الجزائر وخارج الوطن. تتشكل هيئات الملتقى من الأستاذ الدكتور مكحلي محمد، رئيسا شرفيا للملتقى. الدكتور عمر بن عراج رئيسا للملتقى، الدكتور سليمان وزار رئيس اللجنة العلمية. الدكتور بن حامد عبد القادر، رئيس اللجنة التنظيمية، في المقابل، حدد تاريخ العاشر من أفريل آخر أجل لإرسال المداخلة كاملة.