* email * facebook * twitter * google+ حذّر رئيس المنتدى العالمي للوسطية أبوجرة سلطاني، كلا من السلطة ومن يمثلون الحراك الشعبي من "الانفراد بالقرار" من أجل الحفاظ على المصلحة العليا للبلاد، مقترحا خطة لتجسيد الانتقال الديمقراطي، شملت دعوته رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى التعجيل بتعديل المادة 194 من الدّستور، بشكل يسمح باستحداث لجنة وطنية لتنظيم والإشراف على انتخابات رئاسية، تكون متبوعة بتشكيل حكومة توافق وطني يكون لعنصر الشباب حضورا قويا فيها . ودعا المنتدى عقب مشاورات عقدها مكتبه الموسع أمس، رئيس الجمهورية إلى استكمال المهمة الأخيرة التي عبّر عنها في رسالته للشّعب، بتوفير بيئة ملائمة للانتقال الدّيمقراطي السلس، منبها إلى مخاطر ما وصفه ب«الإرادة المنفردة" سواء من قبل السلطة أو من طرف ممثلي الحراك الشعبي، وهذا تسهيلا لمهمة التغير المنشود والانتقال الديمقراطي، في ظل الحفاظ على المصلحة العليا للبلاد واستقرار المؤسسات وضمان تواصل التنمية الوطنية، حسبما أدلى به السيد سلطاني ل«المساء". واقترح المكتب الموسع للمنتدى العالمي للوسطية، الذي عقده اجتماعا لدراسة التطورات السياسية الحاصلة في البلاد على ضوء الحراك الذي يشهده الشارع للجمعة الرابعة على التوالي من المسيرات الشعبية، بالتعجيل في تعديل المادة 194 من الدستور، لإيجاد مستند دستوري لإنشاء هيئة مستقلّة للإشراف وتنظيم الانتخابات. وقال رئيس المنتدى، أبو جرة سلطاني ل«المساء"، إنه "بدون المرور على تعديل المادة السالفة الذكر، لا يمكن تنظيم الانتخابات الرئاسية، "باعتبار أن الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، حلت وتم تسريح رئيسها عبد الوهاب دربال، مما يقتضي الآن تعديل المادة 194 من الدستور التي تتعلق بالهيئة، ووضع لجنة للتحضير والإشراف على الانتخابات، حيث يعتقد السيد سلطاني أنه خارج هذا التعديل الدستوري المفترض، "ستكون في النهاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية هي من تقوم بمتابعة الانتخابات إن تمت". أما النقطة الثانية التي تلي عملية تنظيم تلك الانتخابات، فينبغي أن تشمل حسب محدثنا "تعيين حكومة توافق وطني تستجيب لأشواق الشعب وتطلعات الشباب، من أجل الترتيب لما بعد نهاية العهدة الرئاسية لتلافي أي فراغ مؤسسي محتمل". إلى جانب هذا، أوصى المنتدى العالمي للوسطية "الجميع بالانخراط في مسعى بناء جزائر جديدة أكثر أمنا واستقرارا وازدهارا"، داعيا الشباب، إلى البحث عن آليات عملية للحوار، تترجم مسيرة الحراك الشعبي، إلى مشاريع عمل تجسد مطالبهم في الميدان. وأكد رئيس المنتدى، أن هذا الأخير يدرك حساسية المرحلة، مشيدا عاليا "بجهود كل من ساهم في التهدئة وفي حماية الوحدة الوطنيّة وفي تلطيف الأجواء، بالتذكير بروح الأخوة بين جميع الجزائريين، لا سيما غلق الباب أمام التّدخّل الخارجي". كما سجل المنتدى العالمي للوسطية، بإعجاب وتقدير وضوح مطالب الحراك الشعبي، مشيرا إلى أن رسائله لم تعد بحاجة إلى إعادة قراءة، تقديرا منه أن "جميع الجزائريين والجزائريات صاروا مقتنعين بأنّ واقعهم بحاجة إلى تغيير عميق وشامل، عن طريق الذّهاب إلى جمهوريّة جديدة". واعتبر المنتدى أن الاختلاف "يكمن في كيفية تجسيد هذا التغيير المنشود وتوقيته وآلياته ورجاله". كما أبدى المنتدى إعجابه برفض الحراك تبني أي لون سياسي أو حزبي، مشيدا بسلميته وبمستوى تحضر منظميه وهدوئه. وحيا في سياق متصل الشعب الجزائري على هبّته التّاريخية واستشعاره روح المسؤولية، مثنيا في الوقت نفسه، على احترافية قوات الأمن وعلى توافق نظرة الجيش الوطني الشعبي مع تطلّعات الشّعب وتفهمه للطموحات المشروعة لشباب هذه الأمة. في الأخير، أعرب المنتدى العالمي للوسطية عن دعمه، لتمسك الشعب الجزائري بالحرية والعدالة، "ونضاله الطويل لاستكمال رسالة نوفمبر، بإقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية، ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلاميّة".