* email * facebook * twitter * google+ يحتضن ميدياتيك "عبان رمضان" إلى غاية نهاية الأسبوع، معرضا جماعيا بعنوان "نساء"، بمشاركة فنانات أبرزن مواهبهن للجمهور، وقدمت كل واحدة منهن عالمها الخاص بلمسة أنثوية تنطق جمالا، ولم يخل المعرض من مواقف سطرتها تلك الفنانات، تبعا إلى نظرتهن للحياة والمجتمع الجزائري بشكل خاص. من يدخل المعرض سرعان ما يدرك أن معروضاته أنجزتها فنانات وأعطتها توقيعا أنثويا بامتياز، ففي مدخل المعرض، تستقبل لوحات الفنانة واغني مروة الجمهور وتعطي له نوعا من الاستئناس، يكتشفه خاصة في لوحة "المرأة بالعجار"، حيث قامت الفنانة برسم وجه سيدة عاصمية، وغطت الرأس قطعة من حايك "المرمة" لوالدتها، وغطت نصف الوجه ب«عجارها" كاملا، وهو الأمر الذي اعتبره الجمهور إبداعا جديدا ومتميزا. توالت بعدها لوحات الفنانة زيواي صورايا، حيث أطلقت العنان لريشتها بالألوان الزيتية، لرسم طبيعة ومعالم الجزائر ابتداء من الريف، وما يحويه من حقول العنب ذي العناقيد الجذابة والزيتون والورود المتفتحة وغيرها، إلى الواجهة البحرية، ثم معالم القصبة وكتدرائية السيدة الإفريقية ومختلف شوارع بلدية الجزائر الوسطى. أما بالنسبة للأسلوب التجريدي، فقد رصعته الفنانة بقطع مزركشة تشبه حيوانات البحر، فيما برزت في أخرى طيور البجع الأسطورية، ولم يغب أيضا الرمز البربري والحلي الفضية والخط العربي المذهب في باقي اللوحات. لوحات أخرى نحاسية للفنانة بوعكاز سولاف ضمت تراثا زاخرا للقصبة المحروسة، حيث الحكايات مركونة في أزقة القصبة وحواريها، والنسوة يتنقلن بلباسهن الأبيض كأنهن حمامات يجلن في مدينتهن بحرية. وضعت على طاولة عرض قريبة، قطع الخزف للديكور أبدعت الفنانة سعدية حضار في تشكيلها، خاصة من جانب اختيار الألوان، كما حضر أيضا الحبر الصيني بكل خطوطه ومعالمه. التقت "المساء" بإحدى الفنانات المشاركات، وهي السيدة زبدة ليامنة أمينة التي قالت إنها شاركت بالكثير من اللوحات بحس أنثوي، ولمسة امرأة لها نظرتها وفلسفتها في الحياة، وفي لوحتها "امرأة" أكدت أنها كانت بمثابة صرخة من امرأة تعاني من العنف (جسدي أو معنوي) المسلط عليها من الرجل، هذا الأخير الذي ربما لا يفهم أن هذا المخلوق، هو شريكه في الحياة والمجتمع وفي الحلو والمر. بالنسبة لنساء إحدى اللوحات، أشارت إلى أنها رسمتهن وهن يتطلعن باتجاه النافذة رمز الحرية، وكأنهن يطلبن حياة أفضل، علما أنهن كن في دار كبيرة بها أعمدة ضخمة، وهو دليل من الفنانة على أنها رمز للقهر والعنف والسجن، بينما أجسادهن كانت صغيرة تراقب الحمام من خارج النافذة، وتحسده على الحرية، وأضافت المتحدثة أنه يجب في عيد 8 مارس، أن تسلط الأضواء أيضا على معاناة المرأة، وليس فقط التغني بالأمور الإيجابية. كما أشارت هذه الفنانة إلى أنها أرادت في بعض لوحاتها، تكريم المرأة المبدعة، خاصة الحرفية الجزائرية التي أثبتت موهبتها واستقلت بإبداعها ونالت العرفان. من جهة أخرى، قدمت هذه الفنانة 7 لوحات بالحبر الصيني، تحمل كل واحدة اسم امرأة من الأسماء الجزائرية القديمة (حواء، نفيسة، غالية، مريم، ليامنة، قمير، زينب) تعبر كلها عن الحنان والهدوء والحكمة والأصالة، فالحرف الأول من الاسم يحور إلى شكل هندسي وفني جميل يعبر عن وضعية ما، منها الجلوس مثلا أو غيره. يبقى المعرض نموذجا للإبداع النسوي بكل تجلياته.