* email * facebook * twitter * linkedin دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيد سعيدة بن حبيلس، أمس، إلى فرض عقوبات على البلديات التي تتمسك بتوزيع قفة رمضان بدل تقديم المساعدات المالية، مثلما نص على ذلك مجلس الوزراء الذي انعقد شهر جويلية الماضي، مطالبة في هذا السياق برفع القيمة المالية المخصصة لهذا الغرض، إلى 10 آلاف دينار بدلا من 6 آلاف دينار، باعتبارها إهانة لا تعكس قيم المجتمع الجزائري. وقالت بن حبيلس في اتصال مع "المساء"، إن العمل التضامني خلال شهر رمضان يسير بشكل طبيعي مثلما هو قائم خلال الأيام العادية، من منطلق أنه غير مرتبط بالسياق الظرفي، وأن مهام عمل الهلال خلال هذا الشهر الفضيل، ترتبط أساسا بتأطير هذا العمل التضامني. وأشارت إلى وجود 250 ألف عائلة مسجلة ضمن العائلات المعوزة، وأنه تم تحديدها من قبل لجنة متكونة من أعيان وممثلي المجتمع المدني وأئمة، مضيفة أن هذه الأخيرة تستفيد من طرود غذائية يتراوح وزنها بين 60 و70 كلغ. وكمثال على ذلك، استشهدت بحصول ألف و200 عائلة بقسنطينة على مبالغ مالية، حيث منح لكل منها مبلغ 6 آلاف دينار، مؤكدة في هذا الصدد على ضرورة التفريق بين تقديم المعونة الغذائية والقيمة المالية، باعتبار أن الأولى من اختصاص الجمعيات الخيرية والمتطوعين من الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين والهلال الأحمر الجزائري، الذي يسعى لأن يكون صدى للعائلات التي تعاني في صمت، في حين أن الثانية من صلاحية الدولة. وبخصوص مدى استجابة الشركاء للعمل التضامني منذ بداية شهر رمضان، قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إن هذه الاستجابة تقدر ب 60 بالمائة، وأن تقديم المعونة الغذائية يختلف حسب خصوصيات كل ولاية، فمثلا إذا كانت منطقة تشتهر بإنتاج الخضر والفواكه فإن التجار والشركاء يتبرعون بهذه المواد، أما إذا كانت الولاية تشتهر بتربية المواشي، فإن المساعدات تتركز على تقديم اللحوم بأنواعها.. وبخصوص انتشار مطاعم الرحمة، أعربت المتحدثة عن رفضها تعميم هذه الفكرة "باعتبارها إهانة للمعوزين"، مشيرة إلى أن اعتماد هذا النوع من المطاعم يجب أن يكون في نطاق ضيق، على غرار ورشات البناء، حيث يشتغل العمال البسطاء والذين ليس لديهم مأوى وكذا المهاجرون. وقالت بن حبيلس إن الهلال الأحمر الجزائري أعطى توجيهات عبر مكاتبه في الولايات لتأطير هذه المطاعم التي تندرج في إطار تقديم الحسنة، على غرار تقديم المواد الغذائية للعائلات من باب حفظ كرامة الإنسان بدون الاصطفاف في طوابير بالبلديات، لأن المعنى المقصود هو "ماهي الطريقة التي يمكن أن نعطي فيها المساعدة وليس ماذا نعطي". وبخصوص المهاجرين جددت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري موقف الجزائر الثابت في احترام كرامة الإنسان، مشيرة إلى أنه لم يتم التخلي عنهم، حيث تم توفير مطاعم بالتعاون مع شركاء مثل المتعامل في هاتف النقال "أوريدو"، الذي زودهم بمطعم في أولاد فايت، إلى جانب مطعم آخر بالرويبة بتأطير من الهلال الأحمر الجزائري. وبخصوص رد فعلها حول تفشي ما يُعرف ب "شهادة الفقر" التي تعتمدها بعض الأطراف والتي سبق لوزارة الداخلية أن تبرأت منها، دعت بن حبيلس إلى متابعة الذين يساومون المواطن بكرامته، واصفة ذلك بالإهانة التي تذكرنا بالفترة الاستعمارية، على غرار "القفة" التي كانت منتشرة آنذاك عندما كان بعض ميسوري الحال يقدمون حسناتهم للفقراء. وجددت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري التأكيد على أن هيئتها تعمل على نشر ثقافة التضامن، حتى تكون مكملة لجهود الدولة، "وتصل إلى حيث لا يصل أحد.. حيث هناك من يتعذبون في صمت". للإشارة، كانت الحكومة تلقت بعد انقضاء رمضان الماضي، تعليمات من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف اللجوء إلى توزيع قفة رمضان، على أن تتم العملية التضامنية من طرف الدولة عن طريق مساعدات مالية، بواسطة صكوك أو عمليات نقدية إلكترونية.