* email * facebook * twitter * linkedin توّج فريق اتحاد الجزائر، بطلا للدوري للموسم 2019/2018، عن جدارة واستحقاق، بعدما عاد بالفوز من خارج الديار، في الجولة الأخيرة التي لعب فيها اللقب إلى غاية الدقائق الأخيرة، أمام فريق شباب قسنطينة، في مباراة لعبت، سهرة أول أمس، على أرضية ملعب "الشهيد حملاوي"، الذي عاش احتفالات بطل الدوري الجزائري، للموسم الثاني على التوالي، وأخفق بطل الموسم الفارط في كبح جماح العاصميين، الذين تنقلوا إلى قسنطينة مرفقين بأنصارهم، وكلهم عزم على تحقيق الفوز، وهو ما كان لهم، ما جعلهم ينفردون بريادة البطولة، دون انتظار نتيجة الملاحق شبيبة القبائل، الذي فاز هو الآخر على فريق البرج، لكن هذا الفوز لم يسمح له بحصد اللقب. عاش ملعب "الشهيد حملاوي" بقسنطينة، أجواء فرحة عارمة، في سهرة رمضانية امتدت إلى غاية الواحدة بعد منتصف الليل، حيث تقاسم زملاء مفتاح، فرحة التتويج بلقب البطولة الثامن في مشوار الفريق، مع أنصارهم مطولا، وكانت الفرحة هستيرية لدى بعض اللاعبين الذين كانوا تحت ضغط كبير، بسبب تسرب الشك إلى النفوس، خاصة بعد التعثر المسجل بملعب "عمر حمادي" أمام مولودية وهران، في الجولة الفارطة، ما جعل الحسم في لقب البطولة يتأخر إلى الجولة الأخيرة. ودخل أشبال المدرب لمين كبير، منذ الوهلة الأولى، في المباراة، بقوّة، باحثين عن تسجيل هدف السبق، ورغم ثقل أرضية الميدان بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت، قبل وأثناء اللقاء، إلاّ أنّ رفقاء كودري، كانوا أكثر تحكّما في الكرة، على عكس أصحاب الأرض. نية الاتحاد في لعب الورقة الهجومية، جسدها المهاجم مزياني، الذي افتتح باب التسجيل للزوار بعد مرور نصف ساعة من اللعب، حيث استفاد من تمريرة على طبق، بأرجل زميله الليبي اللافي، ليسكن الكرة في مرمى الحارس ليمان، ولم تكتمل فرحة لاعبي الاتحاد بالهدف مع أنصارهم، حتى تمكن بلقاسمي من تعديل الكفة، بعد عمل متقن من زميله بلجيلالي، ليعيد المقابلة إلى نقطة الصفر، أمام حيرة أنصار الاتحاد الذين كانت أعينهم بحملاوي وقلوبهم بملعب الفاتح نوفمبر بتيزي وزو. عزيمة أبناء سوسطارة، كانت كبيرة ونيتهم في تحقيق الفوز كانت واضحة، أمام فريق ظهر بمستوى باهت، أدهش أنصاره، الذين تنقلوا إلى ملعب "حملاوي"، حيث تمكن الليبي اللافي من صنع الفارق مجددا، عندما مرّر كرة هدف إلى زميله إيبارا، الذي لم يتوان في زيارة شباك الحارس ليمان لمرة الثانية، وبينما كان أنصار شباب قسنطينة، ينتظرون هدف التعادل، قضى المخضرم مفتاح، على كل أمال المحليين في العودة بالنتيجة، عندما وقّع على الهدف الثالث في الشوط الثاني، برأسية، باغتت الحارس البديل عصماني، الذي عوّض ليمان، بعد خروجه متأثرا بإصابة، وهو الهدف الذي كان غاليا وأهدى للاتحاد لقب الدوري بعد جهد كبير. سرار كان غائبا وعرامة غادر دون استئذان طرح غياب رئيس فريق اتحاد الجزائر، عبد الحكيم سرار، عن لقاء أول أمس، رغم أهميته، عديد التساؤلات، وبرّره البعض بتخوفه من التعثر أمام منافس رفض المساومة على نتيجة اللقاء، في حين كان البعض يرى أن غياب الرجل الأول في إدارة أبناء سوسطارة، كان تجنبا للحساسية الموجودة بينه وبين أنصار شباب قسنطينة، الذين صبّوا جم غضبهم في نهاية اللقاء على لاعبي ناديهم، متهمين إياهم بعدم بذل المجهود اللازم، وعلى المناجير العام لفريقهم طارق عرامة الذي تابع اللقاء من الرواق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، بعدما اتّهموه بالتلاعب في نتيجة اللقاء، خاصة في ظل الإشاعات التي انتشرت قبل بداية المباراة، والتي مفادها أن ثمن رفع الأرجل، وصل إلى 4 ملايير سنتيم، وحاول الإعلاميون، الذين غطوا اللقاء، البحث عن طارق عرامة للاستفسار، لكنه غادر الملعب دون استئذان، ودون أن يترك أثرا، في خطوة تركت الانطباع، أنه هرب وتحاشى الاحتكاك بالإعلاميين، كعادته عندما يسجل الفريق نتائج سلبية. وبعد نهاية اللقاء، قرّر عدد من أنصار النادي العاصمي، الخروج للاحتفال بشوارع قسنطينة، رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها، ليلة أول أمس، حيث قصد أبناء سوسطارة، بعض المعالم الشهيرة بعاصمة الشرق، على غرار الجسر العملاق "أحمد باي"، لإطلاق العنان لأفراحهم، وكسرت أغانيهم، صمت ليل قسنطينة، بعدما صدحت أصواتهم ب«شامبيوني شامبيوني"، قبل أن يشدوا الرحال في مواكب نحو العاصمة عبر الطريق السيّار شرق غرب، لكن المؤسف أن بعض الأنصار، خاصة الشباب منهم والمراهقين، لم يجدوا وسيلة نقل للعودة إلى العاصمة، كون اللقاء انتهى في حدود الساعة منتصف الليل والنصف، وكانوا يحتمون بالأشجار وبعض شرفات البنايات، هروبا من الأمطار الغزيرة، حيث انتظروا إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، لإيجاد وسيلة نقل تقلهم نحو العاصمة. كما عرف اللقاء، إضافة إلى أنصار الفريقين، حضور عشاق الكرة المستديرة من ولايات مجاورة لقسنطينة، على غرار أم البواقي، ميلة وسكيكدة وحتى القل، ليشهدوا تتويج بطل الجزائر بملعب "الشهيد حملاوي" في سهرة رمضانية امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، ويعكس حضور هؤلاء العشاق، مدى سمعة الفريقين. زماموش وشافعي الغائبان البارزان وغاب الحارس الدولي محمد لمين زماموش، عن لقاء أول أمس، بعدما قرر الطاقم الفني تجنب إدراجه في الوفد الذي تنقل إلى قسنطينة، كما غاب المدافع الدولي شافعي، عن هذا اللقاء الذي كان من المفروض أن يكون عرسا للفريق العاصمي، وبرر المدرب كبير، هذين الغيابين، بأمور داخلية وحساسة وقال إن شافعي تم إبعاده بسبب رفضه لعب لقاء بلوزداد، كما أنّ غياب زماموش في صالح المجموعة. على الساخن: ❊ ربيع مفتاح: "هذا التتويج كان مستحقا لفريق اتحاد العاصمة، فمنذ الجولة الثانية ونحن نتصدر الترتيب في البطولة الوطنية، الحمد لله هذا التتويج أفرح أنصارنا الذين تنقلوا معنا إلى قسنطينة أو تابعونا من العاصمة، حقيقة هي فرحة لا توصف ونتمنى تحقيق المزيد من الألقاب". ❊ حمزة كودري: "أشكر اللاعبين الذين أدوا ما عليهم في هذه المقابلة الصعبة التي لعبناها خارج الديار وحقّقنا فيها الفوز، كما أشكر الأنصار الذين آمنوا بقدراتنا إلى غاية الجولة الأخيرة بل إلى غاية الدقائق الأخيرة منها، أظن أن الفضل في هذا التتويج يعود لهم ونتمنى مزيدا من التألق للاتحاد". ❊ مختار بن موسى: "أشكر الأنصار الذين وقفوا معنا في الظروف الصعبة وآمنوا بنا إلى غاية تحقيق اللقب، كما أشكر زملائي على المجهود المبذول طيلة الموسم، من أجل تحقيق هذا التتويج، الذي كان صعبا ولعب إلى غاية الجولة الأخيرة، مررنا حقيقة بفترات جد صعبة، خاصة في مرحلة العودة، لكن بوقفة الأنصار معنا استطعنا تجاوز الصعاب وتحقيق اللقب". ❊ عبد القادر مزياني: "فاجأتنا الأعداد الكبيرة من الأنصار، الذين تنقلوا معنا إلى ملعب الشهيد حملاوي، وأعطتنا دفعا إضافيا، كلّ الشكر للأنصار الذين يستحقون عن جدارة هذا اللقب، بعد تصدر الترتيب منذ الجولات الأولى، أشكر أيضا سكان مدينة قسنطينة، التي استضافتنا وكانت فأل خير علينا، وهي رسالة إلى الذين عملوا كل ما في وسعهم لمنع الاتحاد من التتويج". ❊ عبد الرؤوف بلغيت: "أشكر اللاعبين على المجهودات التي بذلوها وهذا اللقب جاء بفضل العمل الكبير والعرق على أرضية الميدان، وأظن أنّ أيّ فريق كان في البطولة، لا يستطيع أن يحرمنا من هذا التتويج الذي تعبنا عليه كثيرا، هذا اللقاء وهذه الفرحة، لن أنساهما طوال حياتي، لقد آمنا بقدراتنا منذ انطلاق البطولة وكان ثمرة ذلك الفوز باللقب". تصريحات لمين كبير، مدرب اتحاد العاصمة: الجميع ساهم في هذا التتويج والشكر الكبير للأنصار أرجع مدرب اتحاد العاصمة، لمين كبير هذا التتويج إلى الروح الجماعية التي كانت داخل الفريق، من إداريين، إلى فنيين ولاعبين، وقال عقب نهاية اللقاء وتتويج فريقه بدرع البطولة، إن التتويج لعب إلى آخر جولة، ما يدل على المنافسة الكبيرة وأن اللقب جاء بشق الأنفس وبتضحيات كبيرة من اللاعبين، الذين أبانوا عن قوة ذهنية كبيرة، مضيفا أن فريق شباب قسنطينة لعب بروح رياضية كبيرة، لكن عزيمة الاتحاد من أجل الفوز كانت أكبر. وشكر مدرب اتحاد العاصمة، أنصار الفريق، الذين تعبوا كثيرا مع النادي، خاصة في التنقلات خارج الديار، ودعموا الفريق إلى آخر جولة من عمر البطولة، وقال إن فريقه مرّ بظروف جد صعبة وتحدى جميع الصعاب، وبعد هذا التتويج يمكن له ولأشباله أخذ قسطا من الراحة، بعدما نال اللقب عن جدارة وبعيدا عن أي حسابات. وحسب لمين كبير، فإن الاتحاد كان قادرا على حسم أمر اللقب ببولوغين، عندما استقبل مولودية وهران، مضيفا أن مشيئة الله جعلت الفريق يتوج بقسنطينة، وسيعود إلى العاصمة من أجل إكمال الفرحة مع بقية الناصر. دنيس لافان مدرب شباب قسنطينة ... كثرة الغيابات وقوة المنافس حالتا دون الفوز برّر مدرب شباب قسنطينة، دنيس لافان، خسارة فريقه في لقاء أول أمس، بكثرة الغيابات التي شهدتها تشكيلة الشباب، سواء بسبب الإصابات أو بسبب العقوبات، كما أكد التقني الفرنسي أن قوة الفريق المنافس وعزيمته الكبيرة، صنعتا الفارق، خاصة وأن الشباب لعب هذه المقابلة دون حافز، بما أنه خرج من المنافسة على المراتب الثلاث الأولى، كما أنه تفادى اللعب على السقوط منذ جولات فارطة. وأكد لافان، أن خروج لاعبين اثنين وهما الحارس ليمان والمدافع زعلاني، متأثرين بإصابة، أثر على أداء القاطرة الخلفية للفريق، وعقّد أمور الشباب، وقال إن أشباله لم يكن أداؤهم سيئا في اللقاء، ولعبوا شوطا ثانيا في المستوى، وكان بمقدورهم العودة وتعديل النتيجة خلال المرحلة الثانية، معتبرا أن فوز الاتحاد كان منطقيا وأن أشباله لم يقدموا الأداء اللازم للفوز. وكشف مدرب الشباب، في تصريح للمساء، عن الانتهاء من قائمة اللاعبين المعنيين بالتسريح، لكنه رفض تقديم أسماء، إلى غاية الاتفاق على كل الأمور مع الإدارة، في إشارة إلى أنه باق مع الفريق، خلال الموسم المقبل، وأنه سيشرف أيضا على الانتدابات رفقة المناجير العام طارق عرامة.