تحتضن هذه الأيام مدينة الورود فعاليات الأيام الدولية للفيلم القصير، وذلك تحت الرعاية السامية لوزارة الثقافة، ومن تنظيم مؤسسة '' إيسر أرت '' للسينما والإتصال، وهذا بمشاركة أزيد من 12 دولة عربية وأجنبية ناهيك عن الجزائر البلد المنظم، وللإشارة فإن هذه الأيام الدولية السينمائية التي إنطلقت فعالياتها الجمعة الفارط وتتواصل إلى غاية 29 من الشهر الجاري تعرف مشاركة أسماء لامعة في عالم الإنتاج والإخراج السنيمائي من داخل الوطن وخارجه، ومن الدول المشاركة نذكر، المغرب، تونس، مصر، الكامرون، نيجر، فرنسا، بلجيكا، تركيا، بوركينافاسو، كندا، السينغال ...، وهذا قصد تبادل الخبرات المهنية في مجال السينما، وكذا إستفادة الجزائر من التجارب الرائدة في هذا المجال. وفي تصريح لجريدة ''الشعب''، أفاد السيد رشيد دشمي، الساهر على تنظيم هذه الأيام السينمائية بأن الهدف من تنظيمها هو تكوين الشباب المشاركين بغرض إكسابهم الخبرة إستعدادا للمهرجان الدولي للسنيما المزمع تنظميه بالجزائر و بالضبط بمنطقة الشريعة بولاية البليدة خلال شهر جويلة المقبل، بالإضافة إلى إعطاء فرصة للمخرجين الجزائريين خاصة الشباب منهم للتعريف بإبداعاتهم في مجال الفن السابع وكذا عرض أعمالهم على مختلف شرائح المجتمع، وبما أن الهيئة المنظمة أعطت هذه الأيام صبغة دولية، فهي بذلك تسعى إلى مد جسور التواصل والاحتكاك بين السينمائين والمخرجين الجزائريين بغيرهم من زملائهم في المهنة العرب والأجانب، قصد تبادل الأفكار والخبرات في عالم الإبداع السينمائي. وأضاف ذات المتحدث بأن هذه الأيام تشهد عرض 14 فليما جزائريا قصيرا إلى جانب مجموعة من الأفلام الأجنبية الأخرى التي ستعرّف جمهور قاعة ''محمد توري '' بالبليدة بمختلف أنواع الثقافات، وهذا ما يميّز هذه الطبعة الأولى، وهو التنوع الذي حملته الأفلام المشاركة في الفعاليات، وهو تنوع في اللغة، في الثقافة وفي السيناريو، إذ تعددت لغة الأفلام بين العربية الفصحى والعامية والأمازيغية المغربية والجزائرية وكذا فرنسية كيباك '' كندا '' وفرنسية بلجيكا بالإضافة إلى اللغة التركية ولغات أجنبية أخرى، حيث بالرغم من تعدد اللغات والثقافات، إلا أن الجامع واحد ألا وهو السنيما. وعلى هامش هذه الأيام الدولية للسينما، برمجت مجموعة من المداخلات والندوات في ميدان الفن السابع، ينشطها العديد من الفاعلين في الحقل السينمائي، حيث نشط المخرج '' فليب جلادو '' مدير مهرجان القارات الثلاث بفرنسا ندوة حول تطور الحركة السينمائية على المستوى العالمي، هذا ونشط أيضا السنيمائي الجزائري '' لمين مرباح '' موضوع: '' كيف ولماذا تنظم مهرجان سينمائي ''، كما تطرق أيضا المشاركون في الأيام إلى موضوع '' كيفية إنتقال عمل مخرج تلفزيوني إلى عمل سنيمائي، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تهم الناشطين في عالم السينما، والسياحة كانت حاضرة بقوة إلى جانب السينما في هذه الأيام، حيث برمجت المنظمة بالتنسيق مع مديرية الثقافة وبلدية البليدة، خرجات سياحية الأولى كانت إلى أعالي جبال الشريعة للإستمتاع بالمناظر الطبيعية العذراء، وكذا مناظر الثلج التي أكسبتها سحر ورونقا وجمالا، والثانية إلى منطقة تيبازة الأثرية لزيارة الآثار الرومانية لمشاهدة القطع الأثرية الثمينة الموجودة بمعهد الآثار، وعن سر إحتضان البليدة مدينة الورود لهذه الأيام السينمائية أفاد المنظم السيد '' رشيد دشمي '' بأن مهرجان تاغيث يعّرف المشاركين خاصة الأجانب بصحراء الجزائر، ومهرجان بجايةوهران يعرفهم بساحل الجزائر الذهبي، أما مهرجان الشريعة فيعرفهم بجبال الجزائر وطبيعتها العذراء وهذا قصد إيصال رسالة إلى الأجانب مفادها بأن الجزائر تجسد للغة الفن السابع تنوعا ثقافيا وتنوعا طبيعيا في الوقت ذاته . وتجدر الإشارة إلى أن جمهور البليدة إستحسن هذه المبادرة السنيمائية الأولى من نوعها في تصريحه لجريدة '' الشعب '' ويأمل في تكرار هذه الفرص، التي من شأنها أن تخلق حركة ثقافية مميزة، وتكسر الروتين الذي يطبع يومياتهم.