أبرز السيد كريم جودي وزير المالية ورئيس الجمعيات السنوية، أهمية مهام ودور المؤسسات المالية الدولية التي يجب أن تتكيف مع الواقع الجديد للاقتصاد العالمي، حيث يجب أن تسترجع الدول الناشئة والبلدان النامية والبلدان ذات الاقتصاد الضعيف مكانها والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تهم مستقبلها· وقال وزير المالية في ختام أشغال الدورة الخريفية لجمعيتي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي بواشنطن، أن "التشعب المتزايد للعالم الذي نعيش فيه يذكرنا بأسباب إنشاء البنك العالمي وصندوق النقد الدولي عقب الحرب العالمية الثانية، ويعزز أكثر من ذي قبل قناعتنا بصحة تعاون متعدد الأطراف"، داعيا إلى مواصلة الجهود الموجهة إلى تعزيز التعاون بين البنك العالمي وصندوق النقد الدولي حتى يكون عمله أكثر نجاعة· واعتبر السيد كريم جودي، أن مندوبي الدول ال 185 الأعضاء ومسؤولي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي قد "أدركوا العبر التي أخذت تستخلص من الاضطرابات الأخيرة التي مست الأسواق المالية والتي تنذر بظرف اقتصادي أصعب في المستقبل" · وفي تدخل له باسم مجموع الدول الأعضاء صرّح السيد جودي قائلا: "لقد أبرزنا الضرورة بالنسبة لمؤسسات بروتون وودس أن تكون قادرة على مواجهة التطورات الطارئة، وأنه من الأهمية بمكان بالنسبة للدول الأعضاء أن تنتهج سياسات داخلية سليمة وأن تعزز مراقبة القطاع المالي والتحلي باليقظة وتحسين الشفافية والاتصال"· وفي معرض تطرقه للصعوبات التي لا تزال تعرقل تحقيق هدف التنمية المستديمة أكد أن "نمط التنمية الذي يركز على البلد يشكل قاعدة أساسية لتعزيز نجاعة المساعدة التي أضحت بنيتها أكثر تعقيدا"· وأضاف" لقد اتفقنا بأن التغيرات المناخية تمثل مشكلا ذي بُعد عالمي وعلينا جميعا أن نعمل بحزم لإيجاد حل له"، واعتبر أن البنك العالمي وصندوق النقد الدولي في موقع يسمح لهما بتصور آليات تمويل جديدة تقوم على أساس المسؤولية المتقاسمة والمحددة قصد مساعدة البلدان النامية على التغلب على المشاكل التي تواجهها للتكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها· وقال بأن برنامجا بهذا الحجم يتوقف على إقامة شراكات قوية تراعي انشغالات كل الأطراف المشاركة· وفي تطرقه لهذا الموضوع قال أن الجزائر تشارك في مواجهة هذا التحدي الخاص بالتغيرات المناخية من خلال العديد من المبادرات والإجراءات القانونية التي تتمثل في ترقية استعمال الوقود النظيف وتقليص حجم الغازات المحروقة ب 70 بالمائة وتحقيق برنامج مجدد لحبس غاز الكربون· وبعد أن أكد أن العولمة المتزايدة للرهانات تبرز ضرورة التوفر على إطار عادل متعدد الأطراف، ذكر السيد جودي بالالتزامات التي تم التعهد بها في سبتمبر 2006 خلال الجمعية السنوية الفارطة التي عقدت بسنغافورة سيما على صعيد الإصلاحات الداخلية لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي وعلى وجه الخصوص بالنسبة لنمط تمثيل (الحصص والأصوات) للبلدان الأعضاء ضمن هيئتي المؤسستين· وقد برمجت اجتماعات الربيع للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي في شهر أفريل المقبل بواشنطن (12 الى 14) فيما ستجري الجمعيات السنوية المقبلة بواشنطن في سبتمبر- أكتوبر 2008 وكان وزير المالية، قد أوضح أول أمس، لدى افتتاحه الجلسة العلنية للجمعيات السنوية لمجالس محافظي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي (20 -22 أكتوبر) التي تتوج الدورة السنوية الثانية أن "التحولات السريعة التي تشهدها البيئة الاقتصادية العالمية حاليا توجد تحديات جديدة بالنسبة لمؤسسات بروتون وودس التي ينبغي عليها التكيف للحفاظ على مصداقيتها ونجاعتها" · وبالنسبة للجزائر " فإن هذه المصداقية وهذه النجاعة تتوقفان بحد ذاتهما على استرجاع شرعية مؤسسات بروتون وودس"، حسب الوزير· موضحا أنه "ينبغي علينا بالتالي تجديد دعمنا لمسار الإصلاحات الجارية على مستوى هيئتينا والتعبير من جديد عن تطلعنا لنتائج تكون في مستوى التحديات"· ولدى تطرقه إلى الوضع الخاص للجزائر، أشار رئيس الجمعيات العامة لمؤسسات بروتون وودس إلى أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تم تسجيلها خلال السنوات الأخيرة تترجم لاسيما من خلال نمو قوي وتراجع نسبة التضخم وتعزيز وضعياتها الميزانية والخارجية وكذا الدفع المسبق لكل ديونها الخارجية تقريبا· وحسب وزير المالية، فإن جهود إدماج الجزائر ضمن الاقتصاد العالمي "ستساهم في استمرارية نمو مطرد"، منوها في هذا الصدد ب "الأشواط التي تم قطعها في مسار انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة واندماجها الإقليمي" لاسيما على الصعيد المغاربي والعربي والإفريقي. *