* email * facebook * twitter * linkedin نُظمت أنشطة ترفيهية متنوعة لفائدة شرائح واسعة من الأطفال بولاية ورقلة خلال هذه العطلة الصيفية، من شأنها تكسير الروتين اليومي، وتنمية المواهب، وتعويض النقائص المسجلة في مرافق الترفيه والتسلية بهذه المنطقة. في هذا الشأن، وضعت عدة جمعيات محلية رغم نقص الوسائل وإمكاناتها المحدودة، برامج ثرية تعنى بالترفيه والرياضة والثقافة والفنون والتراث المحلي والتربية البيئية وغيرها؛ من خلال تنشيط ورشات ومسابقات وعروض متنوعة، شهدت إقبالا واسعا من شريحة الأطفال الذين تفاعلوا معها. ‘'إزداغ نبومكروش-3" بهذا الخصوص نظمت جمعية "إدليلن نلخير" (الدالون على الخير) بالتعاون مع تنسيقية جمعيات القصر العتيق بورقلة وجمعية تنمية قدرات الشباب إلى جانب مختلف الفاعلين على غرار الحماية المدنية والمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "محمد تيجاني"، الطبعة الثالثة للقرية الصيفية "إزداغ نبومكروش-3" (مخيم الشباب) التي سجلت مشاركة أزيد من 2.300 طفل من كلا الجنسين، تم توزيعهم على 28 ورشة، كما أوضحت لوأج كاتبة الجمعية وعضو اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الطفولية. وكان هذا الحدث الذي تواصلت فعالياته إلى أكثر من شهر (جويلية ومطلع أوت الجاري) وأشرف عليه ما لا يقل عن 150 مؤطرا، فرصة للاستمتاع والتعلم واكتساب مهارات جديدة ضمن تلك الورشات، سيما التي جرى تخصيصها للمطالعة وألعاب الذكاء والألعاب التقليدية وتعليم المبادئ الأساسية في بعض اللغات الأجنبية (فرنسية وإنجليزية وألمانية وإيطالية وألمانية وإسبانية وتركية)، بالإضافة إلى الطبخ والحياكة والطرز والإسعافات الأولية والتصوير الفوتوغرافي والفنون القتالية وكرة القدم، مثلما شرحت عقيلة دوغة. وشملت طبعة القرية الصيفية هذه أياما خاصة للأطفال المشاركين لتعلم السباحة على مستوى المركبات والمسابح الجوارية بالمدينة، إلى جانب القيام بخرجات ميدانية لزيارة عدد من المناطق التراثية، على غرار قصري ورقلة وأنقوسة، وإقامة نشاطات أخرى للتعريف بالموروث الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به منطقة ورقلة، كما أشارت إلى ذلك المتحدثة. مهرجان ألعاب التراب والطين ضمن الجهود المبذولة لمنح أبناء المنطقة لاسيما ممن لم يسعفهم الحظ هذا الصيف للذهاب إلى البحر فرصة للترفيه والاستمتاع تزامنا مع عطلتهم المدرسية، أطلقت جمعية الأصدقاء للتصوير بالتعاون مع جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية ببلدية تبسبست بالولاية المنتدبة تقرت (160 كلم شمال ورقلة)، النسخة الأولى من مهرجان ألعاب التراب والطين، الذي يُعد كأحد أقدم مواد البناء الصديقة للبيئة التي استخدمها الإنسان على مر العصور. ويُتوخى من خلال هذا الموعد علاوة على كونه مناسبة للعب، تعزيز ارتباط الأجيال الصاعدة بالأرض والطبيعة بشكل عام، ودعم المساعي الرامية إلى رد الاعتبار إلى فن العمارة باستخدام هذا النوع من مواد البناء الصديقة للبيئة، حسب المنظمين. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة تقرت تزخر بمخزون هام من مادة الطين التي تُعتبر أحد أبرز العناصر التي اعتمد عليها الأسلاف في بناء قصورهم التاريخية، كما هي حال عدة مدن صحراوية لاتزال إلى اليوم، تحتفظ بمبان ومعالم تم تشييدها بواسطة الطين الذي يتميز بأنه عازل للحرارة، حيث يساعد في التقليل من انتشارها من خارج المبنى إلى داخله صيفا، والعكس شتاء، كما أشير إليه. وشهد هذا المهرجان الأول من نوعه في الجهة، توافد العديد من الأطفال، حيث كان مناسبة للترفيه عن أنفسهم وقضاء أوقات ممتعة، فضلا عن إطلاق العنان لمواهبهم الإبداعية في بناء بيوت من الطين والرسم على الرمال. كما تشهد ولاية ورقلة في هذه الفترة، انتشارا مكثفا للدورات الكروية، التي أصبحت تمثل حدثا صيفيا، وموسما ينتظره عشاق الكرة المستديرة من الأطفال والشباب؛ بهدف التنافس فيما بينهم. وأجمع القائمون على تأطير المنافسات الرياضية، على ضرورة ترقيتها وتطويرها؛ من خلال توفير كل الوسائل اللازمة والملاعب الجوارية؛ ما يحفز الشباب على ممارسة كرة القدم والرياضة عموما، بما يساهم في تجنب هذه الفئة الآفات الاجتماعية. تطوير المهارات الذهنية وعن أهمية اللعب وأثره النفسي والتربوي عند الأطفال ذكر الحاج كادي أستاذ علم النفس بجامعة "قاصدي مرباح" بوقلة مهتم بترقية ممارسة الألعاب التقليدية والشعبية، أن اللعب فضلا عن كونه نشاطا يساعد على تنمية القدرات البدنية للأطفال، فإنه "يساهم كذلك بشكل كبير، في تطوير المهارات الذهنية؛ كالانتباه ودقة الملاحظة والتركيز وتعزيز الثقة بالنفس لديهم''، كما يساهم في تقويم سلوكهم، وغرس القيم الفاضلة لديهم (الصبر والمثابرة والإقدام وروح المنافسة والتحدي). أما بخصوص الجانب الاجتماعي فإن "اللعب يساعد الطفل على الاندماج مع أقرانه، والعمل الجماعي والتعاضد الاجتماعي، وذلك من خلال بث روح التعاون مع المجموعة وتنمية الشعور بالمسؤولية"، يضيف الأستاذ الحاج كادي. انتشار المدارس القرآنية يفضل الكثير من الآباء في هذه الولاية الجنوبية إرسال أبنائهم إلى المدارس القرآنية خلال العطلة الصيفية، حيث تشهد هذه المؤسسات الدينية تطورا ملحوظا، يتجلى في استخدام أساليب ومناهج تدريس حديثة. ويؤكد عدة أولياء أن المدارس القرآنية المنتشرة عبر ربوع الولاية غيّرت الصورة النمطية للكتاتيب التقليدية، وساهمت في تعزيز قدرات الأطفال في التعلم والفهم والحفظ؛ ما ينعكس إيجابا على تحصيلهم العلمي خلال مشوارهم الدراسي. وثمّن العديد من المواطنين جهود المجتمع المدني من أجل التكفل بفئة الأطفال خلال العطلة الصيفية بهذه الولاية، التي لازالت تسجل ‘'نقصا حادا'' من حيث المرافق الترفيهية، ومن ضمنها المسابح. وأصبحت المسابح المتوفرة حاليا لا تلبي حاجيات العدد المتزايد من الأطفال والشباب على حد سواء؛ ما جعل ظاهرة السباحة في البرك والأحواض المائية تستهوي البعض، خاصة في المناطق النائية رغم أخطارها التي تهدد حياة مرتاديها.