* email * facebook * twitter * linkedin أعلن رئيس اللجنة الوطنية لتسيير صندوق الزكاة السيد خالد يونسي، أمس، عن انطلاق الحملة التحسيسية ال18 لصندوق الزكاة عبر كافة الولايات بإشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، موضحا في تصريح ل«المساء" أنه يتوقع تسجيل أقوى حصيلة في تاريخ الصندوق هذا الموسم، بعد أن وصلت زكاة عاشوراء في حصيلتها الأولية إلى أزيد من 85 مليار سنتيم. كما كشف يونسي، بأن الزكاة عموما تنقسم إلى ثلاث حملات وتخص الحملة الأولى جمع زكاة الأموال التي تنطلق عادة بموسم عاشوراء وتستمر لبلوغ موسم جديد، بينما تخص الحملة التكميلية زكاة الزروع التي تكون عادة في فصل الربيع والمرحلة الثالثة تخص جمع زكاة الفطر. وحسب رئيس اللجنة الوطنية لتسيير صندوق الزكاة، فإن حملة الزكاة الأولية التي تخص عادة موسم عاشوراء، تنبأ بتسجيل أكبر حصيلة في تاريخ صندوق الزكاة منذ تأسيسه في 2003، حيث بلغت أزيد من 85 مليار سنتيم أي بزيادة 13 مليار سنتيم على الموسم الذي قبله، ويتم العمل حاليا على إنهاء التقارير النهائية للكشف عن الحصيلة التي نتوسم أن تكون أقوى منذ تأسيس الصندوق. كما ارجع المسؤول هذا الأمر، إلى ثقافة صندوق الزكاة التي بدأت تترسخ السنة تلو الأخرى وسط الجزائريين، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في الميدان من طرف الأئمة والمرشدات الدينيات، وكذا اللجان الولائية وعددها 48 لجنة، والقاعدية المنتشرة عبر دوائر الوطن، والتي يفوق عددها 500 لجنة، تتفرع عنها أكثر من 18 ألف لجنة محلية. وعن الأثر الايجابي لمساهمة المواطن في صندوق الزكاة، أشار المتحدث إلى التكفل بأزيد من 3 ملايين أسرة معوزة الموسم الماضي، والتي استفادت من صب إعانات مالية مكررة خلال السنة، ويرتقب تسجيل زيادة عن هذا الرقم خلال الموسم الجاري بالنظر لارتفاع عدد المزكين ممن تبرعوا بزكاتهم للصندوق. كما وجه يونسي، بالمناسبة نداء إلى أصحاب المال للمساهمة بزكاتهم للصندوق من اجل منح العائلات الفقيرة مرتبات دورية خلال العام عوض مرة واحدة فقط، إلى جانب مساهمتهم الفعالة في تسيير الصندوق بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبوها من خلال تسيير أعمالهم ومؤسساتهم. كما أكد المسؤول في هذا الصدد، أن الزكاة التي يتم صبها للمحتاجين تتم في شفافية مطلقة، من حيث التعامل بالمحاضر الموثقة بالنسبة لكل مزك يضع زكاته في صناديق المساجد ليتسلم وصلا من طرف الإمام، أو من حيث تلقي المحتاجين لأموال الزكاة عن طريق صكوك أو حوالات، مشيرا إلى أن الإمام نفسه مطالب بصب المال عند فتح الصناديق بالمساجد بالحساب الجاري للصندوق في ولايته. في هذا السياق دعا يونسي، طلبة الجامعات الجزائرية، ولاسيما اختصاص الاقتصاد والاجتماع والشريعة، إلى استغلال المادة الإحصائية التي يوفرها الصندوق الوطني للزكاة بهدف الدراسة والتحليل، قائلا بأن خبرة الصندوق التي تفوق 15 سنة جعلته يقدم إحصاءات دقيقة عن الحصائل والمجاميع الخاصة بالمزكين والمبالغ الموزعة عبر كل ولاية وعدد الزكاة وأنواعها، مبرزا أن الصندوق قد نجح طوال تلك السنوات في جمع أنواع الزكاة بعدما كانت مشتتة. أما فيما يخص نشاط اللجنة الوطنية لصندوق الزكاة أشار يونسي، إلى تسطير اللجنة برنامجا مكثفا لتأطير الحملة التحسيسية ال18 المنطلقة مؤخرا، وذلك بهدف التحسيس والإعلام بأهداف الصندوق ،إلى جانب تنظيم نشاطات إعلامية مختلفة كالندوات والملتقيات الوطنية، والقوافل التحسيسية بمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الإطار المؤسس للزكاة وترسيخ ثقافة مؤسسة الزكاة، من خلال عصرنة الصندوق ورقمنة عملية الاستفادة من الزكاة، وذلك عبر تعميم الدفع الالكتروني بالموازاة مع الدفع عن طريق الصك أو الحوالة البريدية. كما تسعى الوصاية حاليا يقول يونسي لوضع منظومة قانونية لمؤسسة الزكاة التي من شأنها تنظيم هذه العملية داخل إطار مؤسسي جمعا وتوزيعا وإدارة وتسييرا، مع العمل على إخراج الزكاة من طابعها الموسمي، فالأصل أنها تتم على مدار العام حيثما حل الحول على النصاب تجب الزكاة. وتوجه المتحدث إلى الأئمة والمرشدات الدينيات بعدم الاكتفاء بتعليم أحكام الزكاة، وإنما الحديث عن الصندوق كآلية لتنظيم الزكاة وتحقيق مقاصدها، مؤكدا بأن صناديق الزكاة باقية بالمساجد ويمكن لأي مزك وضع زكاته بها، مبرزا أن الزكاة تتميز بطابعها المحلي أي أن زكاة كل ولاية توزع في نفس الولاية.